مغزى استمرار الاعتداءات الصهيونية على سوريا
بقلم توفيق المديني
في جنوب سوريا برز “سيدٌ” جديدٌ يأمُرُ ويُنْهِي، ويسرُقُ الأراضي، ويُقيمُ القواعد العسكرية، إنه الكيان الصهيوني بزعامة نتنياهو الذي يشُنُّ عدواناً متصاعداً على الأراضي السورية، بما في ذلك التوغل البري في المنطقة الجنوبية. ففي شهر مارس وأبريل 2025، ضاعف الكيان الصهيوني اعتداءاته وتوغّلاته المرفقة بإعلان الجنوب السوري منطقة منزوعة السلاح، أو محرّمة على قوات الأمن التابعة لسلطات دمشق.
واستغل نتنياهو عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض التي خففتْ القيود المفروضة عليه بشأن استئنافه حرب الإبادة على قطاع غزَّة قبل ثلاثة أسابيع كان في وقت قريب ليُطلق ضغطاً غربياً شرساً على نتنياهو. وقد أوضح ترامب أنَّه لا ينوي مواصلة التلويح بأصابع الاتهام كما فعل سلفه بايدن. أوروبا منشغلة بحرب ترامب التجارية، وقد عزز نتنياهو أغلبية ائتلافه في البرلمان الصهيوني، ما منحه مساحة سياسية أكبر لاستمراره في ارتكاب المذبحة في غزَّة لتهجير الفلسطينيين منها، إذْ تُشِيرُ كل الوقائع أنّ المذبحة أصبحتْ هدفاً في ذاتها، والإبادة هي الموضوع الرئيس الذي لن ينتهي إلا بإخلاء غزّة من الفلسطينيين، وهذا ما تلتقي عنده إرادتان ورغبتان: فاشية إمبريالية أمريكية ممثّلة بترامب الذي يريد استملاك قطاع غزَّة، وعصبية صهيونية عند نتنياهو.
ولهذا السبب كان ترامب مؤيداً بإطلاقية لهذه المذبحة أمام صمت وذهول كل العالم. والنتيجة، كما يقول المراقبون داخل الكيان الصهيوني وخارجه، هي نتنياهو مُطلق العنان، مع عدد أقل من الحواجز التي تقيد جرائمه الحربية في غزَّة ولبنان وسوريا.
تفاقم الصراع الصهيوني – التركي على سوريا
شهدت سوريا يوم الإثنين 2 نيسان/أبريل 2025عدواناً واسعاً، حيث نفذ الاحتلال الصهيوني سلسلة من الغارات العنيفة استهدفت محيط مبنى البحوث العلمية في حي برزة بالعاصمة دمشق، علماً أنَّ مركز البحوث العلمية في جمرايا القريب من دُمَرْ الْبَلَدِ (ضاحية دمشق) تعرض أيضاً لغاراتٍ صهيونيةٍ خلال الأعوام السابقة، كان أعنفها في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول 2024. كما استهدفت الغارات الصهيونية الأخيرة مطار “تي فور” العسكري في تدمر، ومطارات أخرى في حمص وحماة، ما أسفر عن مصابين بجروح مختلفة.
ونفذَ جيش الاحتلال الصهيوني توغلاً برياً جديداً بعدة عربات عسكرية في حرش سد الجبلية بالقرب من مدينة نوى غربي درعا جنوب سوريا، بالتزامن مع تحليق لطيران الاستطلاع في المنطقة. وأفادت محافظة درعا باستهداف جيش الاحتلال الصهيوني سفح تل الجموع قرب مدينة نوى بريف درعا الغربي بثلاث قذائف مدفعية. وأضافت أنَّ 9 مدنيين استشهدوا وأصيب آخرون بجروح إثر قصف للاحتلال الصهيوني على حرش سد الجبيلية الواقع بين مدينة نوى وبلدة تسيل غربي درعا.
تُعَدُّ هذه الاعتداءات الصهيونيةِ رسالةً تحذيريةً إلى تركيا لمنعها من استخدام أيّ قواعد سورية والانخراط في إعادةِ تأهيلِ الجيشِ السوريِّ. قبل ذلك وبعده عقدت الحكومة الأمنية الصهيونية اجتماعاتٍ كان محورها المعلن الوجود التركي في سوريا، ما أظهر أنَّ الدولتين متجهتان إلى صراعٍ على سوريا، وعلى الرغم من قولهما علناً إنَّهما لا تريدان هذا الصراع، فإنَّهما تؤكّدان عملياً أنَّ كلاً منهما لا تستطيع التعايش مع وجود عسكري للأخرى على حدودها.
الإدارة السورية الجديدة منفتحةٌ على توقيع شراكةٍ دفاعيةٍ مع تركيا تتضمن توفير الحماية للأجواء السورية، وإقامة نقاطِ مراقبةٍ في بعض مناطق الجنوب السوري بالتنسيق مع القواتِ الأمميةِ لسحب الذرائعِ الصهيونيةِ التي تستخدمها للتوغل ضمن الأراضي السورية، لكنَّ يبدو أنَّ الجانب التركي يتمهل تجنباً لإثارة المزيد من الحساسيةِ.
فقد تَصَدَّتْ تركيا إعلامياً وسياسياً ضد الاعتداءات الصهيونية المتكررة على سوريا، في ظل عدم وجود خياراتٍ كبيرةٍ أمام الإدارة السورية الجديدة التي تَوَّلَتْ البلاد في مرحلة انتقالية دون امتلاكها لمؤسسةٍ عسكريةٍ فعالةٍ بعد أن دَمَّرَ الجيش الصهيوني سلاح الطيران وغالبية مستودعات الأسلحة بمجرَّدِ فِرَارِ الأسد خارج البلاد. وفي منتصف يناير/كانون الثاني 2025، طالب الرئيس التركي أردوغان الكيان الصهيوني إنهاء الأعمال العدائية التي يمارسها في سوريا، وإلا فإنَّ النتائج التي ستظهر ستضر الجميع.
وفضلاً عن ذلك، تشهد المنطقة تنافساً على مشاريع الطاقة والبنية التحتية المستقبلية في سوريا. الكيان الصهيوني يسعى لحماية مصالحه في حقول الغاز في شرق المتوسط، بينما تُروج تركيا لنفوذها الاقتصادي عبر مشاريع إعادة الإعمار واستغلال الموارد المحلية.
الصراع على سوريا بين تركيا والكيان الصهيوني، والذي كاد ينفجر عند أبواب دمشق السبعة، هو صدامٌ حقيقيٌ تاريخيٌّ وجيو/استراتيجي بين أردوغان الذي يَخشى من تنفيذ الخطّة الصهيونية الرامية إلى تحويل سوريا إلى دويلاتٍ طائفيّة وإثنيّة، ما يُمكن أن ينعكس أوتوماتيكيّاً على تركيا بمشكلاتها الطائفيّة والإثنيّة، وبين نتنياهو الذي يتوجّس من السيطرة التركيّة على المدينة التي لا تَبعد سوى بضع عشرات الكيلومترات عن أماكن تمرْكُز القوّات الإسرائيليّة، وفي إطار إعادة إحياء السلْطَنة العثمانيّة (باعتبار أنّ الفصائل المُعارِضة هي النيو إنكشاريّة للنيو عثمانيّة التي أَطلقها أحمد داود أوغلو) ما يُمكن أن يُشكِّل خطراً على الأمن الاستراتيجي للكيان الصهيوني، ومن دون أن يَكشف عن كيفيّة تفادي ذلك الصدام، والذي كان يُمكن أن يَقلب المشهدَ السوري، وحتّى المشهد الشرق أوسطي رأساً على عقب.
من الواضح أنّ الحكومة الصهيونية برئاسة نتنياهو تريد تعرية سوريا بالكامل من خلال احتلال الجزء السوري من جبل حرمون، وقد احتلَّته بالفعل، ما بات يُمكِّن جيش الاحتلال الصهيوني عمليّاً الآن من رصْدِ حتّى صياح الباعة في سوق الحميديّة الدمشقي العريق، إضافةً إلى خلْعِ خطّ الاشتباك الذي تمَّ الاتّفاق عليه بين سوريا والكيان الصهيوني في كانون الثاني/ يناير1974 بوساطة هنري كيسنجر، وإقامة منطقة عازلة تُمكِّن تل أبيب، ليس من التحكُّم بالجنوب السوري فحسب، وإنّما أيضاً بإبقاء دمشق في القبضة العسكريّة الصهيونية .

تأثير المتغيرات الدولية والتحولات الممكنة في الصراع
المتغيرات الدولية، مثل التوترات الأمريكية مع كل من تركيا وإيران، قد تُعيدُ تشكيل ديناميكيات الصراع. فإذا شهدت المنطقة تحالفاتٍ جديدةٍ أو تغيرت الأولويات الأمريكية في سوريا، فقد يؤدي ذلك إلى تقاربٍ أو تصعيدٍ في الصراع التركي – الصهيوني. فعلى الرغم من التحذيرات التركية، يبدو أنَّ أنقرة لا تزال تُفَضِّلُ الطرق الدبلوماسية، ففي آواخر ديسمبر/كانون الأول 2024 أوضحت القناة 12الصهيونية أنَّ الجانب التركي نقل رسائل إلى الكيان الصهيوني من أجل فتح قنوات تنسيق واتصال في سوريا، في خطوة تعكس رغبة أنقرة بعدم حصول صدام بين قواتها والقوات الصهيونية.
ومن غير المستبعد أن يلجأ الطرفان التركي والصهيوني في نهاية المسار لتفعيل قنوات اتصال فعالة في سوريا، والعمل على مناقشة المخاوف المتبادلة سواء الدعم الصهيوني لأكراد سوريا، أو تخوف تل أبيب من تهديد هضبة الجولان من قبل الإدارة السورية الجديدة. وقد تلعب إدارة ترامب دوراً فعالاً في مثل هذا التنسيق، إلى جانب دول إقليمية أخرى تمتلك علاقات جيدة مع كل من تركيا والكيان الصهيوني.
وبالفعل ظهرت مؤشرات توحي بإمكانية تدخل إدارة ترامب لمنع المزيد من التوتر في سوريا حيث كشفت القناة 12 الصهيونية في 13 يناير/كانون الثاني 2025عن نصيحة وجهها مسؤولون في إدارة ترامب لتل أبيب بتجنب الإدلاء بتصريحات ضد الحكومة السورية الجديدة. لكنَّ الصراع التركي الصهيوني سوف يستمرُ في سوريا بشكلٍ غير مباشرٍ، من خلال دعم الأطراف المتناحرة أو تصعيد العمليات العسكرية المحدودة التي تستهدف تحقيق مكاسبٍ استراتيجيةٍ. تركيا ستسعى لتقليص النفوذ الإيراني، ولكنَّها قد ترى في التحركات الصهيونية تهديداً لتوازن القوى في المنطقة.
ويتخوفُ الكيان الصهيوني من إبرام السلطات السورية الجديدة “الاتفاق الدفاعي” مع تركيا، إذْ بدأ الإعلام التركي يتحدثُ عنه، ولم تنفِ أنقرة ما يُتَدَاوَلُ عنه بل تركته يتفاعل لتقويم أصدائه، وتلقّفَهُ الكيان الصهيوني ليستغله في تبرير انتهاكاته للأراضي السورية. أمَّا دمشق فلم تؤكّدْ ولم تنْفِ، لكنَّها تشاورت فعلاً مع الأتراك في ما يمكن أنْ تفعله، والأرجح أنَّ الْحُكَامَ الْجُدُدَ يحتاجون إلى مساعدةٍ في مواجهة المأزق القائم ويلتزمون الحذر، فإذا كانت تركيا وجهة منطقية وممكنة تعاملوا ويتعاملون معها إلا أنَّهم يخشون انعكاسها سلبياً على تفعيل توجّهاتهم العربية وتعزيزها، خصوصاً أنَّ السعودية تتموضع على أنَّ لديها تكليفاً دولياً لإدارة “ملف سوريا ولبنان” أو جزء منه، وقد رعت اتفاقاً لترسيم الحدود بينهما. ثم إنَّ دمشق لم تتلقَّ من شروط واشنطن وإشاراتها ما يمكّنها من تقدير الموقف الأمريكي من سوريا لتحدّدَ كيفية التعامل معه، ومن جهة أخرى لا ترى في التطورات المتسارعة ما يدفعها إلى حسم “إعادة شرعنة” احتفاظ روسيا بقاعدتيها في حميميم وطرطوس.
لكن هناك فراغ في سوريا ينبغي أن يملأه أحد، ولأسبابٍ كثيرةٍ تبدو تركيا أكثر تأهّلاً لدور كهذا لكنَّها تبحث عن تفويض عربي لا يكفي ولن تحصل عليه، أو تفويض أمريكي سيشترط بالضرورة أن يكون هناك تفاهم/ تقاسم بين الطرفين. أما الكيان الصهيوني فيعمل على انتزاع “حصة في سوريا موقنة بأنَّه سيحصل على دعم من أمريكا – ترامب، لكن عليه أن يحقّق نتائج في سعيه إلى تفتيت سوريا كي يتوصّل إلى أهدافه. وللأسف، فإنَّ لديه من الانقسامات الداخلية السورية ما يساعده.
دعوة ترامب نتنياهو لحل مشاكله مع تركيا
في الزيارة الأخيرة التي قام بها نتنياهو إلى واشنطن يوم الإثنين 7أبريل/نيسان2025، ولقائه مع ترامب في البيت الأبيض، مهّدَ هذا الأخير الطريق أمام نزع فتيل التوتر المتصاعد في ظل التنافس الصهيوني – التركي في سوريا، والذي بدأ بُعَيْدَ سُقُوطِ نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول2024، بسبب مخاوف تل أبيب من تنامي نفوذ أنقرة العسكري في وسط وجنوب سوريا، ما قد يَحُدُّ من قدرتها على المضي في تحركاتها في الجنوب لفرض معادلاتٍ أمنيةٍ وخرائط نفوذٍ جديدةٍ.
وأكد ترامب، بعد لقائه نتنياهو في البيت الأبيض مساء الاثنين 7 أبريل/نيسان 2025، الدور التركي في سوريا، مُعْرِباً عن ثقته بقدرته على حلِّ المشاكلِ التي نشأتْ بين أنقرة وتل أبيب بعد إسقاط نظام الأسد، مُضِيفاً: “لا أعتقد بأنَّ هذا الأمر سيصبح مشكلة”. وتحدث ترامب عن “علاقة رائعة” تربطه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، موضحاً أنَّه أخبر نتنياهو بأنَّه “إذا كانت لديه مشاكل معه فعليه حلّها”، ومؤكداً أنَّ “على الإسرائيليين التصرف بعقلانية لحل أي مشكلة مع تركيا”. من جهته، قال نتنياهو إنَّ “إسرائيل” لن تسمح باستخدام سوريا قاعدة لشنِّ هجماتٍ ضدها، مضيفاً “لا نريد أن نرى وضعاً يستخدم فيه الآخرون، ومن بينهم تركيا، سوريا قاعدة للهجوم على إسرائيل”. وأضاف: “تركيا هي دولة لها علاقة كبيرة مع الولايات المتحدة، وللرئيس علاقة مع قائد تركيا. ناقشنا كيف يمكننا تجنب هذا الصراع بطرق متنوعة، وأعتقد أنَّه لا يمكننا أن نجد محاوراً أفضل من رئيس الولايات المتحدة لهذا الغرض”. كما قال نتنياهو في تصريحات أمس قبيل مغادرته واشنطن إنَّ “تركيا تريد إنشاء قواعد عسكرية في سوريا، وهذا يشكل خطراً علينا ونعارضه”.
وفي السياق نفسه، كانت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، في وقت سابق، قد نقلت عن مصدر أمني قوله، إنه “إذا تم إنشاء قاعدة جوية تركية في سوريا، فإن ذلك سيؤدي لتقويض حرية العمليات الإسرائيلية”، في إشارة إلى أنّ ذلك يعدّ تهديداً محتملاً تعارضه دولة الاحتلال الصهيوني. وبحسب المصدر ذاته، فإنَّ قلق دولة الاحتلال الصهيوني من أن تسمح الحكومة السورية لتركيا بإقامة قواعد عسكرية يأتي في ظل التعاون المتزايد بين دمشق وأنقرة، مردفاً بأن القيادة السياسية والعسكرية الصهيونية ناقشت الأمر خلال الأسابيع القليلة الماضية.
خاتمة: في الأثناء استمرّ الكيان الصهيوني في حملته على القدرات الدفاعية السورية، مستغلاً انحلال الجيش مع سقوط النظام السابق، ولم يكتفِ بما أعلنه سابقاً عن تدمير 80% من تلك القدرات بل راحَ يستهدف المطارات العسكرية والبنى التحتية من مراكز بحوث ومبانٍ جامعية. ولأنَّ سوريا – أحمد الشرع – لم تشكّل أيَّ تهديدٍ لهذا الكيان الصهيوني ولا يمكنها مواجهته، ولا تُريدُ أن تُسْتَدْرَجَ إلى تفاوضٍ من مَوْقِعِ ضُعْفٍ معه، فقد بدأ التنافس بين توقعات أمريكية لـ “تطبيع” سوري – صهيوني، وبين اتفاق دفاعي محتمل إبرامه بين سوريا وتركيا.
فالزعيم الجديد الذي يحتل جنوب سوريا، يتحدَّى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ومجموعة الفصائل الجهادية الذين أطاحوا بنصف قرن من حكم عائلة الأسد قبل أربعة أشهر، ونَصَّبُوا أنْفُسَهُمْ حُكَاماً جُدُداً لسوريا، وكذلك الحكومة السورية الجديدة التي تحاول توحيد البلد المشرذم بعد 14سنة من الحربِ الأهلية.
ويتبقى سؤالٌ مكرَّرٌ حدّ الملل: ماذا لو تتخذ الأنظمة العربية الحاكمة في كل من مصر والأردن والمملكة السعودية وقطر والإمارات، موقفاً وطنياً تحرُّرياً مرّة واحدة في تاريخها بقطع العلاقات الديبلوماسية مع الإمبريالية الأمريكية والكيان الصهيوني، وسحب الأرصدة المالية الضخمة المودعة في البنوك الأمريكية، هل كان الرئيس ترامب ونتنياهو سيمضيان بكلّ هذه الثقة في ارتكاب حرب الإبادة في فلسطين، ولبنان، وسوريا، وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزَّة؟.