نشاطات

لقاء سياسي مع سماحة الشيخ نعيم قاسم

تكلم خلال اللقاء إضافة للشيخ نعيم قاسم رئيس الهيئة الإدارية سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله، وهذا بعض ما ورد في الكلمتين:

رئيس الهيئة الإدارية سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله:

منذُ بدايةِ تفكُّك الدولةِ العثمانيةِ في العام 1908 والتي انتهتْ بإعلانِ انتهاءِ السلطنةِ في عام 1922، والعالمُ المستكبرُ الذي كان بقيادةِ بريطانيا العظمى في ذلك الوقت، والذي انتقلتْ فيه القيادةُ إلى الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ في هذه الأوقات إضافةً إلى الجهدِ الكبير للصهيونيةِ العالميةِ، استطاعتْ هذه الدولُ أن تعملَ في الأمةِ الإسلاميةِ تفكيكاً وتقسيماً، فتارةً قسّمَتْهُ باعتباراتٍ قوميةٍ بين فُرْسٍ وأتراكٍ وعربٍ وكُردٍ، وتارةً قسمتْهُ باعتباراتٍ طائفيةٍ، واختلقَتْ كياناتٍ لا أساسَ لها سوى أنها أرادتْ منها أن تكون سبباً في خلافاتٍ تتجددُ على مرِّ التاريخِ، ولكي تؤكِّدَ سيطَرَتَها على العالمِ الإسلاميِّ وخصوصاً العالمِ العربيِّ لما يميزُ هذا العالمَ من أنهُ أولاً مهدُ الديانةِ الإسلامية التي انزلها الله على انبيائه بدءا منآدم عليه السلام وصولا إلى خاتم الانبياء محمد (ص)، وثانياً لأنه يمتلكُ إمكانياتٍ هائلةً وثرواتٍ عظيمةً قامتْ بزرعِ الكيانِ الصهيونيِّ الغاصبِ في داخلِ جسمِ هذه الأمةِ، وطوالَ هذه الفترةِ ولكي نكونَ موضوعيين استطاعَ محورُ الشرِ أن ينجحَ في بعضِ الأحيانِ في تأجيجِ النعراتِ الطائفيةَ والمذهبيةَ، بل وأدخلَ العالمَ الإسلاميَّ في حروبٍ طابعُها طائفيٌّ ومذهبيٌّ، ثم جاءَ السابعُ من تشرين الأول، ليخرِّبَ كلَّ ما قامَ به العالمُ المستكبر خصوصاً في عشريةِ النارِ الأخيرةِ في سوريا من إشعالٍ للفتنةِ المذهبيةِ، وعادت تباشيرُ الوحدةِ الإسلاميةِ تظهرُ في الأرجاءِ، ولم يمرْ على الأمةِ جوٌّ وحدويٌّ، كما مرّ ما بعدَ السابعِ من تشرين الأول، ثم وبعدَ أكثرِ من ستةِ أشهرٍ من الحربِ المدمّرةِ والمجازرِ التي ارتكبها الكيانُ الصهيونيُّ في غزة، وقيامِ محورِ المقاومةِ انطلاقاً من إيرانَ واليمنَ والعراقَ وسوريا ولبنانَ وفلسطينَ بالتّصدي لمحاولاتِ القضاءِ على القضيةِ الفلسطينيةِ، قام العدوُّ الصهيونيُّ ونتيجةً للإرباكِ الذي وقَعَ فيه نتيجةَ هزائمِهِ المتكررةِ وعدمِ قدرتهِ على تحقيقِ أيٍّ من أهدافِهِ في غزة، بارتكابِ حماقةٍ بقصفِ القنصليةِ الإيرانيةِ في دمشق، وارتقاءِ عددٍ من القادةِ العسكريينَ الإيرانيين وعلى رأسهم رئيسُ فيلقِ القدسِ في لبنان وفلسطين العميد محمد رضا زاهدي، ثم كان الردُّ المزلزلُ لإيرانَ في ليلةِ الأحدِ الماضي، عندما انطلقتِ الصواريخُ والمسيراتُ باتجاهِ الأراضي الفلسطينيةِ المحتلةِ لتسجّلَ في تاريخِ القضيةِ الفلسطينيةِ ومنذ تأسيسِ الكيانِ أنه لأولِ مرةٍ تتساقطُ الصواريخُ في أرض فلسطينَ المحتلةِ، في داخلِ الكيانِ وتزلزلُ أركانَهُ، وعادتِ الوحدةُ بأكبرِ، وبأهمِّ تجليّاتِها، لذلك نركّزُ نحنُ في تجمّعِ العلماءِ المسلمين على أن هذا المكسبِ هو الأهمُ لأنه الطريقُ الوحيدُ باتجاهِ تحريرِ فلسطينَ كاملِ فلسطين، الوحدةُ هي طريقُ التحريرِ، والعدوُّ لن يألو جهداً في القابلِ من الأيامِ، في العملِ على ضربِ هذه الوحدةِ، تصوروا مهزلةَ التاريخِ عندما يقفُ مندوبُ الكيانِ الصهيونيِّ في داخلَ مجلسِ الأمنِ يعرضُ صوراً لمرورِ الصواريخِ فوق المسجدِ الأقصى ثم يتحسرُ بأن ذلك يشكّلُ خطراً على المسجد الأقصى، لا يوجدُ نكتةٌ سمجةٌ أكثر من هذه، الكيانُ الصهيونيُّ الذي يبني كلَّ أكذوبتِهِ على تدميرِ المسجدِ الأقصى لإقامةِ الهيكلِ المزعومِ على أنقاضِه، يقولُ للعربِ والمسلمين إن إيرانَ تزعزعُ أركانَ المسجدِ الأقصى، من أجلِ إثارةِ فتنةٍ مذهبيةٍ أو طائفية أو قومية وأقليمية، وهذا يؤكّدُ ما ذهبنا إليه، لذلك من أهمِّ نتائجِ هذه المعركة، هي الوحدةُ، ونتيجةٌ أخرى هي الوعي، اليومَ العالمُ الإسلاميُّ والعالمُ الحرُّ يعيشُ وعياً يجبُ أن نعملَ على الاستفادةِ منه في دفعِ الأمةِ ودفعِ العالمِ نحو المطالبةِ الحقيقيةِ بإنهاءِ وجودِ الكيانِ الصهيونيِّ باعتبارهِ خطراً على الإنسانية.

 الاستفادةُ الثالثةُ من ما حصلَ ليلةَ الأحد، هي انهيارُ أكذوبةُ الضعفِ التي ادّعاها حكامُ العالمِ العربيِّ من أننا أضعفُ من أن نقومَ بالتعاملِ عسكرياً مع العدوِّ الصهيوني، هذه إيرانُ لوحدها وتبعدُ مئات الكيلومتراتِ عن أرضِ فلسطينَ أرعَبَتْ كاملِ الكيان، واستطاعت أن تضربَ في عمقِه على الرغم من تدخّلِ وسائطِ الدفاعِ الجويِّ لأمريكا وبريطانيا وفرنسا وعملاءِ العرب، ما يؤكدُ ويعطي أملاً لدى الشعوبِ في أن تحريرَ فلسطين أمرٌ ممكنٌ بل هو قدَرٌ سيتحقّقُ، هنا لا بد من التوجُّهِ نحو جيشِ المنحرفين، الذي عمِلَ على بثِّ أفكارٍ تأتي أيضاً في سياقِ الفتنةِ وفي سياقِ التوهينِ من هذا الإنجازِ الضخمِ، منها أنّ هذا الذي حصلَ مسرحيةٌ! كيفَ يمكنُ أن تقودَ معركةً وتبلّغُ فيها المعنيينَ أنني سأضربُك، ألا يعني هذا أن عليكَ أن تتهيأ كي لا تؤثّرَ هذه الضربةُ؟ والحقيقةُ أنْ يا ليتكم تقومونَ بمسرحياتٍ من هذا النوع، وثانياً إن انطلاقَ الصواريخِ والمسّيراتِ أمرٌ مكشوفٌ على راداراتِ العالمِ وهذا معروفٌ، والمعركةُ التقنيةُ هي بإشغالِ القبةِ الحديديةِ ووسائطِ الدّفاعِ الجويِّ لتمرَّ الأسلحةُ التي يخطَّطُ منذ ُالبدايةِ للتدمير، وهذا ما حصلَ فعلاً، وهذهِ كذبةٌ لا مجالَ لتمريرها.

 الأمر الثاني أن هذا الذي حصلَ عوّمَ نتنياهو بعدَما كادَ أن ينهار، نتنياهو أيها الإخوةُ لم يعوَّم، بل إن العالمَ سواءٌ أعلنَ ذلك أو لم يعلنْ ذلكَ يحمّلُ نتنياهو مسؤوليةَ ما حدَثَ نتيجةَ مغامرتِهِ المجنونةِ بضربِ القنصليةِ الإيرانية، وعندما قامتْ إيرانُ بذلك فإنها قامتْ بما هو حقٌّ مشروعٌ لها في الدفاعِ عن النفسِ، واستفادةُ نتنياهو من هذا الأمرِ غير ممكنةٍ لأن العالمَ يتهيّبُ دخولَ المنطقةِ في حربٍ ستكونُ ضدّ مصلحةِ نتنياهو، وعلى كلِّ حالٍ نأملُ أن يغامرَ نتنياهو ويصعّدَ كي تكون هذه بدايةُ زوالِ الكيان الصهيوني. وثالثاً، أن هذه المعركةَ لم تؤدِ أهدافها، وإن ما أعلنتْهُ إسرائيل وأعلنتهُ إيران، من أن الضربةَ حققتْ أهدافَها غيرُ صحيحٍ، وهذا ما تكذِّبُهُ وسائلُ الإعلامِ الصهيونيةِ نفسُها التي نقلتْ في تلك الليلةِ ما حصل، ونحن نعتبرُ أن مجردَ القيامِ بقصفِ الكيانِ الصهيونيِّ هو هدفٌ كبيرٌ بحدِّ ذاتِهِ بغضِّ النظرِ عن الأهدافِ الماديةِ، إن الجمهوريةَ الإسلاميةَ لم تستعملْ كلَّ إمكاناتِها، واستعملتِ الصواريخَ والمسيراتِ قديمةَ الطراز، وهي أرادت ذلك من أجلِ أن تكونَ الضربةُ الثانيةُ فيما لو غامرَ نتنياهو بالرّدِ على الرّدِ بإمكانياتٍ أكبر، وكما نحنُ في لبنان قلنا تصعِّدُ نصعِّد، أيضاً إيرانُ تقول لنتنياهو تصعِّدُ ونصعِّد.

 ما فَعَلَتْهُ هذهِ الضربةُ بالداخلِ الصهيونيِّ أنها أنتجتْ زلزالاً كبيراً ستبقى تداعياتُهُ وتردداتُهُ مستمرةً إلى وقتٍ طويلٍ من الزمن، وقد يأتي الزلزالُ الأخرُ ليكونَ مدمِّراً للكيانِ الصهيونيِّ، كلِّ الكيانِ الصهيوني.

 ما يُعلَنُ اليومَ عن تأجيلِ عمليةِ رفح، هو محاولةٌ للهروبِ من التزاماتٍ أعلنها نتنياهو ولكن في نفسِ الوقتِ ما زال يفكّرُ في هذا الأمر، وإذا ما حصلَ فإنه سيكونُ بدايةَ النهايةِ لزوالِ الكيانِ الصهيوني.

 أخيراً، جرب لواءُ غولاني الدخولَ لمسافاتٍ قصيرة داخلَ الأراضي اللبنانية، وكان كمينُ المقاومةِ بالعبواتِ التي زُرِعتْ على طريقهِ نتيجةَ الرصدِ المستمرِ لتحركاتِ العدوِّ الصهيوني، لتؤكدَ أن المقاومةَ الإسلاميةَ واعيةٌ وجاهزةٌ، وإذا ما فكّرَ العدوُّ بأي عمليةٍ أو أي مغامرةِ اجتياحٍ فإن مصيرَهُ سيكونُ الدمارَ وسيكون الزلزالَ الذي لم يتوقّعْهُ ولم يفكّر فيه مطلقاً.

نائب أمين عام حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم:

هناك مشاريع يطرحها الأمريكي تحت عنوان هدنة مؤقتة ساعة يقول هدنة مؤقتة من 3 مراحل وساعة يقول هدنة مؤقتة من مرحلة واحدة، ساعة يقول هدنة لشهر رمضان، بعدها طلع معه هدنة من أجل العيد، الآن عنده هدنة من أجل ضبط عدم تفلت الوضع في فلسطين وفي المنطقة، لكن لنقولها من الأخير أي هدنة لا تأخذ بعين الاعتبار شروط حماس، والمقاومة لا يمكن أن تنجح لأن هذه الهدنة التي تُطرح، أنه تصوروا الأمريكان يقولون لحماس والمقاومة “يا جماعة أعطونا هدنة لمدة ستة أسابيع نفرج لكم عن قليل من الطعام، نفتح لكم معابر، تعطونا 42 من الإسرائيليين نعطيكم بعض الفلسطينيين، لكن عندما نخلص سوف نعود لنكمل حربنا عليكم”، من الذي سيقبل بمثل هذا المشروع الذي هو بالحقيقة تحتاجه أمريكا وتحتاجه إسرائيل، أمريكا محتاجة تبيض صورتها بأن هي عملت إنجاز إيجابي في داخل المعركة الكبرى، وإسرائيل بحاجة له حتى تفرج عن بعض المعتقلين كي تقول إنها حققت شيء من خلال هذه المعركة، من هنا أريد أن أقول لكم أن مشاريع الهدنة بالطريقة الأمريكية الإسرائيلية لا تمشي حتى ولو استمر الأمر أشهر وأشهر، في النهاية ستتعب إسرائيل ولن تنتصر وستذعن، وإذا أذعنت الآن ستكون خسارتها أقل، وإذا تأخرت ستكون خسارتها أكبر، بتقديري في أمرين بوقف الحرب لا يوجد ثالث، فمن زاوية نجاحات إيران:

– الرد مباشر من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، من حرس الثورة الإسلامية المباركة، من الأرض الإيرانية على الأرض المحتلة مباشرة، وبالحدود التي أرادتها إيران، هي لم ترد حرباً، إنما أرادت رداً وحددت هذا الرد وضوابط الرد، وقامت به ونجحت بالحدود التي أرادتها، إذاً إيران أرادت رداً ولم ترد حرباً، وهذا تحقق.

– هناك مهمة لإصابة القاعدة الجوية نيفاتيم في النقب، ومن اللحظة الأولى لإصابة القاعدة أعلن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني أنهم أصابوا القاعدة، في البداية لم يعترف الإسرائيلي، لكن بعد ذلك اعترف لكنه قال أن الخسائر مادية، بسيطة، محدودة عدد الصواريخ كانت قليلة ،كل هذه التفاصيل الإسرائيلية لا قيمة لها، لأن الإيراني قال أريد أن أصيب القاعدة وقد أصبتها، لم يقل أنا أريد أن أقتل عشرة وخمسة وثلاثة، لم يقل أريد أن أدمر مبنى واثنين وثلاثة، قال أنا أريد أن يصل الصاروخ إلى القاعدة، ووصل عدد من الصواريخ إلى القاعدة كما رسم الإيراني، حتى حدد بأننا لم نستهدف منشآت مدنية ولا بنى تحتية ولا بنى اقتصادية، استهدافنا لهذه القاعدة الجوية العسكرية في النقب وهي التي أصيبت ولم يصب أي شيء آخر، هذا يعني أن الإيراني حقق هدفه.

– إذا استطاعت إيران أن تحقق كل هذه الأهداف وغيرها دفعة واحدة، وبيدها فقط ومن مسافة 1500 كيلومتر وبعدد محدود من الصواريخ والطائرات بعيدة المدى، فكيف لو كان معها أمور أخرى؟! والتفسير عليكم!!

 أما إخفاقات إسرائيل: أولاً: تبين أن إسرائيل وحش من ورق، وأن إسرائيل لا تستطيع لا أن تقاتل ولا أن تدافع عن نفسها، ولا أن تبقى في الميدان إلا إذا وقف كل العالم المستكبر معها، حتى أميركا وحدها لا يكفي بالنسبة لإسرائيل، نحن نرى كم مستوى الضعف الذي هم عليه، تريد أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والعالم كله، تريدهم أن يكونوا معها ومع هذا لم تقلع. هل يعقل أن يكون الفلسطينيون في جوارنا ويتعرضون لإبادة ونحن متأثرون بشكل مباشر بكل هذه التطورات، ونعرف إسرائيل العدوة التي بجانبنا أن لا نقف ونساند الفلسطينيين؟ هذا أمر واجب في رأينا المساندة واجبة. كيف يحق لكل العالم أن يقف مع الكيان الإسرائيلي؟ أميركا وأوروبا، كل العالم وقف مع الكيان الإسرائيلي، ولا يحق للمستضعفين أن يناصروا بعضهم بعضا؟!! ما هي القواعد التي يضعها البعض؟ قالوا أنتم لا يحق لكم!! يا أخي وهل يحق لكم؟! قالوا هؤلاء كبار! هؤلاء الكبار، يجب أن يأكلوا كف حتى يقفوا عند حدهم، يجب أن نقول لهم لا، وأن نواجههم، إذا نحن لم نبدأ في مواجهتهم ولم نجتمع مع بعضنا، ولا توحدنا مع بعضنا، ولا ساندنا بعضنا، لن نربح أي معركة من المعارك في وجه هذا الاستكبار. هنا لا بد أن أبين نقطة هامة، يا جماعة لا أحد يقول أن سلاح المقاومة يعادل سلاح إسرائيل وأميركا ومن معهم، أبدا إذا تقول لي لا يوجد تكافؤ عسكري بين المقاومة وبين الكيان الإسرائيلي ومن معه، أقول لك صح مئة بالمئة، أسلحتهم أكبر، إمكاناتهم أكثر، ظروفهم أفضل واضح، المقاومة غير متكافئة عسكرياً مع عدوان الكيان والدول التي تسانده، لكن أيضاً في قناعتنا أنه لا يوجد تكافؤ بين المقاومة والكيان الإسرائيلي ومن معهم بالحق وإرادة التحرير والشهادة والصبر، نحن متفوقون عليهم بإرادة التحرير والشهادة والصبر وأن معنا الحق.

العنوان الرابع والأخير له علاقة بالداخل اللبناني: خلال الفترة السابقة يعني سبعة أشهر لم يتقدم النقاش الرئاسي عما قبل العدوان الإسرائيلي على غزة لماذا؟ لأن كل الأطراف لا تزال على مواقفها لا أحد تزحزح قيد انملة، أحياناً يقولون لنا تزحزحوا أنتم، كيف تطلبوا منا أن تتزحزح وأنتم تهددوننا؟ واحد يقول نريد رئيساً يستفز حزب الله، وهل سنقول لك أهلاً وسهلاً؟!! أو واحد ثاني يقول نريد رئيساً نسّيره مثل ما نشاء، هذا بلد لا يُلعب فيه، أو ثالث يقول نريد رئيس لا طعم له ولا لون ولا رائحة كي نقدر أن نأخذه إلى المطرح الذي نريده، نحن عندنا عقل ونفكر يعني مستحقين عقلنا حتى نقول لكم تكرموا؟ أهلاً وسهلاً؟ ثم نحن لدينا مرشحنا، لحد الآن لم تقدروا أن تتحضروا مرشحاً مناسباً، هذا بالحد الأدنى فلا تقولون لمن مرشحهم المتفوق على الكل أنه تنازل. ومع ذلك قلنا لتحرك الاعتدال النيابي أننا إيجابيون، حاضرون للحوار برئاسة رئيس المجلس النيابي الأستاذ نبيه بري، وحاضرون لكل نتيجة يخلص إليها الحوار ومُخْرجَات الحوار، نحن متجاوبون لكن سنرى الآخرين إذا متجاوبين أم لا، وقلنا مراراً وتكراراً لا ربطاً لما يحصل في غزة وفي جنوب لبنان بالاستحقاق الرئاسي، إذا كان هناك نية جدية لنصل لانتخاب رئاسي سترون أننا نحن من أول الساعين لذلك، لكن الذين يقولون أنه نحن مسؤولين هم يغطون عجزهم والذين يقولون أنه إلى أن تنتهي حرب غزة، هؤلاء يغطون عجزهم لأنهم ليسوا قادرين فيضعون المشكلة في محل ثاني. نحن نقول لكم تفضلوا حاوروا وقدموا خيارات ونحن حاضرين للنقاش.