حول جريمة البايجر
تعليقاً على الجريمة الصهيونية التي عرفت “بمجزرة البايجر” والتي ارتكبها بالأمس العدو الصهيوني في لبنان أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
منذ البداية عرفنا أننا نقاوم عدواً جباناً وعدواً مجرماً وعدواً لا يقيم وزناً للقيم الإنسانية ولا يفرق بين أبناء أمتنا بين مدني وعسكري وبين اختصاص له علاقة بأمر إنساني كالإسعاف والطبابة والأمور الإنسانية الأخرى، لذلك ليس غريباً على هذا العدو المجرم السفاح أن يقوم بهذا العمل الجبان من خلال تفخيخ أجهزه البيجر التي يستعملها عدد كبير من أبناء الوطن على مختلف اختصاصاتهم ومنهم الإخوة في حزب الله الذين يستعملونها في عدة مهام إنسانية كالمؤسسات الصحية والدفاع المدني وما شابه ذلك إضافة الى بعض الاختصاصات الداخلية، فارتكب هذه الجريمة الشنعاء التي لا يميز فيها بين مقاتل ومدني ما أدى الى ارتفاع عشرة شهداء وسقوط المئات من الجرحى إصابات بعضهم حرجة، إن هذا العمل الجبان يفرض على الحكومة اللبنانية أن تقوم بدورها في ملاحقة الشركة التي صنعت هذه الأجهزة ومحاكمة وملاحقة كل الذين سعوا في إيصال هذه الأجهزة إلى مقاصدها.
إننا في تجمع العلماء المسلمين اذ ندين ونستنكر هذا العمل الجبان نعلن ما يلي:
أولاً: إن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية مسؤولان عن هذا العمل الجبان وبالتالي يجب أن يلاحقا أمام المؤسسات الدولية بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، وعلى الدولة اللبنانية أن تعد العدة لهكذا ملف تقدمه إلى تلك المؤسسات بغض النظر عن إمكان نجاح هذه المحاولة، ولكن لا بد من صدور إدانات دولية وقرارات دولية تدين هؤلاء المجرمين السفاحين.
ثانياً: إن هذه الجريمة أكدت على الوحدة الوطنية والإسلامية حيث بادر اللبنانيون من مختلف مناطقهم إلى الذهاب الى المستشفيات للتبرع بالدم ما أظهر وحدة وطنية كبيرة يجب المراهنة والمراكمة عليها لتأكيد وحدة الصف في مواجهة عدو لا يقيم وزناً للإنسانية.
ثالثاً: نشكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مبادرتها السريعة لتقديم مساعدات للبنان في هذا المجال، ونعتبر أن هذا دليل على وحدة المسار والمصير وعلى أن هذه الدولة تحمل همَّ اللبنانيين وتسعى دائماً في دعمهم ورفدهم.
رابعاً: لنا ملء الثقة بقيادة المقاومة، ونحن نعتبر أن القرار الذي ستتخذه في الرد على هذا العمل الجبان كائناً ما كان القرار هو قرار حكيم، ونحن سنكون من ورائها ومستعدون لتقديم الغالي والنفيس في سبيل الرد والانتقام من العدو الصهيوني على جريمته التي ارتكبها.
خامساً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالشكر لكل من تبرع بالدم وبادر بالسرعة اللازمة الى تقديم دمه للإخوة المجاهدين والمصابين المدنيين، مما يعني أن الدم الذي يجري في عروق اللبنانيين هو دم واحد وفي سبيل واحد، وهو وحدة لبنان وقوته وسيادته واستقراره.
الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى وإنها معركة سيكون مصيرها النصر الكامل بإذن الله تعالى.