اغتيال القيادي في الجماعة الإسلامية محمد جبارة
تعليقاً على تطورات الحرب على غزة ولبنان وقيام العدو الصهيوني باغتيال القيادي في الجماعة الإسلامية محمد جبارة أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
دخلنا في اليوم السادس والثمانين بعد المئتين من العدوان المستمر على غزة وسط تصاعد في المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني نتيجة لإصرار بنيامين نتنياهو على خوضه مغامرة مجنونة يريد من ورائها تحقيق انتصار ولو بالشكل كي يكون مخرجاً له من المأزق الذي يعاني منه نتيجة عملية طوفان الأقصى التي سيحاسب عليها من قبل المجتمع الصهيوني، إضافة إلى السرقات التي كان قد ارتكبها والتي يُحاكم على أساسها، فهو يعرف أن مصيره سيكون السجن فيما لو توقفت هذه الحرب، وخاصة إذا توقفت من دون تحقيق أي هدف من أهدافها، وهذا هو المتوقع نتيجة الصمود الأسطوري لشعب غزة ومقاومة غزة، ونتيجة التضامن من محور المقاومة خاصة من لبنان والعراق واليمن، لذلك فإن الحل الوحيد المتاح أمام محور المقاومة هو الصمود والصبر حتى ييأس العدو من تحقيق أي هدف من أهدافه، وحتى تتصاعد الهجمة الداخلية في المجتمع الصهيوني على نتنياهو، وساعتئذٍ سيكون الفتح المبين والنصر الكبير.
إننا في تجمع العلماء المسلمين، وبعد دراسة وافية للوضع المستجد على الساحتين الفلسطينية واللبنانية، نعلن ما يلي:
أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام العدو الصهيوني باستهداف سيارة القيادي في الجماعة الإسلامية محمد جبارة على طريق عام بلدة غزة في البقاع الغربي، والذي أدى إلى ارتقائه شهيداً، ويتوجه التجمع بالتهنئة والتعزية للإخوة في الجماعة الإسلامية والتنويه بالبيان الذي صدر عنهم بإعلانهم وهذا المتوقع منهم أن هذه الجريمة لن تثنيهم عن الاستمرار في مواجهة العدو الصهيوني والقيام بواجبهم في دعم غزة حتى تحرير فلسطين كل فلسطين بإذن الله.
ثانياً: يتصاعد الوضع في داخل المجتمع الصهيوني، ووصل الأمر بعد تبيان الحقيقة إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أعلنت أنه للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب فإن معظم الجمهور، أي خمسة وخمسين بالمئة منهم بحسب هذه الوسائل، أعرب عن عدم ثقته بالقيادة الرفيعة المستوى للجيش، ما يعني أن الجيش قد هُزم، وأن هذا الذي يقوم به إنما هو آخر ما يمكن القيام به وسط انعدام الثقة من المجتمع بالجيش ومن الجيش نفسه بنفسه، ولذلك فإن تجمع العلماء المسلمين يتوقع تصاعد الاستنكار في الجبهة الداخلية، وتحطم هذه الجبهة مقدمة لتحطم الكيان بأكمله.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام الصهيوني الارهابي المجرم بن غفير بانتهاك حرمة باحات المسجد الأقصى وسط إجراءات أمنية مشددة، ويدعو تجمع العلماء المسلمين المرابطين في داخل المسجد لمواجهة هكذا اقتحامات بكل الوسائل الممكنة، وبالتالي فإن هذه الانتهاكات لحرمة المسجد الأقصى لن تؤثر في أن يحقق هذا المجرم ومن يقف ورائه حلمهم بإزالة المسجد الأقصى، بل إن الذي سيتحقق هو زوال الكيان الصهيوني وقريباً جداً بإذن الله تعالى.
رابعاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن تصويت الكنيست لصالح اقتراح يعتبر أن قيام إقامة دولة فلسطينية في أرض إسرائيل كما يقولون، سيشكل خطراً وجودياً على دولة إسرائيل ومواطنيها، وهذا الأمر إنما هو إقرار بواقع وهو أن دولة فلسطين ستقام، ولكننا نحن نرفض إقامة دولتين، وإنما ندعو إلى إقامة دولة واحدة هي الدولة الفلسطينية وساعتئذٍ على هؤلاء الصهاينة أن يعودوا إلى البلاد التي جاؤوا منها.
خامساً: ينوه تجمع العلماء المسلمين بالمبادرة التي أعلن عنها عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله اليمنية محمد علي الحوثي بأنه إذا سمح العدو بدخول مساعدات لغزة ستسمح اليمن بوصول كميات مماثلة لميناء أم الرشراش المحتل وهذه المبادرة هي مبادرة خَيِّرَة لصالح مواجهة حالة الجوع التي يعاني منها الشعب في غزة، وبالتالي فإنها تدل على حس إنساني عظيم وعلى تضامن محور المقاومة لصالح شعوب هذا المحور وبالأخص الشعب الفلسطيني.