الأهالي يحررون الجنوب
تعليقاً على مشهد النصر المبين في جنوب لبنان وقطاع غزة، أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
إنه يوم مجيد من أيام الله، شاهدناه ونشاهده في لبنان وفلسطين، حيث يقوم الشعب اللبناني بفتح الطريق أمام الجيش لتنفيذ القرار 1701 الذي يحاول العدو الصهيوني التملص منه مدعوماً من الولايات المتحدة الأمريكية، وبغض النظر من شاهد الزور الفرنسي لتأجيل الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية حتى الثامن عشر من شهر شباط القادم، فإذا بالشعب المقاوم يقوم اليوم بالتوجه بأعداد كبيرة لفتح الطريق أمام الجيش لاستكمال التحرير لبقية القرى التي ما زال يحتلها العدو الصهيوني، إن هذا المشهد أكد بشكلٍ قطعي أن المعادلة التي حمت وتحمي الوطن هي معادلة الجيش والشعب والمقاومة وكل من يسعى للاستعاضة عنها بالضمانات الدولية وقرارات الأمم المتحدة هو منقطع عن الواقع، ولم يتعلم من السياق التاريخي للقرارات الدولية من القرار 181 إلى 1701، كل هذه القرارات لم تنفذ، والذي حرر أرضنا سواء في لبنان أم في فلسطين هي المقاومة مدعومة من الشعب والجيش، ان تزامن عودة الأهالي في جنوب لبنان مع عودة الأهالي في غزة، الذين يعودون إلى شمال القطاع بمئات الآلاف مشياً على الأقدام الى بيوتٍ باتت ركاماً، ومع ذلك يعودون لإثبات حقهم في أرضهم وبيوتهم، إن هذا التزامن يؤكد على وحدانية محور المقاومة ومدى الوعي الذي كان يتحلى به سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، عندما قرر المساندة لغزة، أولاً انطلاقاً من التكليف الشرعي بدعم من يستصرخ المسلمين لنجدته مهما غلت التضحيات، وثانياً لأنه عرف ان العدو الصهيوني يهيئ ويعد العدة للانقضاض على لبنان بعد فترة من بداية الحرب على غزة، فقام بحركة استباقية أدت إلى هذا النصر المبين، إن أهلنا في جنوب لبنان الذين قدموا بالأمس أكثر من 23 شهيداً وعشرات الجرحى، أراد أن يقول أنه لا يوجد قوة على الأرض مهما امتلكت من أدوات الدمار يمكن أن تمنعهم من العودة إلى ديارهم، وهذا ما يحققوه بمواجهتهم البطولية لآلة الدمار الصهيونية غير أبهين بالأخطار ومستعدين للشهادة في سبيل الله أولاً وفي سبيل تحرير الأرض ثانياً.
إننا في تجمع العلماء المسلمين، وتعليقاً على المشهد البطولي في جنوب لبنان وشمال قطاع غزة، نعلن ما يلي:
أولاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بتحية إكبار وإجلال لجماهير الشعب اللبناني التي قامت وتحت نيران العدو الصهيوني بتحرير عشرات القرى من الاحتلال الصهيوني، وصدق فيهم مرة أخرى قول سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله قدس الله سره الشريف “أنهم شعب عظيم وشعب شجاع وشعب قوي وعليهم تعقد الآمال بعد الله لدعم المقاومة ومساندتها في عملية التحرير”.
ثانياً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن ما أعلن عنه بالأمس عن تمديد مهلة تنفيذ وقف إطلاق النار إلى 18 من شباط، هو انحياز كامل ومشبوه من قبل الولايات المتحدة، وموافقة الدولة على ذلك لا تنسجم مع هبة الجماهير، وهي مرفوضة منا جملةً وتفصيلا، ونعتبر أن الذي يحدد الموقف اليوم هو شعب الجنوب أصحاب الأرض، وقد أكد ذلك من خلال زحفه اليوم رغم ما أعلن بعشرات الآلاف باتجاه القرى التي ما زال يتواجد فيها المحتل الصهيوني بمساندة جيشنا البطل وعين المقاومة تراقب كل ما يحصل.
ثالثاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تمتلك الصلاحية ولا هي مؤهلة لترأس لجنة الإشراف على مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، مقدمة لتنفيذ القرار 1701، وقد اثبتت ذلك من خلال سكوتها المتواطئ والمشبوه مع التدمير الممنهج للمؤسسات الدينية والمنازل والمساجد والحسينيات، وهو ما ينطبق تماماً على الفرنسي، لذا فإننا نطالب بإلغاء مهام هذه اللجنة والعودة إلى اللجنة الثلاثية فقط.
رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بتحية إكبار وإجلال للشعب الفلسطيني البطل في غزة المقاومة، وعلى النصر المبين الذي تحقق على يديه، والذي أدى لرجوعه المظفر إلى شمال غزة، وتراجع العدو الصهيوني عن مواقفه السابقة محققاً انتصاراً اعترف به العدو الصهيوني قبل شعب المقاومة وأهلها، وندعو إلى مزيد من الدعم للمقاومة في غزة للامساك بزمام الأمور، وإعادة بناء ما هدمته الحرب وتبييض سجون العدو الصهيوني من المجاهدين الأبطال.