محليات

بعد سقوط النظام السوري عين التينة تدعو إلى التخلي عن الرهانات الخاطئة

بقلم محمد الضيقة

أوساط سياسية متابعة أكدت أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة وخطيرة جداً ومن المنتظر أن يولد المخاض المستمر من سنوات نظام إقليمي جديد ترعاه واشنطن بعد سقوط دمشق بيد حلفائها الإرهابيين، إلا إذا حدث شيئاً غير متوقع أو اعجوبة تعيد التوازنات التي كانت قائمة في الإقليم قبل سقوط العاصمة السورية.

وأشارت في هذا السياق إلى أكثر من سيناريو تنتظره المنطقة، إلا أن الأخطر هو أن يفرض على السلطة الجديدة في دمشق التطبيع مع الكيان الصهيوني وهو أمر غير مستبعد خصوصاً بعد التوغل الصهيوني البري ووصوله إلى مشارف دمشق من دون أن يصدر أي تعليق من الممسكين الآن في السلطة، إضافة إلى أن معظم البيانات التي صدرت عن أكثر من عاصمة عربية كانت خجولة وباهتة وممجوجة، معتبرة أن قطع طريق الإمداد للمقاومة في لبنان هو أبرز الأهداف الصهيو – أمريكية بعد أن عجزوا في المعارك البرية التي استمرت لشهرين وفشل الجيش الصهيوني في تحقيق أيٍّ من أهدافه.

وتضيف الأوساط أن خيار تقسيم سوريا غير مستبعد كما خيار تفتيت دول المنطقة إلى دويلات أثنية وعرقية ومذهبية غير مستبعد، وقد يمتد إلى معظم الدول العربية، أي ولادة شرق أوسط جديد كما تراه واشنطن وحلفاؤها في المنطقة، إمارات وممالك متناقضة ومتناحرة فيما بينها كما كان قد حصل أواخر الدولة العباسية، حيث استفاد الغرب من التشتّت في العالم الإسلامي وبدأ حروبه الصليبية على العالم الإسلامي.

ووسط هذه المخاوف ووسط عدم قدرة أحد على التنبؤ بما قد يحصل في الأيام المقبلة فإن سوريا كانت دائماً في قلب المشهد اللبناني وانهيارها سيكون له تداعيات على المسرح اللبناني خصوصاً أن هناك قوى سياسية راهنت على هزيمة حزب الله، ويعتبرون في سقوط نظام الأسد فرصة جديدة لكسر المقاومة وحلفائها في لبنان، هذه الرهانات حقيقية كما تقول الأوساط، لم يتعلم هؤلاء من دروس الماضي حيث أنهم متمسكون بتحالفاتهم مع واشنطن وحلفائها في العلن والسر، وسيحاولون ترجمة حساباتهم هذه في الاستحقاق الرئاسي.

وتضيف الأوساط أن موعد التاسع من كانون الثاني ثابت ولم ولن يتأثر بما حصل في سوريا، بل على العكس فإنه بعد الحدث السوري بات من الضروري جداً الانتهاء من هذا الملف بغض النظر عن الشخصية الوفاقية التي ستسكن في قصر بعبدا.

وحذّرت الأوساط بعض القوى السياسية التي ما زالت تراهن على دور ما لواشنطن في لبنان يؤدي إلى خلل في التوازنات القائمة بين المكونات السياسية بأن يقلعوا عن هذا الرهان، خصوصاً أنهم مقتنعون بأن أي حكم جديد في سوريا معادٍ للمقاومة سيسمح لهم بفرض أجندتهم السياسية في الملفات الداخلية وخصوصاً رئاسة الجمهورية ومن ثم الحكومة.

هذا الرهان سيفشل كما كل رهانات هؤلاء التي حدثت في الماضي، لأن لبنان لا يستطيع أحدٌ أن يقصي أي طرف سياسي، فكيف وأن المقاومة التي هزمت العدو يراهن هؤلاء على تقليص نفوذ حزب الله في أي سلطة سياسية جديدة؟ لا شك أنهم واهمون كما توهموا في محطات كثيرة في السابق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *