حبر على ورق 468
بقلم غسان عبد الله
دَمُ الحَقِيقَة..
أَصْغَى وَلَكنْ لم يَجِدْ شَيئاً فَقَالَ: أُفَسِّرُ النَّصَّ الغَرِيبَ كَمَا تُفَسِّرُهُ الغَرَابَةُ.. لم يَجِدْ شيئاً يَدُلُّ على الغَرَابةِ.. هَيَّأَ الأَدَوَاتِ ثانِيَةً وَفَجَّرَ بُقْعَةً أَدَّتْ إلى هَدْمِ السِّيَاقْ.. “ماذا فَعَلْتُ؟!”.. أعادَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ.. “أنا أُحَاوِلُ”.. فَلْيَظَلَّ النَّصُّ مَفْتُوحَاً كَأبْوَابِ السَّمَاءِ.. دَمُ الحَقِيقَةِ لا يُرَاقْ.
ظلٌّ القائم
بِضَمِيرِ المُتَكَلِّمِ أَحْفِرُ في المَجْهُولِ وُجُودِي وَالغَائِبُ فِيَّ يَمُدُّ على الآفَاقِ حُدُودِي.. يَأْتَمِرُ المَحْوُ مَعَ الأَمْطَارِ علَى كَلِمَاتِ نَشِيدِي.. والشَّمْسُ تُجَفِّفُنِي لو تَقْدِرُ… لكنِّي في ظِّلِّ القائِمِ أَسْتَنْبِتُ جَنَّاتِ خُلُوِدي.
لـم آتِ بَعْدُ..
الوقتُ لا يَكْفي لأُضْرِمَ في السَّحابِ حَرائِقي.. والأرضُ لا تَكْفي لأُطْلِقَ في مَجاهِلِها خُيُوليَ تَارَةً.. وَزَوارِقي.. لم آتِ بَعدُ.. ورُبَّما ما كُنتُ.. مُخْتَلِفاً أَراني عنْ كياني.. ليْ مَغارِبُ لم أصِلْ يَومَاً إليها مِثْلَما لم أَحْظَ يَومَاً بِالوُصولِ إلى ضِفَافِ مَشارِقي..
آه يا زمن
يَا زَمَنَاً لا يَقِفُ.. خَلَّفْتَ على أَطْلالِكَ بَعْضَاً مِنْ جَسَدٍ وَقَليلاً مِنْ رُوْحٍ تَرْتَجِفُ.. مَا كَانَ أَمَامِي صَارَ وَرَائِي.. وَنَهارِي يَتَشَظَّى وَالليلُ وصَيْفِي وَشِتَائِي.. والنَّهْرُ.. البَحْرُ.. الرَّمْلُ.. الصَّدَفُ.. اَسْتَقْبِلُ أَيَّامِي بَيْضَاءَ.. وَأُرْسِلُهَا دَاكِنَةَ الأَلْوَانِ.. وَتَكْبُرُ مِنْ حَوْلِي الأَشْيَاءُ الأَشْخَاصُ.. وَنَفْسِي تَتَرامَى بَيْنَ صُعُودٍ وهُبُوطٍ.. وَيَغِيبُ وَيَحْضُرُ في مِرْآةِ الوَهْمِ الهَدَفُ.