نشاطات

حول التطورات السياسية في لبنان والمنطقة

 لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية تتوارى خلف تصريحات دبلوماسية في تمرير مؤامرة على المنطقة، بل إنها مع الرئيس دونالد ترامب باتت تمارس ذلك بأسلوب فاضح وفج ويخلو من أي مواربة، بل يُعلن بصراحة أنه ينحاز كلياً إلى جانب الكيان الصهيوني، بل يتقدم عليه في طرح مشاريع تهدف للقضاء على القضية الفلسطينية وتوسيع الكيان الصهيوني، لا ليسيطر على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل يتجاوز ذلك لتحقيق مطامع العدو الصهيوني بإسرائيل الكبرى، وهو يظن أن محور المقاومة قد هزم، وأنه يستطيع تمرير ما يريد. والأمر لا يقتصر على ترامب فقط، فإدارته بالكامل تتبع نفس الأسلوب الفج والخالي من اللياقات والاستعلاء الاستكباري، وقد شاهدناه في لبنان من خلال التصرفات الوقحة لنائبة مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، سواء من خلال مظهرها أو من خلال تصريحاتها الوقحة وصورتها مع ذخيرة صودرت من المقاومة بجانب ضابط لبناني يضحك معها وكأنه حقق نصراً على بلده، ما يفرض إحالته إلى محكمة عسكرية.

واليوم نسمع أن العدو الصهيوني قد حصل على موافقة أمريكية بالبقاء بخمس نقاط حاكمة في الجنوب اللبناني لن ينسحب منها، ليصبح مصيرها كمصير تلال كفرشوبا ومزارع شبعا والجزء اللبناني من قرية الغجر. إن هذا الأمر يفرض على الحكومة اللبنانية الجديدة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع حدوثها، والتأكيد على الانسحاب الكامل من لبنان إلى ما بعد الحدود المعترف بها دوليا، وأن بقاء أي جزء محتل من قبل العدو الصهيوني يعتبر خرقا للاتفاق 1701 يعطي للبنان الحق في استرجاع أرضه بكل الوسائل المتاحة وعلى رأسها المقاومة، بعد فشل كل الحلول الدبلوماسية. ولذلك فإننا في تجمع العلماء المسلمين نطالب الحكومة بأن يكون البيان الوزاري واضحاً لا ان يحتوي على صيغ فضفاضة تعتبر ضعفاً يستغلها العدو الصهيوني للبقاء محتلاً لأرضنا، ونحن تعودنا من خلال تاريخ طويل من الصراع معه أنه لا يفهم سوى لغة القوة.

 إننا في تجمع العلماء المسلمين، وبعد دراسة وافية للوضع على الساحتين المحلية والإقليمية نعلن ما يلي:

أولاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن أي تمديد لوقف إطلاق النار ولو لساعة واحدة بعد الثامن عشر من شهر شباط، يعتبر انتهاكاً للقرار 1701 يعطي للدولة اللبنانية الحق بالتعامل مع هذا الخرق بكل الوسائل الممكنة، والوسيلة الوحيدة التي أثبتت نجاحها من خلال تجاربنا على مدى طويل من الزمن هي ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي يجب أن تُفَّعل.

 ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار العدو الصهيوني بالاعتداء على قرى الحافة الأمامية من خلال تدمير وحرق ممتلكات المدنيين من منازل ومنشئات مدنية وآليات لرفع الأنقاض، ويعتبر التجمع أن من واجب الدولة الضغط وبقوة على لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار لوقف هذه التعديات التي إن استمرت ستكون سبباً لردود فعل مقاومة من الجيش والشعب والمقاومة.

ثالثاً: يطالب تجمع العلماء المسلمين لجنة صياغة البيان الوزاري بالإسراع في إنجازه لانطلاق مسيرة العمل، وأن يكون على رأس الأولويات إعادة بناء ما دمرته الحرب وإرجاع ودائع اللبنانيين لهم، والتي سرقتها البنوك بالتواطؤ مع السلطة الحاكمة في الفترة الماضية. ويؤكد تجمع العلماء المسلمين على ضرورة تضمن البيان الوزاري حق لبنان في الدفاع عن نفسه في وجه الانتهاكات الصهيونية بكل الوسائل المتاحة، وعلى رأسها المقاومة بأشكالها المختلفة.

رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين اقتحام مستوطنين صهاينة. للمسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال، ويعتبر أنه لا بد من هبة جماهيرية عالمية تستنكر الانتهاكات الصهيونية لحقوق الإنسان والمراكز والمقامات الدينية، ويدعو التجمع لتلبية نداء حركة حماس لجماهير أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم للخروج نهار غدٍ الجمعة في مسيرات تضامنية حاشدة رفضاً لمخططات دونالد ترامب في تهجير الفلسطينيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *