آخر الكلام

في غياباتِ الشوق.. بُعيدَ الرحيل بقليل

بقلم غسان عبد الله

تسهرينَ معظمَهُ ألماً.. وحين يأتي وقتُ السمرِ.. يأخذكِ النعاسُ مني!!..

هل هو الحبُّ الذي يقولون إنهُ ليلٌ وسهرْ؟!..

كيف لقلبي أن يعرف أن الحبَّ موقوتٌ.. وموزونٌ..

وليس لأنسي معكِ فيه مكانْ؟!.. أتتركينني لوحش الجنون؟؟..

أقول: هل تغفو حبيبتي دون كلام؟.. وأنا في انتظار المساءِ رهين؟

وأسائلُ نفسي: “لماذا لا أبتدعُ لحظةً واحدةً لسماع صوتها بعيداً عن الأنين؟

إني أتلقّفُ ما تبثُّهُ إليّ كغريقٍ أُلقِيتْ لهُ من سماءِ الله خشبةُ خلاصٍ..

أبتدعُ لحظاتٍ قليلةً.. أستأذنُ الذين حولي..

وأُشرعُ في نشيج الروحِ بعيداً عن العيون..”

وأبحرُ في زوارقيَ البعيدةِ عاشقَ الأمداءِ‏

في عينيَّ يختلط المدى فتصير أهدابي نخيلاً للعذابِ‏ في لُبابِ التيهِ‏

آهٍ.. كم ضربتُ البحرَ بالمجدافِ أردتْني جبالُ الصدِّ المنمّقِ..

أمسَكَ بالمدى قلبي‏ على الأمواج راعشة‏

وأنتِ.. على الجهات جميعها أبداً موزَّعة!!‏..

آهٍ ما أقسى المنفى عن الروحِ.. كم كان يؤلمني الانسلاخُ ساعةَ الوداع

الآن.. يقتُلني أني وحيدٌ مع عذاباتي.. وأنتِ تنسلخين عني

ووجهي راحلٌ نحو النوارس وهي تطلق ذلك الإنشادَ‏ علِّي واجدٌ فيها عزائي..‏

آهٍ.. يا شواطئ مهجتي التعْبى‏ أنا ما زلتُ ربّاناً تضلّ به الزوارقُ‏

لم أعدْ أقوى.. وأنتِ جهاتُ أشواقي وترحالي‏

إليكِ تطير أيامي مفتّشةً‏ عن القمرِ المغيَّبِ في ثنايا الليل..‏

مِن كلِّ انبثاقِ.. ما بقلبي كان أقوى‏ يا التي للقلبِ مالكة‏

فما قد كان، صارَ، ولا يصيرُ هواكِ نسياناً‏

وما عينايَ إلاّ نخلتين تظلّلان غيابَكِ المحفور..‏

آهٍ.. كم تمنّيتُ الشواطئَ عذبةً‏.. كم تقْتُ أن ألقي إليها صدريَ المحرورَ!!‏

إنني – يا روعةَ الألم الجميل – يشدُّني للقبرِ شوقي‏ وانهياراتي‏

وأعلم أنني لا بدّ ألقاكِ..‏ أشهد أنني لا بدَّ ألقاكِ‏.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *