التجمع يشارك في لقاءٍ تضامني مع الشعب الفلسطيني نظمته حركة الأمة والسرايا اللبنانية
لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، نظمت حركة الأمة والسرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال “الإسرائيلي” لقاءً تضامنياً مع الشعب الفلسطيني المجاهد، في قاعة مجمّع كلية الدعوة الإسلامية في بيروت، بحضور علماء دين وحشد من الفعاليات والأهالي.
بداية اللقاء كانت مع آيات بينات من القرآن الكريم، وكلمة ترحيبية من المسؤول في السرايا الحاج أبو علي زهر الدين، الذي حيّا المجاهدين في غزة والضفة وكل فلسطين، وفي جنوب لبنان، الذين يقدمون الغالي والنفيس دفاعاً عن الأرض ومقدسات الأمة، مجدداً عهد السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال “الاسرائيلي” بالدفاع عن الأرض والعرض.
كلمة مسؤول العلاقات العامة في تجمع العلماء المسلمين؛ سماحة الشيخ حسين غبريس الذي قال:
تحية أخوية ومحبة لكل فرد في سرايا المقاومة، هذه السرايا التي أخذت على عاتقها أو لنقل سلكت طريقاً يُكمل طريق المقاومة الإسلامية التي انطلقت عقب الاجتياح الصهيوني لأرضنا اللبنانية في العام 1982، قبل أيام، من يومين أو ثلاثة كنا في سهرة في إحدى المناطق في الجنوب ونحن نتحدث، فقلت للموجودين أن أكثر أحد ممكن كان يتصور أن مسيرة المقاومة تصل للذي وصلت إليه، الأكثر تفاؤلاً في العالم لم يكن يتوقع هذه النتيجة، وضربت مثالاً واقعياً على ذلك، أنه قبل أيام قادة الكشاف “كشاف الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف” أعلنوا أن العدد قفز عن المئة ألف عنصر كشفي، معادلة بسيطة رجعت بالذاكرة إلى الفترة الأولى التي تلت الاجتياح الصهيوني كان هناك جلسة، أحد المتحمسين جداً يخاطب إخوانه ويقول لهم “أتعرفوا يا جماعة، نحن الأن أصبح عددنا نحن المقاتلين خمسمئة مقاتل” الله أكبر! خمسمئة مقاتل كان إنجازاً أنت تحكي بالعالم كله يتساقط، الاجتياح الصهيوني للبنان، قادة العدو عبروا أن الموضوع نزهة! يدخلون إلى لبنان وانتهى، مثل نزهة إسقاط مصر وسوريا والأردن، كل المحور العربي سقط بـ67 وبغيره وقبله، لماذا؟ ما فاجأ الدنيا أن رجال الله أثبتوا حضورهم في الميدان بكل جدارة، أن تحتفل السرايا اليوم بمناسبة الإسراء والمعراج دليل رقي، دليل وعي، فهم لطبيعة الصراع، خصوصاً هذه الأيام التي نشهد فيها ملحمة أسطورية في غزة على أيدي الأشاوس من رجال الله، من الذين عشقوا فلسطين، أحبوا الأرض والقضية ولم تستطع كل محاولات الأعداء أن تُبعد هؤلاء عن أرضهم وحبهم لوطنهم وفداءً لأرضهم، الكل كان يراهن أن هذا الجيل يمكن أن يسقط بسهولة، لا يعني له شيء، قسم من أبناء فلسطين في أوروبا، في أميركا، في أستراليا، في كندا، في العالم العربي، في أسيا في أفريقيا، موزعين، كبار السن ملّوا، إذاً نحن أمام جيل سيخرج مطبعاً، وإذ بالمفاجأة المدوية أن هذا الجيل هو الذي كتب الله على يديه النصر المؤزر والذي لا يعرف الحقيقة، نحن نعتبر أن يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023 في الساعات الأولى تحقق الإنجاز، وتحقق الانتصار، اليوم أن تحتفل السرايا المقاومة مع حركة الأمة في بيروت في مناسبة الإسراء والمعراج، تقول للعالم، للقريب والبعيد، لصاحب القضية أو غير صاحب القضية، إن قضيتنا الأساس أن إسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم هذا الإسلام الذي غذاه الرسول بعرقه، بيديه، بسهره، بعبادته، بإخلاصه، بآياته، ومن حوله الأصدقاء والصحابة والأجلاء والأقارب والأرحام استطاعوا أن يُثَّبتوا هذا الإسلام العزيز بقوة، في حين كانت قريش ومن معها يحاولون إجهاضه في مهده. ثم يأتي هذا بالنسبة للمبعث الشريف، جاء الإسراء ليرى النبي بعينيه في جولته على السماوات كيف أن الله قد أعد للمؤمنين بهذا الدين وبهذا النهج الخير كل الخير. نحن أيها الأحبة في هذه الأيام على المستوى الميداني كل من يحمل السلاح ليقاوم العدو نُقّبل يديه، أكان مسلماً؟ أو مسيحياً، أكان دينياً أو غير ديني، بالنسبة إلينا كل من يحمل السلاح ليقاوم العدو مقاومٌ شريف عزيز قوي، نقدر جهوده وجهاده ونُقّبل يديه، كلكم سمعتم قبل أيام عندما خاطب سيدنا الحبيب السيد حسن حفظه الله عوائل الشهداء والمقاومين وقال: “أنا أقبل أياديهم وأقبل وجناتهم” هذا الكبر، هذا الرقي، هذا العلو، هذا السيد الحبيب الجليل الذي اليوم يتحمل مسؤولية إعادة الحق إلى نصابه من أجمل ما قرأت قبل يومين مقالة يشَّخص فيها الكاتب أن الأرض كل الأرض، بلادنا وغير بلادنا تنتظر ما يقوله السيد نصر الله، ليس فقط إشارة من أصبعه، ما يقول السيد!! حتى الأعداء يبنون مواقفهم على أساس الموقف المبدئي الذي يطلقه سماحة السيد. أيها الأحبة أنا أعرف وجهة نظر الحاج عماد رحمة الله تعالى عليه والذي كان له اليد الأولى واللَبِنة الأولى لمشروع السرايا، كان ثاقب النظرة أن مجتمعنا اللبناني بتنوعه يجب أن يكون هناك جيل من الشباب والذي نرى أمامنا اليوم هذه النماذج من طريق الجديدة ومن الشوف ومن المزرعة ومن صيدا ومن البقاع ومن عكار وحتى من جونية إذا وجد، نحن مع كل شريف حر يؤمن أن هذا العدو عدو الذي اغتصب الأرض وشرد الشعب وقتل وذبح، المسألة ليست مسألة مني ولا جميل واجب أخلاقي، واجب ديني، واجب شرعي، واجب إنساني، واجب سياسي، أن نقف لنقاتل العدو، بوركت هذه السواعد.
سأذكر شيئاً كنت قد ذكرته في تونس قبل أسبوعين أو ثلاثة، كنت بمؤتمر فقلت لهم وللشباب خصوصاً والآن معظم الموجودين هنا شباب، لكن المسافة أقرب أنا أقول لهم من تونس ومن الجزائر ومن ليبيا ومن.. ومن.. ومن.. نحن بانتظاركم على حدود لبنان- فلسطين لتأتوا إلينا، على عكس ما يقوله البعض أننا نحن لا نريد شباباً ولا نريد رجال يقاومون، لا المسألة ليست مسألة حاجة للمقاتلين، المسألة أن يكون هناك شرفٌ لكل من يستطيع أن يشارك في الميدان ويقاتل هذا العدو، نحن بانتظاركم يا أبناء تونس والجزائر وليبيا وموريتانيا والعالم العربي والإسلامي، وأنتم الآن كل واحد منكم سيكون قريباً في الوصول إلى حدود فلسطين، ونحن على الموعد أيها الأحبة، ثقوا تماماً رغم التضحيات الجِسام، رغم الرقم المفجع للشهداء الذين يرتقون إلى ربهم في ساحات الوغى أو في بيوتهم آمنين من الأطفال والشيوخ والنساء والجميع هذا الرقم مهول، رغم الآلم إلا أننا ننظر إلى اليوم الذي سترتفع فيه رايات النصر قريباً فوق ربى فلسطين ولبنان والعراق واليمن وكل المحيط وسوريا، سنشهد ذلك حتماً عما قريب.
أخيراً بوركتم، بوركت جهودكم كما كنت أقول قبل قليل لم نكن نتوقع أن تكون المقاومة بهذا الحجم، أول تأسيس السرايا أيضاً لم يكن يتوقع أحد أن يكون عدد أفراد السرايا يعني أن يصل إلى ما وصل إليه لا نريد كشف أسرار وأرقام، ولكن هذا الموقف هذا الجمع المبارك في السرايا عطَّل مشاريع الأعداء وأسقط رهاناتهم التي هي ساقطة في كل حال بإذن الله تعالى. مبارك عليكم أيام العز والانتصار كل إسراء معراج ومبعث، وكل عملية من عمليات المقاومة مباركة إن شاء الله، وثقوا تماماً أن الملتقى في القدس بإمامة السيد حسن نصر الله الذي وعد أنه سيصلي ولن يخلف الله وعده إنه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله.