حول آخر المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة ومجزرة رفح
تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
ما زال العدو الصهيوني مستمراً في اعتداءاته المتكررة على لبنان، بحيث أنها باتت يومية وفي أكثر من مكان، وتستهدف المدنيين وتعرض حياتهم للخطر، موقعة عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى، لا ذنب لهم سوى أنهم يصرون على الصمود في قراهم ومدنهم، ويرفضون تركها نهباً للعدو الصهيوني، فاليوم استهدف هذا العدو بطائرة مسيرة دراجة نارية في بلدة المنصوري، ما أدى لارتقاء شهيد وإصابة شخصين بجراح، بالإضافة إلى قيام مدفعية العدو الصهيوني فجر اليوم بقصف يحمر الشقيف بعدد من القذائف وإلقائه لقنابل حارقة محرمة دولياً على سهل الخيام وحرش مارون الراس وأطراف بلدة بليدا بهدف إشعال الحرائق، ما يعني أن هذا العدو الغاشم يريد إحراق الأخضر واليابس، وجعل الحياة في جنوب لبنان مستحيلة، وهذا الأمر يجب أن يكون عليه رد واضح من الحكومة اللبنانية، ولا يجوز السكوت عليه، بل إن العدو الصهيوني لم يكتفِ بالاعتداءات عن بعد، بل إنه يقوم بالتوغل داخل الأراضي اللبنانية لتفجير منازل كما فعل بالأمس بتوغله نحو الطريق الرئيسي في كفر كلا وإقدامه على تفجير منزل في البلدة يبعد عن الحدود نحو 1600 متر، ما يجعلنا نتساءل أين هي قوات الجيش اللبناني المكلفة حماية المدنيين في أرواحهم وأملاكهم؟ وكيف سمحت للعدو الصهيوني بالتقدم لهذه المسافة داخل الأراضي اللبنانية؟ ولماذا لم تتصدَ لها وتجبرها على الانسحاب؟.
وفي فلسطين المحتلة ما زال العدو الصهيوني يراوغ في موضوع الوصول إلى اتفاق لوقف اطلاق النار، ويستمر في خطته الهادفة لإكمال السيطرة على قطاع غزة وتدميره تدميراً كاملاً وتصعيد الإبادة الجماعية في حق سكانه، وما أُعلن عن المخطط الجديد للعدو الصهيوني لإقامة ما يسميه “بمدينة إنسانية” على أنقاض مدينة رفح جنوب قطاع غزة ضمن مخططها لتهجير الفلسطينيين خارج بلادهم، ما اعتبره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تصعيداً خطيراً في مسار الإبادة الجماعية المتواصلة، ويجسد خطوة متعمدة لإفراغ غزة من سكانها الأصليين، وفرض واقع ديموغرافي جديد بالقوة، خدمة لمشروع استعماري يستهدف محو الوجود الفلسطيني من القطاع، وهذا ما يدفعنا للسؤال أين هي الدول العربية والإسلامية، حكومات وشعوباً فيها من هذه الجريمة الكبرى بحق الإنسانية وبحق العروبة والإسلام؟!!.
إننا في تجمع العلماء المسلمين، وبعد دراسة للوقائع المستجدة على الساحتين اللبنانية والفلسطينية نعلن ما يلي:

أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين بأشد عبارات الاستنكار الاعتداءات اليومية للعدو الصهيوني على لبنان، والتي كان آخرها استهدافه بطائرة مسيرة لدراجة نارية في بلدة المنصوري، ما أدى لارتقاء شهيد وإصابة جريحين، وقيام العدو الصهيوني بإطلاق قذائف حارقة على أحراج ومزروعات في سهل الخيام ومارون الراس وأطراف بلدة بليدا، بهدف إشعال حرائق تقضي على الشجر والثمر كما تقضي على البشر.

ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على ارتكاب مجزرة جديدة في دير البلح، ما أدى لارتقاء سبعة عشر شهيداً بينهم عشرة أطفال، في قصف جوي وحشي استهدف محيط مفترق الزواري وسط قطاع غزة، وطال مواطنين بينهم سيدات وأطفال أثناء انتظارهم لتوزيع مكملات غذائية للأطفال، كما يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام قوات الاحتلال بإعدام المواطن احمد العمور بعد إطلاق الرصاص الحي عليه، ومن ثم دهسه بواسطة آلية عسكرية قبل ان يحتجز جنود الاحتلال جثمانه ويعتقلوا أبناءه في مشهد يندى له جبين الإنسانية.

ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام ما يسمى بالأمن العام السوري على اغتيال سماحة الشيخ رسول شحود، ما أدى لاستشهاده وهو المؤسس الأول للثانوية العامة لتدريس الشريعة الجعفرية الاثني عشرية، وهذا العمل الإجرامي يأتي ضمن سلسلة أعمال تستهدف الأقليات في سوريا، وتطرح تساؤلات حول مستقبل الكيان السوري ككل، وخاصة مع تسريب معلومات عن عملية تقسيم وتبادل الأراضي مع الكيان الصهيوني.

رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لليمن البطل على العمليات المستمرة بإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الغاصب، وجعل المستوطنين الصهاينة يلجأون إلى المخابئ لساعات طويلة، ويهنئ تجمع العلماء المسلمين القوات اليمنية على توجيه زورق مسيّر و6 صواريخ مجنحة ضد سفينة خرقت الحظر على موانئ الكيان الصهيوني متوجهة إليها ما أدى إلى إعطابها.
