الحرب على غزة لليوم الثالث والثلاثين بعد الثلاثمئة
عقد المجلس المركزي في تجمع العلماء المسلمين اجتماعه الدوري وناقش الأوضاع المستجدة على صعيد المنطقة ككلٍ وخاصةً ما يجري في فلسطين المحتلة وصدر عنه بيان ألقاه رئيس الهيئة الإدارية سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله جاء على الشكل التالي:
لليوم الثالث والثلاثين بعد الثلاثمئة يستمر العدوان الهمجي الصهيوني ضمن مسلسل الإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الصهيوني بحق أهلنا في فلسطين المحتلة في الضفة والقطاع وسط تصدٍ أسطوريًّ من قبل المقاومين أربك جيش العدو الصهيوني وبدأ الوهن داخله يتصاعد وسط الإعلان عن استقالات لكبار الضباط وآخرها استقالة قائد القوات البرية “تامير يدعي”، وإعلان العشرات من الجنود الصهاينة أنهم يرفضون الرجوع إلى غزة حتى لو أدى ذلك لإيداعهم السجون، ومع ذلك يستمر بنيامين نتنياهو في تعنته وتمسكه بإطالة أمد العدوان وصولاً إلى انجاز الانتخابات الامريكية التي يتوقع من خلالها وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة، هذا الشخص الذي يشاركه في رغبة تمدد الكيان خارج فلسطين والقضاء على الفلسطينيين وتهجير من تبقى منهم في داخل أرض فلسطين سواء إلى مصر أم الأردن أم لبنان. ومع ذلك ما زالت الدول العربية ساكتةً ومتواطئةً، مع ما يشكله من خطرٍ على كياناتها خصوصاً في الأردن ومصر، هذه التطورات الميدانية تترافق مع ما نبهنا إليه أكثر من مرة من أن العدو الصهيوني ومن ورائه مخابرات الاستكبار العالمي تعد العدة لإيقاع الفتنة بين أبناء أمتنا على اختلاف تلاوينها سواءً الفتنة القومية أم الطائفية، والأخطر هي الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة، ولذلك قلنا منذ بداية معركة طوفان الأقصى أنه يجب علينا أن نكون متنبهين لهذه الخطة ونعدُّ خططاً استباقيةً لمواجهتها وأن نحذر من أن نكون من حيث ندري أو لا ندري وقوداً في إشعالها.
انطلاقاً مما تقدم يهمنا في تجمع العلماء المسلمين أن نعلن ما يلي:
أولاً: يحذر تجمع العلماء المسلمين من خطر بعض المظاهر التي تصاعدت في الآونة الأخيرة في محاولة لإشعال فتنة مذهبية مستغلين بعض الأمور التي تثير الحساسيات والتي هي في الأصل أمور لا يمكن تفسيرها على نحوٍ مذهبيٍ بل هي تنطلق من فهمٍ واضح للإسلام. فمشاركة علماء من أهل السنة مثلاً في زيارة أربعين الإمام الحسين عليه السلام ينسجم مع قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “حسين مني وانا من حسين”، وبالتالي فإن ذلك يحصل كرمى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال “من أحب حسيناً فقد أحبني”.
ثانياً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن المرحلة تقتضي عقد قمةٍ روحيةٍ إسلامية لبنانية لإظهار الوحدة الداخلية في وجه المؤامرات والتأكيد على الثوابت الأساسية وعلى رأسها نصرة القضية الفلسطينية، وسيعمل التجمع في الأيام المقبلة من اجل حث المرجعيات على عقد هكذا قمةٍ.
ثالثاً: يدعو تجمع العلماء المسلمين الى تماسك الجبهة الداخلية اللبنانية أمام الخطر الكبير الذي يتهدد لبنان، لأن أي تراجع عن المواجهة واسكات لجبهة المساندة سيؤدي لاحقاً إلى تهجير فلسطينيي الجليل إلى لبنان الذي وضع في دستوره ضرورة رفض التوطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم لا استقدام لاجئين جدد، وهنا تكمن أهمية جبهة المساندة التي يجب آلا تتوقف إلا بعد توقف الحرب على غزة.
رابعاً: يدعو تجمع العلماء المسلمين إلى فصل ملف الانتخابات الرئاسية عن جبهة المساندة، فلا شيء يمنع من الاستجابة لدعوة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري لجلسة حوارية لعدة أيام تنتهي بجلسات متتالية للمجلس النيابي حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومن يمتنع عن المشاركة في هكذا جلسات هو من لا يريد الوصول الى انتخاب رئيس جديد تنتظم معه عمل المؤسسات الدستورية.
خامساً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين اقتحام منزل خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري وتسليمه استدعاء للتحقيق أمام الجهات الأمنية الصهيونية، ويعتبر التجمع ذلك ضمن خطة الضغط على الفلسطينيين لمنعهم من أداء واجبهم في نصرة شعبهم وأهلهم وقضيتهم.