روائع الشعر العربي 428
محمد بن صالـح العلوي ـ بــرق
وَبَـدَا لَـهُ مِـن بَعْدمـا اندَمَـلَ الهَـوَى | بَـــرْقٌ تَــأَلَّقُ موهِنـــاً لَمَعَانُـــه | |
يَبْـــدو كَحَاشِـيَــةِ الـرِّدَاءِ وَدُونَــه | صَعْــبُ الــذّرَى مُتَمنِّـعٌ أَرْكَانُــه | |
وَدَنَـا لِيَنْظُــرَ أَيْـــنَ لاَحَ فَلَـمْ يُطِـقْ | نَظَـــــراً إِليْــــه وَرَدَّهُ سَــجَّانُــه | |
فالنَّـارُ مَـا اشْـتَمَلَـتَ عَلْيهِ ضُلُوعُه | والمَاءُ مَـا سَـمَحَـتْ بِـهِ أَجْفَانُـه |
نسيـب عريضـة ـ علـى قبـري
أَقِيموا على قَبري من الصَّخرِ دُميةً | بها رَمزُ عَيشـي بعـدَ مَوتيَ يُعـرَضُ | |
يَـدانِ بلا جِسـم تُمَـدَّانِ فـي الفَضَـا | تُمَدَّانِ من صَخـرٍ على القَبرِ يَربِـضُ | |
فيُمنَاهُما مَبسوطـةٌ تَشحَـذُ الجَــدا | لتُشبعَ جوعَ النفسِ، والجوعُ يَرفضُ | |
ويُسـراهما فيها فــؤادٌ مُضــرَّجٌ | تُقدِّمُــه للنـاس، والنــاسُ تُعـــرِضُ |
كعـب بـن زهيـر ـ أمنيـة
بان الشبابُ وأَمْسـى الشَّيْـبُ قَد أزِفَا | ولاَ أَرَى لِشَــبـابٍ ذَاهِـــبٍ خَلَفَـــــا | |
عـاد السَّــوادُ بياضــاً فـي مَفَارِقِـــه | لا مَرْحَبـا هَـا بِـذا الشيبِ الذي أَزِفَـا | |
فــي كــلِّ يَــوْمِ أَرَى فِيــــهِ مبيتـــةً | تكـادُ تَسْـقُطُ نَفْسِـي عِنْدَهَــا أَسَـفَــا | |
ليـتَ الشَّــبـابَ حَـلِيــفٌ لاَ يُزَايِلُنَــــا | بَلْ لَيْتَـه ارْتَـدَّ مِنْـهُ بَعْـضُ ما سَلَفَـا |
أبو فراس الحمداني ـ صفــح
ما كنـتُ مُـذْ كُـنْتُ إلاَّ طَـوْعَ خِلاَّنِـي | ليست مُؤَاخَـذَةُ الإِخْـوَانِ مـن شَاني | |
يجـني الخـليـل، فأَسـتَحْلِــي جِنَايتَـه | حـتَّى يـدلَّ على عَفْــوِي وإِحْسَانـي | |
يجـني عـليَّ، فـأَحْنُـو صَافِحـــاً أبـداً | لا شيء أَحسَنُ من حَانٍ على جَانِ | |
ويُتْبِــعُ الـذَّنْبَ ذَنَبــاً، حيـن يعرفنـي | عَمْـــداً، فأُتْبِــعُ غُفْرَانــاً بغُفْـــرَانِ |