التجمع يشارك في مهرجان الإنشاد الإسلامي “بوحدتنا ننتصر”
لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الإسلامية، وتضامناً مع الشعب الفلسطيني المجاهد، أقامت حركة الأمة والمركز الإسلامي للإعلام والتوجيه مهرجان الإنشاد الإسلامي تحت عنوان: “بوحدتنا ننتصر”، بحضور سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الحاج مجتبى أماني، ووفد من تجمع العلماء المسلمين وحشد علمائي، وممثلي الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وذلك في مسجد ومجمع كلية الدعوة الإسلامية في بيروت.
بداية الحفل مع آيات بينات من القرآن الكريم، وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين ولبنان، وكلمة ترحيبية من فضيلة الشيخ محمد اللبابيدي، تلتها أناشيد من وحي المناسبة لفرقة المحبة بقيادة المنشد محمود هندم، وفرقة المنشد علي بركات.
بعدها ألقى مسؤول العلاقات الخارجية في تجمع العلماء المسلمين في لبنان سماحة الشيخ حسين غبريس كلمة جاء فيها:
الحمد لله وصلى الله على رسول الله محمد وآله الأطهار الميامين وأصحابه الأخيار المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله تعالى وبركاته لا سيما سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان وسائر الأفاضل أصحاب السماحة والفضيلة جميعاً إخوة وأخوات أحلى الأمنيات نتمناها لكم في باكورة افتتاح مهرجانات الوحدة الإسلامية في أسبوع الوحدة، هذا الأسبوع الذي أول من بشر به وطلب وأمر به الامام الخميني الراحل قدس سره في هذا العصر الحالي تيمناً بما جاء به رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وآله، التهنئة القلبية والتبريك بمناسبة ذكرى ولادة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم، الفرحة كبيرة والسعادة بالغة والأمل بالله يكبر يوماً بعد يوم، ورجاؤنا يزداد مع الغصة التي تصيب أهلنا في فلسطين، إلا أن نهجنا وإيماننا وخطنا وصدقنا كل هذا يجعل من الغصة بالنسبة إلينا منطلقاً كي نواجه عدونا، منطلقاً ننطلق من الحقيقة، نحن نعيش في زمن فيه هذا العدو اللئيم والحاقد، يا رسول الله إليك نشكو وانت ترى وتسمع أننا لم نتخلى عن خطك ونهجك منذ أن ولدنا والحمد لله، ولدنا على سنة الإسلام ونهج القرآن من فكرك وخطك ونهجك، رضعنا حب الإيمان والإخلاص. اليوم نؤكد لك يا رسول الله بأننا لن نكون كأولئك الذين ظلموك في مكة، كنت تبحث في أزقتها وشوارعها في الليالي والأيام، تبحث عن بصيص الأمل لتضيفه إلى لائحة المسلمين مع ذلك غدروا بك، تخلوا عنك، بقوا على عنجهيتهم، على كراهيتهم، على عنصريتهم، وعلى لؤمهم. نحن اليوم لن نكون كأولئك الذين كان الحق بينهم وفيهم ومعهم يصدح بها ليل نهار ومع ذلك ابتعدوا عن الحق.
نحن اليوم، هذا الزمن الفاصل بيننا وبينك يا رسول الله نزداد تمسكاً بديننا، بنهجنا، بكتابنا، بصلاتنا وصيامنا، بوحدتنا الإسلامية التي هي فرض عين على كل مسلم ومسلمة، هذه الوحدة التي عشقنا منذ ما يزيد على الأربعة عقود من الزمن، آمنا بما أطلقه الامام روح الله الموسوي الخميني(قده) ، ودعا إلى وحدة الأمة، وقبل دعوته تلك التي وحد فيها بين رأيين إسلاميين بين الثاني عشر من ربيع الأول والسابع عشر منه، وجعله أسبوعاً للوحدة الإسلامية، ما زلنا حتى يومنا وفي كل سنة وعلى مر الأيام والشهور نجهر ونصدح بالحق، كما بدأنا سنستمر لن يغير من المعادلة أي شيء للتراجع عنه، كان قبل أن يعلن أسبوع الوحدة أفتى روح الله الخميني(قده) بدفع الحقوق الشرعية لصالح العمل الفلسطيني، لصالح العمل الفدائي، سبق كل مراجع المسلمين الشيعة في ذلك وتقدم عليهم إيماناً منه بأن فلسطين بكل تشعباتها هي القضية المركزية للأمة الإسلامية.
اليوم تشهد أمتنا تطبيقاً وتعيش واقعاً على الأرض بين ساحات العمل الجهادي، من فلسطين من غزة هاشم إلى الضفة إلى لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى اليمن إلى إيران الإسلام، هذا المحور الإيماني، محور الوحدة محور الجهاد، اليوم يسطر أروع ملاحم البطولة والحضور والشجاعة والشرف.
نحن على مشارف عام من الإجرام والقتل المنظم الذي تمارسه هذه الغدة السرطانية، هذا الكيان المؤقت الذي أطلق عليه تسمية إسرائيل، ما زلنا نقف في ساحات الوغى والجهاد ونقدم المزيد من الشهداء في كل يوم قرباناً على مذبح الحب والإخلاص لعيون محمد (ص) وحباً بمحمد (ص) وصدقاً لنهج محمد(ص) ، إن الأرواح التي بذلت وتبذل ترخص أمام دين الله، أمام الإسلام العظيم، أمام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، نقول لك اليوم يا رسول الله لقد صدقنا الوعد وسنستمر ولن نسلم الراية، هذه الراية المحمدية التي جعلت الحب والوئام والصدق والاخلاص والتفاني في كل هذه البقاع، اليوم نجدد العهد في تجمع العلماء المسلمين مشايخ، علماء، قادة، ائمة جمعة وجماعة، قضاة، كل هؤلاء العلماء حاضرون في الساحة مع المجاهدين، أمام المجاهدين وخلف المجاهدين، عن إيمانهم وشمائلهم، نقول لك يا رسول الله لبيك لبيك ومرحى بالشهادة إن لم يكن منها بداً منها، هذه الشهادة التي نحن جاهزون لها بإذن الله تعالى.
طيبَّ الله أوقاتكم وجعل هذه الوحدة هي السبيل لانتصارنا، واتذكر هنا في الختام فقيدنا وحبيبنا الشيخ عبد الناصر جبري رضوان الله تعالى عليه الذي ننعم الآن في هذه اللحظات ومن سنوات ببركة جهوده وجهاده وصدقه، لقد بنى هذه الصروح وهو ليس بعيداً عنا إلا خطوات، لكنه يسمعنا ويرى وينظر إلى أسرته، إلى أولاده، إلى عائلته، إلى الجمع الذي تخرج على يديه من أئمة وعلماء وطلبة، إلى كل هذا الحشد الطيب السلام عليك يا شيخنا عبد الناصر جبري رضوان الله تعالى عليك، لقد أسست ونعم التأسيس ولروحك ولأرواح شهداء الأمة الإسلامية جمعاء رحم الله من قرأ الفاتحة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من جهته أمين عام حركة الأمة؛ سماحة الشيخ عبد الله جبري، قال:
إن التمسُّك بنهج رسول الله هو الذي يجعلنا نسلك طريق الحق، لاسيما في ما يتعلق بفلسطين، فهي وأهلها بحاجة إلى وحدتنا وتمسكنا بطريق النصر.
وأكد سماحته أن نشامى الأردن وجهّوا رسالة من بوابة الكرامة، ليقولوا إن الهلال هو هلال مقاوم وليس هلالاً مذهبياً، وإن شرفاء الأردن والغيارى على دماء أمتهم هم في لُب المحور، ويخطئ من يعتقد أن العدو يمكنه تفريقنا، بل تجمعنا عقيدة الانتصار المحتّم على العدو الغاصب، والوحدة في مواجهة الكيان الصهيوني.
واختتم الحفل بأناشيد دينية من وحي المناسبة، وبدعاء النصرة للمجاهدين في فلسطين وجنوب لبنان.