عبرة الكلمات 461
بقلم غسان عبد الله
ريح
لقد أتْعَبَني هذا الرجل في محاولته أنْ يمسكَ الريحَ.. أتْعَبَني في صعودِ الجبالِ والاختباءِ في زوايا الأفق.. أتعبني بالتربصِ للريحِ فوق الأشجار وتحت الأعشاب وفي الطُرقِ الخارجية… أرجوكمْ أقنعوه بأن الريح هي أنفاسُ الكون!.
اشتـــعال..
وأطفو كومضة برقٍ.. أضيئُ الطرقات وأُشْعِلُ العتمة.. كلُّ جهات الجسد اشتعلت.. وعينيْ وحدها مطفأةْ.
مرآة
أيُّها الدُّوريُّ الحزين قرأت في وجهك ما يشبه الكآبة: أنت حزينٌ مثلي… نعلُك لا يطيق الوقوف على الشجرة.. فحلَّق بعيداً واطوِ خدود اللّهب… تحتك الأرض مرآة.. وفوْقك السماء مرآة.. فأنت حزينٌ على الشجرةْ.. ونبضك في المرآةِ ضحكة عاليةْ.
حضور
كأنني أفضي إلى بيت حزين.. لكأنني ليل تُضلله نوارسه.. ويحرسه الأنين.. لكأنني أمشي إلى ماءٍ.. له شجر وأوراق.. وفاكهة وتين.. لكأنني ضيعت أمسي يا فصول الكبرياء أو جُعت حين الجوع مات، لكأنني أبصرت وجهي، في الشوارع والرفات، ورأيت أهوالاً وأمطاراً تجيء ورأيت أطباقاً وفاكهة وزيت.. حتى إذا ما لاح وجهك من ثقوبي، باسماً مثل الغمام انحلَّ صوتي، وانزاح عن عيني الظلام.
إضاءة
النّخلة تلكَ التّي تهادت وانحنى ظلّها وارفاً.. لست أدري كيف صارت نشيداً يتناسلُ مثل سحابٍ ثمّ يخبو على سعفاتها.. مضى الوقتُ سريعاً لم تشتعل لكنّها أضاءتْ