حزب الله في قلب المشهد اللبناني، والمقاومة أكثر قوة بعد العدوان الصهيوني
بقلم محمد الضيقة
وسط قراءة خاطئة لحلفاء واشنطن:
يبدو أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد القوى السياسية والكتل البرلمانية مواقفها من الاستحقاق الرئاسي بعد تحديد الرئيس نبيه بري التاسع من كانون الثاني المقبل موعداً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد فراغ استمر أكثر من سنتين.
هذا وعلى هامش الاستحقاق تجري في العلن وفي الكواليس لقاءات واجتماعات من اجل الوصول إلى صيغة تفاهمية بين المكونات السياسية للإتيان برئيس لا يشكل تحدياً لأي فريق.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن الاستحقاق سيجري في الموعد المحدد، معتبرة الموقف الأمريكي الداعي للتأجيل يندرج في سياق سياسات واشنطن التي تراقب عن كثب تداعيات الحدث السوري على الإقليم بما فيه لبنان.
وأضافت أن إدارة بايدن كما إدارة الرئيس المنتخب ترامب ينسقان فيما بينهما من أجل ترسيخ دور أمريكي فاعل في الساحة اللبنانية ظناً منهم أن المقاومة قد انهزمت في الحرب مع العدوّ الصهيوني، ومن أن شريان حياتها قد انقطع بعد سقوط النظام السوري.
وأشارت الأوساط إلى أن واشنطن تعتمد على قوى سياسية لبنانية لدعم مواقفها والعمل وفقاً لأجندتها التي تهدف إلى السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل التقارير التي تتحدث عن اعتزام العدو الصهيوني مواصلة عدوانه على أطراف محور المقاومة.
مما لا شك فيه – تقول الأوساط – أن الحدث السوري له تداعيات على كافة دول الإقليم، منها ما هو سلبي ومنها ما هو إيجابي بالنسبة للدول المعادية لمحور المقاومة.
وأكدت الأوساط أن بعض القوى اللبنانية وخصوصاً القوات اللبنانية وحزب الكتائب يعتبرون أن هناك فرصة ثمينة للانقضاض على المؤسسات الدستورية في لبنان وتشكيلها وفقاً لأجنداتهم التي تتلاءم مع الأجندة الأمريكية، وذلك ظناً منهم بأن حزب الله قد بات ضعيفاً ولم يعد قادراً على لعب دور مركزي وأساسي في رسم السياسات الرسمية للدولة اللبنانية، هذه القراءة من القوات والكتائب وحلفائهم في الداخل والخارج ليست دقيقة ولا تمتُّ إلى حقيقة واقع حزب الله لأنه ما زال قوياً وقادراً على الفعل ومالكاً لحق الفيتو على أي مشروع أو سياسة لا تتناسب مع دور لبنان في المنطقة.
هذا الأمر سيتم ترجمته على أرض الواقع – كما تؤكد الأوساط – وذلك بعد استقرار الوضع في الجنوب والشروع في إعادة الإعمار، لافتة إلى أن لبنان تعرض إلى عاصفة قوية، العاصفة التي قد تجتاح المنطقة، ودعت الأوساط القوى التي تصنف نفسها أنها على خصومة مع حزب الله إلى التخلي عن المزايدات والرهانات، فالمرحلة خطيرة جداً وعلى هذه القوى أن تتخلى عن العمل وفقاً للأجندة الأمريكية التي لا تخدم سوى الكيان الصهيوني.