نشاطات

إسقاط المقاومة للمسيرة الصهيونية هرمز

مواكبة للتطورات في فلسطين المحتلة والجنوب اللبناني أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:

لليوم الثاني والأربعين بعد المئة يستمر العدوان الصهيوني على غزة وجنوب لبنان وبشكل متصاعد، غير أنه لا يحقق أهدافه التي يسعى إليها، فهو لم يستطع ثني المقاومة الفلسطينية عن موقفها وتمسكها بحقوقها ومبادئها التي أعلنتها في مسار المفاوضات من أجل الوصول إلى اتفاق يحفظ للمقاومة إنجازها ويحقق لها ما سعت إليه منذ البداية، فلا يمكن أن تكون المقاومة مستعدة لتقديم تنازل بعد كل هذه التضحيات، وبالتالي على العدو الصهيوني إذا أراد أن يخرج من المأزق الذي أوقع نفسه فيه أن يخفف من شروطه، وينصاع لإرادة الحق في فك الحصار عن غزة وإدخال المؤن إليها، وإطلاق سراح الأسرى الموجودين في سجون العدو الصهيوني مقدمة لإطلاق سراح الأسرى الموجودين لدى المقاومة. إن ما يقوم به العدو الصهيوني من القصف المتواصل لغزة، وتجويع أهل غزة، ومنع وصول الدواء والغذاء إليهم، الذي هدد بحسب منظمات دولية بدخول القطاع في مجاعة واضحة، إضافة إلى أمراض مستعصية، وعدم إمكان إجراء العمليات الجراحية لمن يطالهم القصف الصهيوني هو أكثر من جريمة حرب وإبادة جماعية، وعلى المجتمع الدولي أن لا يستمر في التعامل مع هذه الجرائم على أساس أنه يمكن بمجرد قرارات تصدر من هنا وهناك أن ينصاع العدو، بل لا بد من قرار واضح يصدر خاصة عن الدول التي تقيم علاقات مع هذا العدو الصهيوني بقطع العلاقات معه مقدمة لإلزامه بالقبول بوقف إطلاق النار والخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه أهل القطاع. وأيضاً في جنوب لبنان ما زال العدو الصهيوني يتمادى في غاراته وعدوانه ويطال الأماكن السكنية، في حين أن المقاومة تقف إلى الآن في مواجهة هذه الاعتداءات بتوجيه القصف إلى الأماكن العسكرية وتطال العسكريين، وهو دليل على أن هذه المقاومة لديها من الإيمان وأخلاقيات المعارك ما يؤهلها لكي تكون مقاومة تحتذى من كل الشعوب المستضعفة في العالم التي تتعرض للاحتلال، وهي ترسل رسالة عن سماحة الإسلام، إضافة إلى قوته ودفاعه عن حقوقه السليبة.

إننا في تجمع العلماء المسلمين، وبعد دراسة وافية للأوضاع المستجدة على الساحتين اللبنانية والفلسطينية، نعلن ما يلي:

أولاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للمقاومة الإسلامية التي استطاعت أن تُسقط مسيرة إسرائيلية كبيرة من نوع هرمز 450 فوق منطقة إقليم التفاح بواسطة سلاح جو أرض، وهو دليل على أن هذه المقاومة تنفذ وعودها من التصعيد في المعركة كلما صعد العدو الصهيوني، والتصعيد يكون بعدة مستويات وبعدة طرق، وهنا تُصعد المقاومة من خلال استعمال أسلحة جديدة في المعركة يمكن أن تتطور إلى ما هو أكثر وتمس الداخل الصهيوني.

 ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين الغارات الصهيونية التي استهدفت هذا اليوم مناطق سكنية في بوداي، ما أدى إلى وقوع ثلاث إصابات، إضافة لقصفه في قرية المجادل لسيارة مدنية، ما أدى إلى وقوع ما فيها بين شهيد وجريح، إن هذه الجرائم التي يستمر العدو الصهيوني بارتكابها لن تمر من دون رد، وسيكون الرد على طريقة الدم بالدم والتصعيد بالتصعيد، وسيعرف العدو الصهيوني أنه لن يستطيع التمادي أكثر في عدوانه، وبالتالي فإن المقاومة جاهزة لكي تردعه عن التمادي في هذا العدوان.

ثالثاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن العدو الصهيوني يحاول أن يلعب لعبة الوقت في مسألة المفاوضات، ويحاول أن يخفف قليلا من شروطه من دون الوصول إلى المكان الذي يمكن أن يحصل من ورائه التوافق، وإنما هو بذلك يحاول أن يجد مخرجاً يساعده في الوصول إلى إنجاز معين، خاصة في منطقة رفح، غير أنه غير جاهز لتحقيق هذا الإنجاز، إضافة إلى أن المقاومة على جهوزيتها لرد أي عدوان، وستكون النتيجة في النهاية أنه سيأتي صاغراً إلى طاولة المفاوضات ليوافق على شروط المقاومة، وما يتحدث به إعلام العدو عن تحقيق تقدم في المفاوضات هو مسألة كذب واضح، لأنه لا تقدم فعلي في هذه المفاوضات، إضافة إلى أنه هناك خلاف كبير داخل الحكومة الصهيونية حول الرفض الإسرائيلي لوقف العدوان وعودة النازحين وتدفق المساعدات والانسحاب من غزة ومن دون هذه النقاط لا يمكن أن يكون هناك اتفاق.

 رابعاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن البيان الصادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش بأن إسرائيل لا تمتثل لأمر المحكمة الدولية في قضية الإبادة الجماعية وتقوم بتجويع مليونين وثلاثمائة ألف فلسطيني هو بيان جيد، ولكنه لن يمثل علاجاً إن لم يكن هناك إجراءات تطبق على هذا العدو الصهيوني، من إحالة هذا الأمر إلى محكمة العدل الدولية باعتباره جريمة حرب، إضافة إلى الدعوى المرفوعة من قبل جنوب إفريقيا حول موضوع الإبادة الجماعية، ولا بد من تقديم نتنياهو وأعضاء حكومته بصفة كونهم مجرمي حرب ويحاسبون فردياً أمام محكمة الجنايات الدولية.