محليات

مناخ ضبابي يخيم على الورقة الرئاسية الثنائي متمسك بفرنجية وقنبلة جنبلاط تزعج باسيل وجعجع

بقلم محمد الضيقة

وكما يبدو أن هناك خشية من كافة القوى السياسية من أن تخطئ في أي قرار قد ندفع من خلاله أثماناً لا وقت لها الآن، خصوصاً مع اقتراب الموعد الذي حدده الرئيس نبيه بري في التاسع من شهر كانون الثاني.

أوساط سياسية متابعة أكدت أنه قبل أسابيع من موعد الانتخاب لا تزال ورقة من يتم اختياره لرئاسة الجمهورية مبهمة وغير معلومة لدى كافة القوى السياسية على ضفتي الانقسام بين المعارضة وبين الموالاة باستثناء موقف الحزب التقدمي الاشتراكي الذي أعلن دعمه لترشيح العماد جوزف عون.

وأضافت هذه الأوساط أن مسألة ترشيح عون يحتاج إلى تعديل الدستور وفق آلية محددة غير قابلة للتنفيذ في الوضع القائم لاعتبارات كثيرة قد يكون أبرزها وجود حكومة تصريف الأعمال وهي لا تملك الصلاحيات الكافية لهذا الدور من خلال اقتراح هذا التعديل، والمسألة الثانية – تقول الأوساط – أن أي تعديل دستوري يتم حصراً في عقود عادية لمجلس النواب، والمجلس اليوم في نهاية عقده العادي حيث لم يبقَ منه سوى أيام معدودة، وكما يبدو – تضيف الأوساط – لم يحصل أي تحرك باتجاه المجلس نحو هذا السياق بشأن التعديل الدستوري، لأنه بعد نهاية كانون الأول يصبح التعديل مستحيلاً وحيث يصبح المجلس خارج دور الانعقاد وبالتالي تصبح مسألة ترشيح العماد عون قضية صعبة، إلا إذا حصل ضغط دولي وإقليمي من أجل انتخابه، والقوى السياسية اللبنانية وكما جرت العادة لا مشكلة لديها في انتهاك الدستور كما حصل عدة مرات في السابق.

وأشارت الأوساط إلى أن واشنطن قد تتحرك في الربع الساعة الأخيرة، إلا إذا كانت هناك نية أن تنفذ ما أعلنت عنه بعد أن دعت إلى تأجيل موعد كانون الثاني إلى وقت آخر وموعد جديد، وأكدت أنه في وسط هذا الغموض الذي يحيط بالاستحقاق من المتوقع أن تشهد الأيام التي تفصلنا عن موعد الانتخاب مناورات داخلية وضغوطاً خارجية، الأمر الذي يصبح هناك شكوك بأن يتم انتخاب الرئيس في اليوم المحدد وليس مستبعداً – تقول الأوساط – أن يتم تطيير النصاب في الدورات المتلاحقة كما هو مقرر.

من جهته الثنائي الوطني بات أكثر ارتياحاً من كافة القوى السياسية بعد إعلان سليمان فرنجية الاستمرار في الترشح الذي سيسمح لهم بإدارة الحركة الرئاسية بخطوات دقيقة ومحسوبة، خصوصاً أن خطوة وليد جنبلاط أزعجت إلى حدٍ كبير كلاً من جعجع وباسيل، وأن الرجلين اعتبرا أنه لا يحق لزعيم المختارة أن يدعو نيابة عن المسيحيين لانتخاب جوزيف عون.

وعلى الرغم من الخلافات القائمة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حول أي اسم أو الخيار الرئاسي إلا أنهما حريصان على أن يكون للقوى المسيحية الرأي الأول والأخير في اختيار الاسم الذي سيمثلهم في السلطة، إلا أن ثغرة باسيل وجعجع ليست مرتبطة بالموقف الجنبلاطي وإنما لها علاقة بطموح كلٍّ منهما أن يكون هو الرئيس، خصوصاً أن مواقف باسيل حول المواصفات المطلوبة للرئيس المقبل تنطبق عليه دون غيره، كذلك مواقف جعجع تنطبق عليه أيضاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *