نشاطات

برقية تعزية إلى الحاج اسماعيل هنية

سعادة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»

الأخ العزيز المجاهد الحاج إسماعيل هنية حفظه المولى

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ﴾

 هذا هو قدر القادة العظماء أن لا يضنوا بالغالي والنفيس في سبيل القضية التي يؤمنون بها ولا يبعدون أولادهم وأحفادهم عن معايشة ما يعيشه شعبهم من معاناة وظلم، بل يتعرضون هم وعوائلهم لكل ما يتعرض له شعبهم. وإن ميزة مقاومتنا الإسلامية أن قادتها شهداء، فمنهم كان الشهيد الشيخ أحمد ياسين والدكتور فتحي الشقاقي والسيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب، وليس غريبا أن تقدم سماحتكم نفسكم وأولادكم ثم أحفادك في سبيل الله عز وجل وطمعاً في مرضاته وقرابين على طريق النصر المؤزر.

سعادة الأخ العزيز إسماعيل هنية…

 باسم تجمع العلماء المسلمين في لبنان وباسمي الشخصي، أتقدم من سماحتكم بأعز التهاني والتبريكات والتعازي باستشهاد أولادكم حازم وأمير ومحمد وأحفادكم الأربعة، سائلين المولى عز وجل أن يتقبلهم فيمن عنده وأن يسكنهم الفسيح من جناته، ويلحقهم بالأنبياء والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا.

لقد ظن العدو الصهيوني أنه بجريمته الشنعاء هذه يمكن أن يحقق عدة أهداف، أولاها أنه يستطيع أن يضغط على قيادة حركة حماس ويجبرها على القبول بشروطه المذلة لوقف الحرب، ومنها أنه يستطيع أن يكسر إرادة الصمود لدى قيادة حركة حماس خاصة لدى سماحتكم، ومنها أنه يحقق بذلك إنجازاً عسكرياً ضخماً يمكن أن يستغله كسبب للتراجع والإذعان لشروط المقاومة بادعاء أنه حقق أهدافه أو أهم أهدافه.

غير أن ذلك كله غير صحيح، فلا قيادة حركة حماس التي وطَّنت نفسها على تحمل هكذا ضغوط يمكن لها أن تتراجع عن شروطها، ولا إرادتها قابلة للكسر، ولا تعتبر هذه الجريمة إنجازاً عسكرياً، بل هي عمل جبان يستحق الكيان الصهيوني عليه الإدانة من كل ذي ضمير حر.

 سعادة الأخ العزيز إسماعيل هنية…

 إننا في تجمع العلماء المسلمين إذ نشد على أيديكم الطاهرة، ونعلن وقوفنا إلى جانب قيادتكم وثقتنا بقراراتكم الحكيمة، نعلن أننا شركاء معكم في هذه المعركة، وأن النصر سيكون حليفنا مهما غلت التضحيات، وكلنا ثقة بالقرارات التي اتخذتموها والتي ستتخذونها في هذا المجال، وقريباً جداً سنشهد معكم ومع أبناء هذا الجيل زوال الكيان الصهيوني الذي بات قريباً جداً بإذن الله سبحانه وتعالى، «وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا».

 وإنه لجهاد نصر أو استشهاد، والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رئيس الهيئة الإدارية سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله