عبرة الكلمات 509
بقلم غسان عبد الله
مأساة
أعلم أن الموت حق والحياة باطله.. والمرء لا يعيش مهما عاش إلا ليموت!.. وكل صرخة مصب نهرها السكوت.. وأروع النجوم هاتيك التي تضيء درب القافلة!.. حين يغطي العشب ذكرياتنا وتشهق المأساة في البيوت!.
موت
لم أَمُتْ بَعْدُ حتَّى يلاحقَني عدمي وتفتش روحيَ عن هيئةٍ للحلولْ.. لم أمت بعدُ كلُّ العصافيرِ تحفظُ وِرْدِيَ عن ظهرِ قلبٍ وخطوتُها في هُيَامي تَطولْ.. لم أمت غير أنّي أرى غربتي الآنَ تنسلُّ من صوفِ ثوبيَ خيطاً فخيطاً بأيدي الفناءِ فكيف إذن لا أرى الموتَ أعمقَ معنىً من الحبِّ في ملكوتِ المحيطِ الخليجْ؟.
بحر بلا زُرقة
أبداً، أنا البحار، أبحر بلا زمن البحر ضاع، غادرته الشواطئ ومركبي متعب، بلا مرساة، ولا راية. صارت ساقي صارياً صدري شراعاً تعبث الريح به قلبي منارة مطفأة. يابس صدر السماء جسد الأرض رماد البحر بلا أفق البحر بلا زرقة وصوتي ضائع بين الماء والسماء.
صوت الألم
أيتها القطرات الغافية، في قاع كأسي اُغمريني بالصفاء والرؤيا.. أنت يا زرقة الدخان احمليني يا دهشة تتنامى كالموج والخيال، كوني حصاني الذي لا يكبو، وعسلي السُرّي لكنني: أشهد انطفاء الشمس، أسمع صوت الألم، يعبر عقلي وصلبي.
أحشاء الوحشة
كل مساء أمشي عبر شوارع الصمت والطين أسمع خطواتي الرتيبة، تسحق ظلي.. ثم أدفع باباً يكرر صريره.. أدخل أحشاء الوحشة والليل ألقي أنقاضي على برد السرير يصطك صلبي وأنام.
