من تداعيات زيارة أورتاغوس.. إحباط القوات وحلفائهم وجعجع يسخر من العهد الذي ربط مسألة السلاح بالحوار
بقلم محمد الضيقة
الانهيار الشامل لمعظم اقتصادات العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها إسرائيل عقب الضرائب الضخمة التي فرضتها إدارة ترامب، أدت في الكيان الصهيوني إلى انهيار الشيكل أمام العملات الدولية..
هذا الانهيار إذا ما أضيف إليه هجرة آلاف الأغنياء الصهاينة إلى الخارج كنتيجة أكيدة للمواجهات التي دارت بين الكيان وقطاع غزة وبين الكيان ولبنان، حيث كانت تداعياتها كارثية على الاقتصاد الصهيوني وعلى مؤسساته الإنتاجية خصوصاً التكنولوجية منها.
أوساط سياسية متابعة ربطت محاولات واشنطن إنقاذ الكيان الصهيوني من أزماته من خلال ممارسة الضغوط على محور المقاومة من أجل انتزاع تنازلت من أطرافه خدمة للعدو، وذلك بعد أن ضمنت أن النظام الرسمي ينتظر فرصة للاندفاع نحو التطبيع مع هذا الكيان.
وأكدت الأوساط أن زيارة المبعوثة الأمريكية أورتاغوس إلى بيروت التي اختلفت عن الزيارة الأولى لجهة اللهجة التي تكلمت فيها، حيث أكدت أمام من التقتهم من أنها لم تتحدث عن التطبيع كما حاول بعض العملاء الترويج له.
وأشارت إلى أن المسؤولين اللبنانيين أوضحوا لها طبيعة الواقع السياسي اللبناني، مشككة في أن المسؤولة الأمريكية قد تكون أخذت بهذه التوضيحات خصوصاً بعد التصريح التي أدلت به بعد مغادرتها ضد حزب الله، حيث كان بعيداً عن الدبلوماسية وحتى عن السياسة، حيث يمكن تصنيفه في خانة أن واشنطن تواصل استفزازاتها لحزب الله من أجل إخراجه إلى مرحلة جديدة قد تكون مرحلة تسعى من خلاله واشنطن دفع حزب الله للرد على الاعتداءات الصهيونية، وهذا الأمر – تقول الأوساط – لن يحصل في المدى المنظور لاعتبارات كثيرة، منها أن الحزب منخرط في سياسة الصبر الإستراتيجي بانتظار حدوث متغيرات دولية وإقليمية تُعيد بعض التوازن للصراع مع العدو الصهيوني وحلفائه في الغرب.
وكما يبدو – تضيف الأوساط – أن عملاء الإدارة الأمريكية في لبنان اعتبروا أنهم تعرضوا لنكسة حقيقية بعد أن أجهضت المسؤولة الأمريكية أهدافهم العدائية ضد المقاومة وبيئتها، هذه النكسة عبّر عنها جعجع في موقف مكرّر لكل مواقفه التي تستهدف المقاومة تمثلت هذه التغريدة بوصف العهد الذي يقوده جوزاف عون بسلطة “أبو ملحم” وذلك على خلفية نتائج الاجتماع الذي عقده الرئيس عون مع أورتاغوس، والذي أكد فيه أن مسألة سلاح حزب الله يخضع للتوافق والحوار بين اللبنانيين من أجل الوصول إلى استراتيجية دفاعية تحمي لبنان من الكيان الصهيوني.
وتعتبر الأوساط أن ما أدلى به جعجع هو تكملة لمواقف كثيرة استهدف خلالها نواب القوات ومسؤوليها المقاومة وبيئتها، إلا أن الأوساط اعتبرت أن هذه العدوانية من القوات والكتائب وحلفائهم تؤشر إلى حالة إحباط هؤلاء ويأسهم من استدراجهم حزب الله للجدال، كما أنهم أيقنوا من أن الحزب لن يُستدرج إلى الوحل اللبناني الداخلي، على الرغم من أن جعجع وحلفاءه حاولوا وسيستمرون في المحاولة من أجل دفع لبنان نحو حرب أهلية، وهذا أمر خطير يؤشر إلى أن هؤلاء منخرطون إلى النهاية مع المشاريع الخطيرة التي تستهدف دول الإقليم بما فيها لبنان، خصوصاً بعد كثرة التقارير من أن العدو الصهيوني وبرعاية أمريكية يسعى إلى تفتيت الإقليم وجعله دويلات طائفية وعرقية ومذهبية متناحرة.
وبانتظار الجولة الثالثة للمبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس التي تتزامن مع انطلاق مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن حول الملف النووي وغيره من الملفات، إلا أن الثابت والأكيد أن مواقف الإدارة الأمريكية لم ولن تتغير بشأن الحفاظ على المصلحة الصهيونية، واللافت – تقول الأوساط – أن ما أعلنته الموفدة الأمريكية أورتاغوس خلال لقاءاتها العلنية والسرية قد أثار حفيظة أدوات المشروع الأمريكي الذين أملوا قبل وصولها بأن زيارتها ستكون الإنذار الأخير قبل أن يستأنف الكيان الصهيوني عدوانه على لبنان.