روائع الشعر العربي 429
قسُّ بنُ ساعدة ـ مصير
فــي الــذاهِبينَ الأَوَّلـينَ | مِــنَ القُرونِ لَــنا بَصائِرُ | |
لَمّـــا رَأَيتُ مَـــوارِداً | لِلمَوتِ لَيسَ لَهـــا مَصادِرُ | |
وَرَأَيتُ قَومي نَحوَهــــا | تَمــضي الأَصاغِرُ وَالأَكابِرُ | |
لا يَرجِــــعُ الماضي وَلا | يَبقى مِــنَ الباقينَ غــابِرُ | |
أَيقَنتُ أَنّـي لا مَحــــالَةَ | حَـيثُ صارَ القَـومُ صائِرُ |
جُحْدُر العُكَلي ـ صروف الدهر
إِذا اِنقَطَعَــــت نَفسُ الفَتى وَأَجَنَّهُ | مِنَ الأَرضِ رَمـسٌ ذو تُرابٍ وَجَــندَلِ | |
رَأى أَنَّمـــــا الدُنيا غَرورٌ وَأَنَّما | ثَوابُ الفَــتى فــي صَبرِهِ وَالـتَوَكُّلِ | |
بِكُلِّ صَروفِ الـدَهرِ قَد عِشتُ حُقبَةً | وَقَد حَمَلتني بَينَهـــا كُلَّ محمَــــلِ | |
وَقَد عِشــتُ مِنها في رَخاءٍ وَغبطَةٍ | وَفي نِعمَـةٍ لَــو أَنَّهـــا لَم تُحَـوَّلِ |
إبراهيم الرياحي ـ يدُ المنون
كيف اغترارُك بالحياةِ وحَبْلُهَـا | بيد المنون مدى الدّهور بَتاتُه | |
أوَليس في درْج القرون مواعظٌ | وشـتاتُ شَمْلٍ ما يَقرُّ شــتاتُهُ | |
وكفى بموت العالمين مُنَبِّهــاً | ينهـى فتى نبضت به عَزَماتُهُ | |
فَتَزَوَّدِ التّقــوى وأيّةُ خِلَّــةٍ | يسـعى لها مَنْ قد أُريدَ نجاتُهُ |
تقية بنت غيث الصورية ـ خيانة
خــانَ أَخِــلاَّئِي ومــا خُنْتُهُمْ | وأَبْرَزُوا للشــــرِّ وجهاً صَفِيقْ | |
وكُدِّرَ الــــودُّ الـــقديمُ الذي | قد كان قِدْمـــاً صافياً كالرحيق | |
وباعـــدوني بعـــد قُرْبي لَهُمْ | وَحَمَّلُـــوا قلبيَ مــا لا أُطِيقْ |