حبر على ورق

حبر على ورق 453

بقلم غسان عبد الله

العابر

تريد أن ترى النهر حينما ضيعتَ الطريقً؟!.. والأيامُ راحت بعيداً بك!!.. بقيت ممسكاً بخيط من الأوهام، انهد الخيطُ وغابت الرؤيا كثيراً.. ربما دلك العابرون على دربٍ وربما أتاهوك، فنمتَ عينك مفتوحة وأنت تمشي عابراً جميع الضفاف ناسياً انك خلّفت نهراً جفّ ماؤهُ وصار وادياً.

كان لي قمرٌ

كان لي قمرٌ.. وضاع.. الليلُ حلَّ والأمطارُ تهطلُ.. من هنا، كنتُ أراه يمرُّ بطيئاً.. ثم ينأى، تارةً خلف الغيوم.. وتارةً نحو المغيب.

وليكن ما يكون

إلى أينَ يَمْضَيْ بنا المُسْتَحْيل‏ ونَحْنُ هُنا نتلوى فَصَولاً‏ بسيفِ الفراقِ الطويل.. الطويَلْ‏؟!.. إلى أَيَنَ نَمْضَيْ وهذا التَنَاقَضُ‏ بالحب يَصدَمُنا كلَّ يومٍ‏ ونجمعُ بالبؤسِ وَجْهَ النخيَلْ؟!..‏ إلى أَيَنْ نَمْضَيْ؟!…‏ كِلانا سيصَرَعُ أشواقَهُ بالتَناقَضِ‏ ما بينَ وادي الجُنُونِ‏ ووادَيَ العوَيَلْ..‏ لك العُمْرُ… أهدابهُ المتعباتْ‏ وجَفْنُ المساءِ وصوتُ الخيولْ‏.. لنا ما لنا وليكن ما يكَوُنُ..‏ فَنَحْنُ الذَيَنَ قَتَلْنَا الورُوْدَ‏ وعَرْسَ القُلُوبِ.. ذبَحْنَا‏ طهَارَةَ هذي الفُصُولْ.‏ كلانا سيغرقُ بالمُسْتَحِيلْ‏.. وينَدَمُ لو أنَهُ لم يَكُنْ ذاَتَ‏ يومٍ يُحبُّ الندى‏ كلانا سيعرفُ كيفَ تَمَوةُ الصلاَةُ‏ البريئَةُ بين العنادِ وبينَ الأصوَلْ‏.

سلام أيها الألم

قلتُ لهذا الصَّمت:‏ فلتخجلْ من دمي قليلاً‏ وامنحْ صراخي جداراً يردّ الصَّدى،‏ والمسْ شفاهَ جروحي لأنهض،‏ وانفخْ جمري‏ ترتدّ الروح‏ وتهزُّ فينا الذهول!‏ أقول للبخور:‏ هذا احتراق دمي‏ يفتتح الدّرب إلى جلجلة الشعر‏ هذا كلامٌ مخاتلٌ ينكسر في آخر القصيدة‏ تسقط الورقة عن عورته‏ فأخف إلى كلام آخر…‏ ماذا يستر الكلامُ الميتُ؟!‏ ألوذ بشرِّ البليِّةِ،‏ وأضحكُ.. أضحكُ…‏ أيّها الألم ضيعتُ طريقي‏ فالجهات تفتش عن نفسها في هذا القفر!‏ كأني أضحك..‏ لاحت أغصانٌ أو ما يشبه الأغصان،‏ مثقلةٌ ببروق تبدّد هذا الظلام..‏ كأني في آخر الحلم،‏ أو في آخر الكابوس‏ أو في آخر “العمر”‏ أركض خلف أشواقي، ‏وأضحك.. أضحك.. سلام أيها الألم.‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *