إقليميات

حزن كبير في اليمن وصور عملاقة للشهيد تملأ شوارع صنعاء الشهيد القائد حسن نصر الله.. نجم مضيء في سماء المجاهدين

بقلم نوال النونو

وخيم الحزن على الجميع، وبكاه الصغير والكبير، الرجل والمرأة، فالشهيد القائد السيد حسن نصر الله، ليس رجلاً عادياً بالنسبة لليمنيين، فهو الأمين المحبوب لديهم، وهو القائد الذي يشار إليه بالبنان عند التحديات والمصاعب، وهو السند الحقيقي لليمنيين الذي وقف معهم منذ بداية العدوان على اليمن في 26 مارس آذار 2015م، وهو القائل – رحمه الله – إن أفضل خطاب ألقاه في حياته، هو ذلك الذي تحدث فيه عن اليمن، ومظلومية اليمن في اليوم الثاني من العدوان على اليمن.

في ذلك الخطاب، قال سماحته عبارته المشهورة التي لا تزال عالقة في أذهان اليمنيين: “إذا لم يكن اليمن من العرب فمن العرب؟“.

وخلال العدوان على اليمن المتواصل للعام العاشر على التوالي، كان الشهيد القائد حسن نصر الله، يقف مع اليمن في كل محنته، وآلامه، فكانت خطاباته بلسماً على الجروح، ودافعاً معنوياً للمجاهدين ساعدتهم في التنكيل على المعتدين، فالشهيد القائد هو الذي قال إن مظلومية اليمن فاقت كل المظلوميات، وهي كربلاء العصر، وهو الذي قال: “يا ليتني كنت جندياً أقاتل معكم تحت راية قائدكم الشجاع“.

لا نبالغ إن قلنا إن الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، كان حاضراً على مدى 3 عقود في أذهان اليمنيين، فهو بالنسبة لهم الأب الروحي، وهو القائد الذي يستمدون منه كل معاني الثبات والصبر، والصدق، فهو مدرسة عظيمة، وفقدانه خسارة عظيمة ليس للبنانيين فحسب، وإنما لليمن، والأمة برمتها.

بيانات نعي وأسى

لقد ترك رحيل الشهيد القائد السيد حسن نصر الله جرحاً غائراً في الجسد اليمني، وعم الحزن أرجاء اليمن برمته، فعلامات الحزن كانت بادية على وجوه الجميع، في الطرقات والشوارع، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، والجميع عبر عن الألم والحزن والمصاب الجلل، والفقدان الرهيب لهذا القائد الاستثنائي.

وخلال الأيام الماضية صدرت مئات البيانات من الحكومة اليمنية وسلطاتها والأحزاب السياسية عبرت عن مدى الحزن والأسى لفاجعة استشهاد السيد القائد حسن نصر الله.

وقال الناطق باسم “أنصار الله” محمد عبد السلام: “هذا السيد ما عرفت معه الأمة إلا الانتصارات، وختم حياته الجهادية بنصر الشهادة“، مضيفاً أن لوعة فراقه لن تفت من عضد إخوانه من بعده، بل ستمنحهم قوة إلى قوتهم، ليواصلوا طريق المقاومة والجهاد حتى النصر النهائي، وهذا وعد الله ولن يخلف الله وعده.

من جانبها قالت حكومة التغيير والبناء بصنعاء إن الشهيد – رحمه الله – سيظل خالداً في ذاكرة الأجيال وأحرار العالم، وأن الشعب اليمني الأبي لن ينسى وقوف أمين عام حزب الله إلى جانب اليمن منذ اليوم الأول لتعرضه للعدوان بعد أن خذله القريب والبعيد.

شهيد المسلمين والإنسانية

وأمام حالة الحزن والصدمة الكبيرة التي عمّت اليمن حكومة وشعباً، ظهر السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطاب مساء السبت 28 سبتمبر أيلول 2024م، ليعبر باسمه والأمة اليمنية عن بالغ الحزن والأسى لهذا المصاب الجلل.

وأكد السيد القائد عبد الملك الحوثي أن الشهيد القائد حسن نصر الله كان نجماً مضيئاً في سماء المجاهدين، ومباركاً وحاملاً لراية الإسلام، مؤكداً أن المقام أمام هذا القربان هو مقام الاحتساب، والغضب على أعداء الله، وأعداء الإنسانية اليهود والنصارى.

وأشار إلى أن هذه التضحيات الكبيرة والمظلومية العظيمة لن تضيع هدراً، وأن الوفاء للشهيد القائد هو مواصلة المشوار الجهادي بعزم وثبات واستعانة بالله.

وفي كلمة مليئة بالحزن والأسى، ركز السيد القائد عبد الملك الحوثي على أهمية رفع الروح المعنوية، قائلاً: “إن أهم وأعظم ما ينبغي في هذا الظرف الحساس والمهم هو السعي لتخييب أمل الأعداء الصهاينة المجرمين، الذين يعولون على جريمتهم الفظيعة في كسر الروح المعنوية، وإضعاف جبهة حزب الله، التي هي جبهة رائدة، ومتصدرة، وقوية في مواجهة العدو الصهيوني منذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه مسيرة حزب الله الجهادية“.

ويمكن القول إن كلمة السيد عبد الملك قد هدَّأت القلوب المكلومة، وانعكست إيجاباً على اليمنيين الذين كانوا في قمة انهيارهم المعنوي، وبعدها ظهر الإعلاميون اليمنيون عبر منشوراتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بكتابات رصينة، فيها الكثير من التحفيز، وتشجيع الناس على عدم الانكسار، والتأكيد على أن المقاومة ولادة، ولا تتأثر برحيل قائد أو موته.

شوارع صنعاء تتزين بصور الشهيد القائد

وإلى جانب كل ما سبق، أقام اليمنيون فعالية تأبين واسعة في جامع الشعب بصنعاء الأربعاء الماضي، ضمت أبرز المسؤولين في الدولة، والعلماء، والأكاديميين، وقادة الأحزاب، حيث ركزت كل الكلمات عن مناقب الشهيد – رضوان الله عليه – وعن دوره في مواجهه العدو الصهيوني منذ ريعان شبابه إلى أن اصطفاه الله شهيداً، مطالبين قادة المحور بالرد العنيف والقاسي على الصهاينة، وتأديبهم على سوء ما اقترفت أيديهم.

وخلال الأيام الماضية التي تلت استشهاد السيد القائد حسن نصر الله، تهافت المواطنون اليمنيون على شراء الصور للشهيد القائد، وأعلام حزب الله، وتم تعليقها على سياراتهم وداخل منازلهم، في حين نصبت لوحات عملاقة في عدد من الشوارع الرئيسة للعاصمة صنعاء للشهيد القائد، مكتوب عليها عبارات من خطابه.

ويقول الكاتب والصحفي اليمني محمد الكامل: ” كيف لا نعلق صور الشهيد القائد على سياراتنا.. إنها محفورة في أعماق أعماق قلوبنا، فالشهيد كان الهواء الذي نتنفس من خلاله رحيق الحرية، والكرامة، والعزة، وهو الملهم لنا، والقائد الذي كنا معه لسنوات في رحلة شاقة وصعبة في الصراع مع أعداء الأمة“.

ويضيف الكامل: “بالنسبة لي، فإن أصعب خبر سمعته في حياتي، هو نبأ استشهاد القائد السيد حسن نصر الله، حيث كان كالصاعقة على رأسي، ولم أشعر إلا بالدموع وهي تنهال من عيني، وشعرت بأن الكون كله قد انتهى، ولولا كلمة السيد القائد عبد الملك الحوثي لعشت في الصدمة حتى اليوم“.

الرد بالنيران

وإذا كان اليمنيون قد عبروا عن أسفهم وحزنهم للمصاب الجلل برحيل الشهيد القائد حسن نصر الله، فإن القوات المسلحة اليمنية قد اختارت طريقاً مغايراً للتعبير عن حزنها وألمها، حيث نفذت عمليات متعددة في العمق الصهيوني.

من ضمن هذه العمليات حتى كتابة هذا التقرير إطلاق صاروخ فرط صوتي على “تل أبيب”، إضافة إلى إطلاق صواريخ مجنحة من نوع قدس 5، كما تم إطلاق طائرات مسيرة من نوع “يافا” على “تل أبيب”، وطائرات مسيرة من نوع صماد 4 لأول مرة على “ايلات”، كما تم استهداف السفن البريطانية والأمريكية في البحر الأحمر بالصواريخ الباليستية والمجنحة، وإلحاق الضرر بها.

مجمل القول، لقد تكامل المشهد في اليمن، فالحزن على الشهيد القائد السيد حسن نصر الله عم الجميع، حكومة وشعباً، والرد على هذه الجريمة يتصاعد من يوم إلى آخر، وقد أوكلت المهمة إلى القوات المسلحة اليمنية لتقوم بدورها في هذا الجانب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *