روائع الشعر العربي

روائع الشعر العربي 508

أبو الطـيب المتنـبي – ظـلٌّ زائـل

انعَمْ وَلَذَّ فللأمورِ أَوَاخِرٌ

 أَبداً إَذَا كانـت لَهُـنَّ أوَائِـلُ

ما دمتَ من أَرَبِ الحسانِ فَإِنَّما

 رَوقُ الشَّبَـابِ عَليكَ ظِلٌّ زَائِـلُ

لِلَّهْوِ آوِنَةٌ تَمَـرُّ كَأَنَّها

 قُبَـلٌ يُزَوَّدُهــا حَبِيـبٌ رَاحِلُ

جَـمَـحَ الزَّمَانُ فَلاَ لَذِيذٌ خَالِـصٌ

 مِمَّــا يشوبُ ولاَ سُرُورٌ كَامِـلُ

أبـو الغـول – حديـثات الهــوى

إِذَا الرِّيحُ من نَحْوِ الحبيبِ تَنَسَّمَتْ

 بُعيْـدَ صَلاَةِ العَصرِ طَابَ نَسِيمُهـا

وَهبَّــت بـأَحــزانٍ لَنَــا وتَذَكَّــرَت لَها

 النَّفْسُ أَشجاناً تَوَالَى هُمُومُها

وظَــلَّ يَـدُقُّ القلبُ إنْ نَسَمَتْ لهُ

 وفـاضَ لها عَيْنٌ طَوِيلٌ سُجُومُها

وحــنَّتْ بَنَاتُ القَلْبِ مِنِّي وأَقْبَلَتْ

 عـلـيَّ حَدِيثَــاتُ الهَـوَى وَقَدِيمُهـا

أبو فراس الحمداني – شيـم

خــيْلي وإِنْ قَلَّت كَبِيـرٌ نَفْعُهـا

 بيـــنَ الصَّـوارِمِ والقَنَا الرعَّـافِ

ومكارمي عَدَدُ النُّجومِ، ومنزلي

 مَـأْوَى الكرامِ وَمْنزِلُ الأَضْيَافِ

لا أقتني لصـروفِ دهري عـدةً

 حتى كَـأَنَّ خُطُوبَـه أَحْلاَفيِ

شِـــيمٌ عـُرِفـْتُ بهنَّ إذ أَنَا يافِعٌ

 ولقــد عَرَفْـتُ بِمثْلِهـا أسلافيِ

المقنـع الكنـدي ـ شـــروط

وإذا رُزِقــتَ من النوافِـل ثَروةً

 فامْنَـحْ عشيرتَك الأَداني فَضْلَهَا

واسـتَبْقِهــا لِدفـاعِ كُـلِّ مُلمَّــةٍ

 وارفـق بناشئها، وطاوع كهْلَهَا

واحلم إذا جهلت عليك غُواتُهـا

 حــتى تَرُدَّ بِفَضْلِ حِلْمِك جَهْلَهَـا

واعلــم بـأَنَّك لا تكـون فتاهـمُ

 حتى تُرى دَمِثَ الخلائق سَهْلَهَا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *