روائع الشعر العربي

روائع الشعر العربي 485

أبو نـواس ـ تـوبـة

دبَّ فـيَّ السَّــقـامُ سُـفلاً وعُلـوا

 وأرانـي أمــوتُ عُضـواً فعُضـــوا

ليـسَ تَمَضـي من لحظـةٍ بيَ إِلاَّ

 نقَصتنــي بمرّهــــا فـيَّ جُــــزوا

ذهبـت جِـدّتـي بحاجـةِ نفســـي،

 وتطلَّبـتُ طاعـــةَ الله نِضـــوا

لهـفَ نفسـي علـى ليالٍ وأيّــامٍ،

 تجــاوزتُهـــنَّ لِعبــــاً ولَهــــــوا

قـد أسـأنا كـلَّ الإِسـاءةِ، فاللَّهـمَّ

 صَفحــاً عنَّـــا! وغَفـراً! وعَفــوا

أبـو العتاهيـة ـ النـــاس

النَّـاسُ يَخْـــدَعُ بَعْضُهُـم بَعْضَـا

 مَحَضُــوا التَّخَادُعَ بينهـم مَحضَـا

فَلَقَلَّمـــــا تَلْقـــى بهـــا أَحـــدًا

 مُتَـنَـزِّهًــا تحْـمِـي لَـهُ عِرْضَــا

البِـسْ جَـمِيــعَ النَّــاسِ مُحْتَمِلاً

 للعـالميــن وكُـنْ لَهُــم أَرْضَــا

فَلَئِـــنْ غَضبْـــتَ لِكُــلِّ حَادِثــةٍ

 تُـرْمَــى بهـا فَلَقَلَّمَـا تَرْضَــــى

نسيـب عريضـة ـ لــو

لَـوْ حَــدَّقَ المَـرْءُ فــي البَرَايَــا

 لَشَـــامَ مَــا لاَ تَـــــرَى العُيُــــونْ

مَـــا حَوْلَنَـــا عَــالَــمٌ خَــفِـــيٌّ

 تُدْرِكُــــهُ الــرُّوحُ فــي السُّـكُــونْ

كــم مبصـرٍ لاَ يَــرَى، وأَعْمَـــى

 يَـــرَى ويَـــدْري الـــذي يَكُـــــونْ

يَـا وَيْــحَ مَــنْ لاَ يَـرَوْنَ شَـيئــاً

 إلاَّ إِذَا فَتَّحُـــــــوا العُيُــــــــــــونْ

أم ضيغـم العلويـة ـ عفـــاف

وبتنـا خِـلاف الحـيِّ، لا نحـنُ منهُـمُ

 ولا نحـــنُ بــالأعــــداء مُختلطانِ

وبتْنـا يقينـا سـاقِــطَ الطــلِّ والنَّـدى

 مــن الليــل بُــردَا يمنـةٍ عَطِـــرانِ

نـذودُ بذِكــر الله عنَّــا مـن الصِّبـا

 إذا كـــــان قلبــانا بِنـــا يَــــرِدانِ

ونصـدُرُ عـن أمـرِ العفــاف ورُبَّمـا

 نقعْنـــا غَليـــل النَّفس بالرَّشــفـانِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *