تفجير مجلس عزاء في سلطنة عمان
تعليقاً على التطورات السياسية خاصة الفتنة المتنقلة في أنحاء العالم الإسلامي التي يعمل عليها العدو الصهيو أمريكي، أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
منذ بداية العدوان على غزة ومنذ ما بعد الانتصار في طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول، والذي اعتبرناه أنه محطة تاريخية في صراع الأمة وجهادها مع العدو الصهيوني يؤسس إلى مرحلة جديدة، كنا في تجمع العلماء المسلمين نتوقع أن العدو سيبادر بعد الانتهاء من المعركة الحالية للعمل على الفتنة، من أجل أن يقتتل المسلمون فيما بينهم، وبالتالي إضعاف جبهتهم وفشلهم على قاعدة قول الله تعالى: ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾، وحصلت عدة أمور كنا نتنبه لها وننبه إليها. وكان العدو يصر في كل مرة على الخروج بمظهر استخباراتي يحاول من خلاله أن يجعل الأمة تغفل عن الذي تحقق، وهو شيء كبير وأفشل مشروعاً عمره عشرات السنين لإيقاع الفتنة بين أبناء الأمة وخاصة بين المسلمين السنة والشيعة. وحصل تفجير في كرمان كان يهدف إلى هكذا وضع وإضافة إلى بعض الأعمال الإرهابية في أكثر من منطقة. ولكن الوعي الذي أنتجه طوفان الأقصى أفشل هذه المشاريع ولم تستطع أن تحدث شيئاً.
وبالأمس وفي مجلس لأبي عبد الله الإمام الحسين عليه السلام أبو الأحرار والثوار، الذي هو شخصية لكل الأمة سواء السّنة أو الشيعة بل هو لكل الأحرار في العالم، هو للإنسانية جمعاء، هو يختصر الصراع بين الحق والباطل، إذا بإرهابيين تكفيريين يقومون بالاعتداء على مجلس عزاء حسيني في سلطنة عمان ما أدى إلى استشهاد أكثر من عشرين شهيداً وجريحاً، والهدف من وراء ذلك هو إشعال الفتنة في العالم الإسلامي ولكنهم خسئوا، لن يستطيعوا أن ينالوا من وحدة الأمة الإسلامية، ونحن نعرف والأمة تعرف، وأهل عمان يعرفون أن هؤلاء لا يمتون إلى الدين الإسلامي بصلة، بل هؤلاء هم عملاء لدى الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ويحاولون تخفيف الضغط عن الكيان الصهيوني عبر صرف الأنظار عما يحصل من مجازر في غزة، وهذا لن يمر، ونحن نتوقع من الحكومة في عمان أن تكشف بسرعة الذين يقفون وراء هذا العمل الإرهابي وفضحهم للأمة التي لم يعد ينطلي عليها هكذا أعمال، ولن ينجر أتباع أهل البيت عليهم السلام، أتباع الإمام الحسين عليه السلام في عمان للانحراف عن مسار الوحدة الإسلامية التي يؤمنون بها كما علمهم أبو الأحرار الإمام الحسين عليه السلام.
وبالأمس القريب حصلت حادثة عندنا هنا في لبنان في حي معوض تم تلافيها بفضل وعي القيادات في حركة أمل وحزب الله، واستشهد أحد الأخوة الذين حاولوا إصلاح الأمور وعدم جر المسألة إلى اقتتال، ونحن أيضاً نطالب السلطة اللبنانية بالكشف عن الأهداف التي يقف وراءها من افتعل هذا العمل الإجرامي وارتكب هذه الجريمة الشنعاء وتقديمه للعدالة والكشف عن الخلفيات التي انطلق منها في عمله هذا، لأن الوحدة التي جمعت بين حركة أمل وحزب الله هي وحدة الدم. وبالأمس شهدنا تشييع شهيدين استشهدا في نفس المكان وفي نفس السيارة في كفركلا، هؤلاء الشهداء من حركة أمل وحزب الله هم شهداء على طريق القدس. والوحدة فيما بينهم لن تتضرر أبداً، هي وحدة مسار ومصير على خطى أبي عبد الله الإمام الحسين عليه السلام.
في الخلاصة كلنا اليوم نخوض معركة مصيرية مع العدو الصهيوني والتي ستنتهي قريباً وقريباً جداً بزوال هذا الكيان، لأن أوان استمرار الظلم والطغيان قد انتهى وبدايات انتصار الحق على الباطل في القضية الفلسطينية قد بدأت.