إعرف عدوك

الأرض تهتز تحت أقدام دولة إسرائيل: التهديد الذي لا يتحدث عنه أحد

ترجمة وإعداد: حسن سليمان

تحليل المخاطر الإقليمية والحاجة إلى صحوة..

هدفي هو توضيح النقاط التي عرضتها طوال فترة الحرب، والتي تتعلق بالتهديدات التي لا يزال الكثيرون يتجاهلونها حتى اليوم.

 التصريحات التي تتحدث عن حسم كامل ضد حزب الله أو إيران أو سوريا أو حركة حماس، إلى جانب الافتراض بأن العلاقات مع مصر والأردن مستقرة على نحو مطلق، لا تعكس في الواقع حقيقة التعقيد الإقليمي. الخبراء يؤكدون أن فهماً عميقاً للتحديات القائمة أمر بالغ الأهمية. وكما يرد في المثل: “حتى الأحمق إذا صمت يُحسب حكيماً”، ما يعني أن التروي والإصغاء قد يقودان إلى قراءة أوضح وأدق للمشهد الراهن.

جاهزية حزب الله للحرب

حتى الآن، استعداد حزب الله لحرب مع إسرائيل – المنظمة تواصل التسلح والتمركز. وفيما يلي ملخص الوضع الحالي:

مستوى جهوزية حزب الله للحرب

تشير التقديرات إلى أن حزب الله يواصل تعزيز قدراته العسكرية والتحضير لمواجهة مستقبلية مع إسرائيل، على الرغم من الضربات التي تلقاها مؤخراً. وفيما يلي أبرز ملامح الوضع الراهن:

التعاظم العسكري والاستعدادات: على الرغم من الخسائر التي مُني بها، يواصل الحزب إعادة بناء ترسانته العسكرية استعداداً لأي مواجهة محتملة مع إسرائيل.

القيادة: الأمين العام الحالي، نعيم قاسم، يرفض بشكل قاطع أي مساعٍ لنزع سلاح الحزب، على الرغم من الضغوط السياسية والأمنية المتزايدة.

خطط نزع السلاح: الحكومة اللبنانية، بضغط أمريكي، أقرت في آب 2025 جدولاً زمنياً لنزع سلاح الحزب ونقل السيطرة الكاملة على السلاح إلى الجيش اللبناني. غير أن حزب الله أعلن رفضه التام لهذه الخطة.

• التهديد المستمر: المشهد العام يؤكد أن الحزب ما زال يمثل تهديداً بارزاً لإسرائيل.

وبحسب تقارير إعلامية مختلفة، فإن تقديرات استخباراتية أمريكية تفيد بأن حزب الله تمكن خلال الشهر الماضي من إعادة بناء نحو 25% من بنيته التحتية المدنية والعسكرية، وذلك على الرغم من الضربات الإسرائيلية المتواصلة. وتشير التقديرات إلى أن الهدوء النسبي من جانب الحزب هو جزء من استراتيجية مدروسة تهدف إلى إعادة ترميم قدراته وتعزيز قوته تدريجياً. وبحسب التحليل الاستخباراتي، فإن الانطباع بأن الحزب قد تم تحييده غير دقيق، إذ يستغل الظرف الراهن لإعادة تعزيز نفوذه العسكري والسياسي.

التهديد التركي والنظام الجديد في سوريا تجاه إسرائيل

يشهد المشهد الإقليمي تطورات لافتة مع تنامي التعاون العسكري بين تركيا والنظام السوري الجديد، وسط تقديرات باحتمال اندلاع مواجهة مع إسرائيل. وتبرز عدة أحداث ومستجدات أخيرة لفهم الوضع الراهن:

• انتشار القوات التركية: تركيا تواصل منذ سنوات تشغيل قواتها العسكرية وميليشيات موالية لها في شمال سوريا، بهدف أساسي يتمثل في مواجهة الفصائل الكردية التي تصنفها أنقرة كمنظمات إرهابية. ومع سقوط نظام بشار الأسد وتشكيل “حكومة انتقالية سورية” جديدة، دخلت العلاقات بين الطرفين مرحلة جديدة.

• التعاون الأمني: أنقرة والحكومة السورية الانتقالية وقعتا مذكرة تفاهم أمنية تشمل تزويد الجيش السوري الجديد بالأسلحة والمعدات اللوجستية إلى جانب تدريبات عسكرية.

• قواعد مشتركة: بعض القواعد الجوية مثل قاعدة منبج في شمال سوريا تحولت إلى مواقع عسكرية مشتركة، حيث يتمركز الجنود الأتراك إلى جانب القوات السورية.

• أهداف موحدة: الدولتان تعتبران الفصائل الكردية في الشمال تهديداً مشتركاً. تركيا تهدد بعملية عسكرية واسعة إذا لم يتم نزع سلاح تلك الفصائل، بينما يراهن النظام السوري الجديد على مقاربة تجمع بين الأدوات السياسية والعسكرية، بدعم تركي.

هذا التوجه التركي يعكس سعي أنقرة إلى توسيع نفوذها الإقليمي وضمان مصالحها الأمنية، مستفيدة من الفراغ الذي خلفه سقوط نظام الأسد. وبحسب التقديرات، يشكل هذا المحور التركي – السوري الجديد تهديداً لإسرائيل يفوق بأضعاف الخطر الذي مثّله المحور الإيراني – السوري في عهد الأسد. المخاوف تتزايد من الخطوات المقبلة التي قد تقدم عليها تركيا وتداعياتها على استقرار المنطقة، ولا سيما على صعيد علاقتها بإسرائيل.

مقارنة القوى والتهديدات المحتملة من تركيا وسوريا تجاه إسرائيل

• مقارنة القدرات: الجيش التركي هو ثاني أكبر جيش في حلف الناتو ويواصل تعزيز إمكانياته. وفي حين يتمتع سلاح الجو الإسرائيلي بتفوّق تكنولوجي واضح – خصوصاً بوجود طائرات شبح مثل 35 F – فإن الجيش التركي يتفوّق من حيث حجم القوى البشرية وقوته البحرية. كما يطوّر أنقرة منظومات تسليح متقدمة خاصة بها، بينها صواريخ باليستية ذات مدى متزايد قد تُوجّه مستقبلاً نحو أهداف إسرائيلية.

• سوريا كساحة تصادم: الصراع على مناطق النفوذ التي تسعى تركيا للسيطرة عليها في سوريا يمثل نقطة احتكاك مركزية. إسرائيل تُبدي قلقاً من تزايد الوجود التركي قرب حدودها، في ظل غياب خطوات واضحة لتعزيز أو تعديل جاهزية قواتها استعداداً لصدام محتمل مع تركيا.

• تقديرات أمنية: ثمة خشية في الأوساط الأمنية الإسرائيلية من أن تسعى تركيا للهيمنة على أجزاء من سوريا أو على الأقل لقمع القوى الكردية، ما قد يؤدي إلى احتكاك مع عناصر تدعمها إسرائيل أو حتى مع إسرائيل نفسها.

خلاصة: التعاون الحالي بين أنقرة والنظام السوري الجديد يتركّز على أهداف مشتركة مثل قمع الفصائل الكردية، ما يثير مخاوف أمنية لدى إسرائيل. تصاعد القدرات العسكرية التركية وتدخلها في سوريا يستلزمان من أجهزة الأمن الإسرائيلية الاستعداد لاحتمال اندلاع احتكاك مستقبلي، لا سيما في حال توغل القوات التركية داخل سوريا، تزويد الجيش السوري بأسلحة تركية، تطوير منظومات صاروخية تركية، وتوسيع قدرات سلاح الجو التركي. إذ أرى أن هذه القدرات قد تُوجّه ضد إسرائيل في المستقبل.

وقد صدرت عن رئيس تركيا رجب طيب أردوغان تصريحات حادة في السابق؛ وفي مارس 2025 تحدّث بتعبيرات أثارت استنكاراً واسعاً، حيث وردت عليه عبارة دعائية دينية شديدة اللهجة تتضمن دعاءً بتدمير “إسرائيل الصهيونية” باسم قدسي. في ضوء ذلك، تُحتم الضرورة على إسرائيل أن تعيد تقييم وضعها الأمني وتتهيأ لاحتمال نشوب مواجهة مستقبلية مع تركيا وسوريا.

التهديد على إسرائيل من الحدود الأردنية

يُنظر إلى الحدود الإسرائيلية – الأردنية، الممتدة على طول نحو 309 كيلومترات، على أنها الأطول لإسرائيل، وغالباً ما اعتُبرت هادئة نسبياً وتستخدم لعبور البضائع والأشخاص عبر ثلاثة معابر رسمية. غير أن العقد الأخير شهد ازدياداً في عمليات تهريب الأسلحة والذخائر، التي وصلت وفق التقديرات إلى مئات الآلاف من القطع، نحو الضفة الغربية وإلى مجموعات عربية متشددة وبدو داخل إسرائيل.

التقديرات الأمنية تحذر من أن أي تحرك إيراني لزعزعة استقرار الأردن قد يخلق تهديدات جديدة لإسرائيل، أبرزها:

• إرهاب قائم على المتمردين: احتمال تمركز خلايا إرهابية موالية لإيران على الجانب الأردني من الحدود، بما قد يؤدي إلى عمليات إطلاق نار أو محاولات تسلل مفاجئة داخل الأراضي الإسرائيلية، مستغلة ثغرات في المناطق غير المحصنة بإحكام.

• تهديد من اتجاه الضفة الغربية: الضفة، التي تحد الأردن من جهتها الشرقية، قد تصبح أكثر عرضة للخطر إذا نجحت إيران في تثبيت خلايا داخل الأردن، بحيث تُستَخدم طرق التهريب والاختراق لتعزيز الهجمات في المنطقة.

• زعزعة الاستقرار الإقليمي: إيران تسعى إلى تقويض العلاقات بين إسرائيل والأردن. نجاحها في إقامة بنية تحتية إرهابية في الأردن قد يهدد استقرار الحكم هناك ويُضعف التعاون الأمني القائم، ما يضاعف المخاطر على إسرائيل.

خلاصة: مسؤول أمني أردني – طلب عدم الكشف عن اسمه – كشف أن حجم النشاط المنسوب إلى إيران في السنوات الثلاث الأخيرة، بما يشمل التمويل والتجنيد والتأثير، تضاعف ثلاث مرات. وأفاد بأن حركة حماس وحزب الله لعبا دوراً محورياً في تمرير الأموال والأسلحة إلى داخل الأردن: حماس ركزت على التدريب، بينما وفّر حزب الله منشآت وعناصر بشرية وموارد مالية. الهدف، بحسب المصدر، هو تمكين إيران من إنشاء جبهة في الأردن تُشكل بديلاً محتملاً لجبهة جنوب لبنان في حال فقدت السيطرة هناك.

التهديد المصري تجاه إسرائيل

تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن الجيش المصري يجري تدريبات تحاكي سيناريو اجتياح دولة إسرائيل. وبحسب هذه التقديرات، ينشر الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء قوات تزيد أربعة أضعاف عمّا يسمح به اتفاق السلام، ويبني بنى تحتية لعبور قواته عبر قناة السويس وفوقها وتحتها، بما يتجاوز مئة معبر، إلى جانب إنشاء بنى عسكرية داخل سيناء، في ما يبدو استعداداً لاحتمال مواجهة مع إسرائيل.

كما يستعد الجيشان المصري والتركي لإجراء أحد أكبر المناورات البحرية المشتركة في المنطقة. وتفيد تقارير بأن إسرائيل طلبت مؤخراً من الولايات المتحدة التدخل لدى القاهرة لوقف إدخال قوات مصرية إضافية إلى سيناء، بدعوى أن ذلك يشكل خرقاً لاتفاقية السلام.

في موازاة ذلك، تقود مصر جهوداً عربية لتأسيس قيادة عسكرية مشتركة، هدفها المعلن حماية الدول المشاركة من أي هجمات خارجية، بما في ذلك “الاعتداءات الإسرائيلية”، مع الإبقاء على خيار اتخاذ خطوات هجومية ضد إسرائيل نفسها.

الخلاصة: وفق هذه الرؤية، مصر باتت تُصنّف في إسرائيل كدولة معادية، فيما أصبح اتفاق السلام بين الجانبين أقرب إلى وثيقة شكلية فقدت قيمتها العملية.

التهديد الإيراني على إسرائيل بعد حرب الـ 12 يوماً

حرب الـ 12 يوماً في يونيو 2025، التي شهدت ضربات إسرائيلية وأمريكية واسعة ضد البنية التحتية النووية والصاروخية الإيرانية، كبّدت طهران خسائر عسكرية واستراتيجية كبيرة. غير أن تقارير متعددة تشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني تراجع لفترة تتراوح بين عدة أشهر إلى عام واحد فقط. ومنذ انتهاء الحرب، تعمل إيران على إعادة بناء قدراتها العسكرية والاستعداد لمواجهة مستقبلية مع إسرائيل، مع تركيز خاص على محورين أساسيين:

• برنامج الصواريخ:

– إسرائيل استهدفت بشكل منهجي منشآت إنتاج الصواريخ وقواعد الإطلاق خلال الحرب.

 – إيران تؤكد أنها ما زالت تحتفظ بقدرات إطلاق صاروخية مهمة، وأعلنت عن استئناف تجاربها الصاروخية بعد وقت قصير من انتهاء العمليات.

 – طهران تركز على إعادة تأهيل وتعزيز ترسانتها الصاروخية، بما يشمل صواريخ متطورة ذات قدرة على المناورة والانشطار، والتي تقول التقديرات إن إسرائيل لا تملك حلولاً دفاعية فعالة ضدها حتى الآن.

– بالتوازي، تنفذ إيران تدريبات عسكرية واسعة وتطلق تصريحات تؤكد أن ردها سيكون أقوى في حال اندلاع مواجهة جديدة مع إسرائيل.

• تعزيز الدفاعات الجوية:

إيران تسعى إلى تطوير أنظمة دفاع جوي ورادار أكثر تطوراً لزيادة قدرتها على مواجهة الضربات الجوية الإسرائيلية مستقبلاً.

الخلاصة: على الرغم من الضربات القاسية التي تعرضت لها، تعمل إيران بوتيرة متسارعة لاستعادة قدراتها الصاروخية والدفاعية، ما يبقيها مصدر تهديد استراتيجي دائم لإسرائيل.

البرنامج النووي:

• تسببت الهجمات الإسرائيلية والأمريكية بأضرار كبيرة للمنشآت النووية الرئيسية، مثل تلك الواقعة في نطنز وأصفهان، وأثرت على قدرة إيران على التخصيب.

• التقديرات تشير إلى أن الهجمات أرجعت البرنامج النووي إلى الوراء، وأن إيران ستحتاج إلى سنة على الأكثر للعودة إلى وضع “دولة عتبة نووية” إذا اختارت ذلك.

• تواصل إيران تخصيب اليورانيوم لمستويات عالية (حوالي 60% وحتى قرابة 90% في بعض الحالات)، بما يتجاوز الاحتياجات المدنية، مما يثير قلق المجتمع الدولي.

• تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذري الذي نُشر قبل الحرب أشار إلى أن إيران لم تلتزم بالتزاماتها، وأثار قلقاً بشأن أنشطة نووية سرية محتملة.

• في الوقت نفسه، تجري إيران مفاوضات مع دول أوروبية حول اتفاق نووي جديد، لكنها تهدد بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) إذا طبّق الغرب آلية العقوبات.

من المهم ملاحظة أنه على الرغم من الأضرار، يبدو أن إيران لم تتخل عن طموحاتها العسكرية والنووية، وهي تعمل على إعادة بناء قوتها وتعزيزها، ما يشكل تهديداً حرجاً لإسرائيل.

التهديد المتطور في يهودا والسامرة

التقدير:هناك احتمال لاندلاع مواجهات في يهودا والسامرة. وفقاً لتقرير من مصدر رفيع وموثوق جداً“.. في الأسابيع الأخيرة، ومنذ بداية الحرب، أجرى المصدر مقابلات مع مئات الفلسطينيين في يهودا والسامرة، وانبهر بأننا نقف أمام خطر اندلاع محتمل في المستقبل. في الماضي، لم يسمع المصدر ما يسمعه اليوم تقريباً من كل من قابلهم: “سيأتي اليوم ونحن ننتظر”.

تتنوع أسباب ذلك، من دوافع دينية إلى الوضع الاقتصادي أو السياسي الصعب، لكن القاسم المشترك هو شعور واضح بأن تصاعد نشاط “أبناء التلال” واليمين المتطرف قد يشعل المنطقة.

بالتوازي، يشير المصدر إلى وجود شعور بضعف الجيش وعدم اهتمام الجنود القادمين من منطقة الوسط. كما قال له أحد الجنود: “كانت هذه أول مرة لي في يهودا والسامرة ولم أفهم أي شيء. فجأة وجدت نفسي بين يهود لا أعرفهم وفلسطينيين لا يقولون لي شيئاً. فأنا أنهي مناوبتي وأنتظر العودة إلى المنزل”. هذه اللامبالاة، إلى جانب أنشطة “أبناء التلال”، تضع الفلسطينيين في موقف يشعرون فيه بأنه لا يوجد لديهم ما يخسرونه. وعندما تكون حياتهم في خطر حقيقي، هناك خطر من أن يهاجم الفلسطينيون المستوطنات.

في مثل هذا الوضع، قد يجد المستوطنون أنفسهم في مأزق: معظمهم ليسوا جزءاً من “أبناء التلال” وغير مستعدين للتعامل مع أي اندلاع. ومن المتوقع أن يترك العديد منهم منازلهم، في حين لن يتمكن الجيش من الوصول إلى كل مكان في الوقت المناسب.

إذا حدث ذلك، سيواجه ملايين الفلسطينيين جيشاً مرتبكاً ومئات أو آلاف المستوطنين فقط. ستكون مسألة وقت – قبل أن يحدث الاندلاع – وليس مسألة ما إذا كان سيحدث، حسب ما خلص إليه المصدر الرفيع.

التهديد على الجبهة الداخلية الإسرائيلية من قبل متطرفين عرب وبدو في حال نشوب حرب إقليمية شاملة

هناك اهتمام مستمر على المستويين العام والأمني بشأن الخوف من اندلاع عنف واسع النطاق في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لا سيما من قبل عناصر متطرفة في المجتمع العربي والبدو. ينبع هذا القلق من الأحداث التي وقعت خلال عملية “حارس الأسوار” في أيار/مايو 2021، والتي شهدت أعمال شغب، اشتباكات، وحوادث عنف في المدن المختلطة وفي مستوطنات مختلفة في جميع أنحاء البلاد.

هناك عدة أسباب رئيسية لهذه المخاوف:

• الدروس المستفادة من عملية “حارس الأسوار”: خلال أحداث 2021، واجهت قوات الأمن صعوبة في التعامل مع حجم الشغب داخل المدن الإسرائيلية. وقد اعتُبرت الاستجابة بطيئة وغير كافية، مما أدى إلى أضرار في الممتلكات، هجمات على المدنيين، وانهيار مؤقت للنظام العام في بعض المناطق.

• غياب قوة مدنية دفاعية مناسبة: الحجة الرئيسية هي أن إسرائيل لم تبن قوة مدنية مخصصة، مثل حرس وطني على نطاق واسع، يكون قادراً على العمل بسرعة وفعالية لحماية السكان في المدن والمستوطنات في حال اندلاع عنف داخلي. مؤخراً، قرر الجيش الإسرائيلي تقليص وتقليص مجموعات التأهب في مستوطنات الغلاف بعد أن أُنشئت خلال الحرب، ولم يتم تعلم أي درس من ذلك.

• عوامل التصعيد: يشير كثيرون إلى أن العوامل التي أدت إلى العنف في 2021 لا تزال قائمة بل وتزايدت، وتشمل توترات اجتماعية واقتصادية، نشاط عناصر متطرفة تحاول التحريض على العنف، وانعدام الثقة بين المجتمعات.

إنشاء الحرس الوطني يثار مراراً وتكراراً في النقاش العام كحل محتمل لهذه المخاوف. ومع ذلك، فإن تنفيذه الفعلي يواجه صعوبات، بما في ذلك طبيعة القوة، موقعها التنظيمي (هل ستكون تحت سلطة الشرطة، وزارة الأمن، أو جهة أخرى)، ميزانيتها، وتركيبها، وفي الواقع لم يتم تحقيق شيء تقريباً، ويرجع ذلك أساساً إلى صراعات الأنا والمصالح المختلفة بين الجهات المسؤولة.

الخلاصة

على الرغم من كل التهديدات المتزايدة حول حدود إسرائيل في الدائرة الأولى والثانية والثالثة، لا يتعامل المستوى السياسي أو العسكري تقريباً مع إعداد الجيش للدفاع عن دولة إسرائيل أمام هذه التهديدات. فالجيش الإسرائيلي منغمس بالكامل في مستنقع قطاع غزة منذ عامين وحتى الآن غير قادر على حسم مواجهة حماس.

 هذا فخ الأغبياء نصبه لنا أعداؤنا، يهدف إلى سحب كل الانتباه والموارد الإسرائيلية للقتال ضد أضعف أعدائنا، حماس، وبالتالي تحييد إسرائيل عن الاهتمام بإعادة بناء الجيش وتقويته لمواجهة التهديد الحقيقي لإسرائيل في الدوائر الثلاث حول حدودها، والذي يتطور بوتيرة متسارعة ويهدد بإبادتنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *