محليات

حراك دولي وإقليمي بلا بركة والميدان سيحدد موقع لبنان في المنطقة

بقلم محمد الضيقة

وهذه الاتصالات واللقاءات التي حصلت تمت في ظل تصعيد عسكري صهيوني غير مسبوق استهدف المدنيين ومؤسسات اقتصادية في محاولة للّعب على التناقضات اللبنانية بعد الاستهداف الصهيوني لأكثر من منطقة في جبل لبنان والشمال.

أوساط سياسية متابعة أكدت أنه في طور هذه التحركات السياسية تشير إلى محاولات من أعداء المقاومة وخصومها لاستشراف توجه حزب الله من الاقتراحات التي تطرحها واشنطن وحلفاؤها بشأن تنفيذ القرار 1701، ومحاولة الإدارة الأمريكية إضافة تعديلات عليه تبعاً لوجهة الرؤية الصهيونية وهو أمر قد تم رفضه ليس فقط من رئيس المجلس النيابي نبيه بري بل من قبل كل الأطياف السياسية اللبنانية وحتى من خصوم المقاومة لأن هذه الاقتراحات تنتهك السيادة اللبنانية.

وأضافت الأوساط، إنه حتى مؤتمر باريس الذي يهدف إلى توفير المساعدات الإنسانية للنازحين والقطاعات التي تضررت وإلى دعم الجيش اللبناني باعتباره الطرف الرئيسي الذي يساهم في تنفيذ القرار 1701 لن يبدل في المشهد شيئاً على صعيد الصراع والمواجهات التي تحصل على الجبهة الجنوبية ولن يكون له أي تأثير لجهة حماية المدنيين المستهدفين من قبل العدو الصهيوني الذي أكد كل مسؤوليه أن أي تفاوض سيكون تحت النار والقصف.

واعتبرت الأوساط أن الموقف الإسرائيلي من موضوع هذا القرار الدولي تمثل برفع سقوف مطالبه كثيراً بعد بدء المواجهات وهذا يؤشر إلى أن كافة اللقاءات التي حصلت سواء من الغربيين أو من العرب كان هذا الأمر مطروحاً على طاولة النقاش وهذا يقود فيما لو استمر التعنت الصهيوني المدعوم من واشنطن وحلفائها إلى خلط الأوراق مجدداً خصوصاً إذا ما نفذ العدو الصهيوني تهديداته بضرب إيران.

وأكدت الأوساط أنه في حال نفّذ العدو تهديداته وضرب إيران فإن من المتوقع من هذه المواجهة أن تفتح الأبواب على مصراعيها أمام نقاش وحراك سياسي دولي وإقليمي واسع من أجل التوصل إلى تسوية عامة في المنطقة تتجاوز لبنان وغزة وصولاً إلى رسم خريطة شاملة تتناول دولاً لم تشارك في هذه الحرب الدائرة منذ عام ونيف.

كذلك قالت هذه الأوساط إن ما ناقشه الموفدون العرب والدوليون أيضاً هو الاستحقاق الرئاسي لجهة إجرائه سريعاً حتى في ظل استمرار الحرب كما تطالب بعض القوى السياسية اللبنانية، إلا أن الرئيس نبيه بري ربط ملء الفراغ الرئاسي بوقف إطلاق النار وهو خيار ثابت لا يمكن التراجع عنه مهما كانت الضغوط الداخلية والإقليمية والدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *