عبرة الكلمات

عبرة الكلمات 475

بقلم غسان عبد الله

أشجان

ملاكَ أنسٍ أم حوريةً طلعتْ من خفقةِ القلب ونزفِ الوريدْ،‏ وبعينيها استفاقتْ طرقٌ من مطرٍ،‏ وابتردَتْ أرضٌ جليلةْ….‏ رتَّبتْ جداولَ ومن ريقها العشبُ ينمو،‏ وهْوَ في خفقتها الآنَ يقيمْ!‏.. أيّ أشجانٍ من الخضْرةِ تَرْعاها،‏ وفيها اخضّرتِ الأشياءُ والأيدي،‏ وفيها وَجَدَ الشِّعْرُ بديلَهْ!‏ وأنا أَسْلمْتُ أوراقي لأحلامي..‏ ولكنْ! ما الذي يعطيهِ حلْمُ؟‏.

الليل‏

الليلُ كتابُ الضّوءِ‏ وأشْجانُ النّايِ المبْحوحْ…‏ الليلُ الطافحُ بالورْدِ‏ وأنْسامِ الغبْطةِ‏ شمسُ العاشقِ والمعْشوقِ‏ وآهاتُ المجْروحْ!…‏ ها يتْبعني الصّبْحُ إلى شغفٍ‏ والحُبُّ يطيِّرُ في الرِّيحِ،‏ حماماتِ الرّوحْ…‏ ها فرسُ الغبْطةِ،‏ تَهْبطُ في الغيمِ‏ وتصْهلُ في الديجورْ…‏ فتفرُّ غزالاتُ الشّوقِ‏ إلى مخْبئها‏ وتَنَافَرُ في الأُفْقِ‏ طيورْ!…‏ كمْ آنَ لهذا الليلِ الحالمِ‏ أنْ يسْتيقظَ،‏ بحرَ حبورْ؟!.

صديق‏

مرحباً،‏ قالها ومضى،‏ كاشفاً عن هديلِ الفؤادِ‏ الحزينْ…‏ وجْههُ غربةٌ‏ ويداهُ سراجانِ مِنْ دهْشةٍ‏ والبلادُ صباحٌ يُنوّرُ في رئتيهِ هوىً‏ وحنينْ…‏ ها يجيءُ إلى قلبهِ‏ مثلما طائرٌ يردُ النّبْعَ‏ في وَلَهٍ ويُغنّي مع الصّبْحِ أغْنيةَ العاشقينْ.. كلّهم رحلوا‏ وهو الآنَ قدّامهمْ،‏ خلفهم‏ هل سيبْكي على روحهِ‏ أم سيبْكي على الراحلينْ؟!…‏ مرحباً..  قالها ومضى‏ ساطعاً في يباسِ السّنينْ!!…‏

بوح‏

منْ ها هُنا،‏ تَطلُّ ورْدةُ المساءْ‏.. أطيافُها فراشةٌ‏ وبوحُها بهاءْ.. فرشتُ جرحي عشْبةً في راحتيها..‏ فاسْتوتْ في مائها الرقْراقِ‏ نفْحةَ ارتواءْ…‏ وأوغلتْ في الغيمِ والجراح‏ والسّماءْ…‏ كأنّني أضأْتُ في المدى،‏ سحابةً‏ كأنّها للأرضِ نخْلةٌ،‏ تموجٌ في الضياءْ…‏ كأنّنا النَّهارُ والنهْرُ‏ وكوثرُ الصّفاءْ!!.

نهار‏

وأَطلَّ،‏ من خلفِ الجدارْ…‏ وأطلَّ وجْهاً‏ أو نهارْ…‏ فصرخْتُ: يا ضوئي اقتربْ‏ فبكى… وقالَ:‏ أنا الشّهيدْ‏.. ومضى إلى الأرضِ‏ الجريحةِ‏ تائهاً‏ وغفا ليسْطعَ كالنَّهارْ!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *