نرفض أن تتحول الدولة إلى مخبر لدى الكيان الصهيوني
تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
يحاول العدو الصهيوني عبر ادعاءات كاذبة تحويل السلطة اللبنانية إلى مصدر من مصادر معلوماته، وإلى أداة بحثٍ تحت إشرافه لكشف مواقع المقاومة أو قدراتها، فتارة يتحدث عن مكان في منطقة الشويفات يدّعي أن حزب الله يقوم بتجهيزه لعمل ما، فيبادر الجيش اللبناني إلى تفتيش ذاك المكان واكتشاف أن هذا الأمر غير صحيح، ثم بعد ذلك يدّعي بأن حزب الله يستخدم مرفأ بيروت لتهريب معدات وأسلحة، ليقوم وزير الأشغال العامة والنقل الأستاذ فايز رسامني بجولة لإثبات عدم صحة هذه الادعاءات، وبذلك تتحول الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية والمدنية إلى طواقم بحث وتحري لصالح العدو الصهيوني.
إننا مع تفهمنا لحصول هذه الجولات وعمليات الكشف، إلا أننا نرفض وبشكلٍ مطلق أن تتحول الدولة اللبنانية إلى مخبر لدى الكيان الصهيوني، ونرفض أن تبادر الدولة في كل مرة يقوم بها العدو الصهيوني بالإشارة إلى مكان أو معبر أو جهة من أنه يستعمل لصالح المقاومة إلى تفتيشه، خصوصاً وأن موضوع التزام الدولة اللبنانية في القرار 1701 هو في موضوع السلاح جنوب النهر أما موضوع السلاح بشكلٍ عام وخارج هذه المنطقة فهو أمر يُحَدد مصيره، كما قال فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون من خلال حوار وطني داخلي، ونحن هنا يهمنا أن نقول إن البحث يجب أن يكون لا حول نزع سلاح المقاومة، بل حول كيفية الاستفادة منه في إستراتيجية دفاعية وطنية يتم تبنيها من خلال جلسة حوار وطني.
من جهة أخرى لم يعد مقبولاً استمرار العدوان الصهيوني على لبنان والذي يطال كل المناطق اللبنانية تحت حجج واهية، وقيام العدو الصهيوني باغتيال المواطنين في الطرقات وفي محالهم ومتاجرهم ومنازلهم، في وقت تقف فيه الدولة متفرجة على ما يحصل دون أي تحرك عملي لوقف العدوان، ولم تقم لجنة الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار بأي محاولة لوقف الاعتداءات، بل إن الجانب الامريكي يتولى دائماً تبرير انتهاكات العدو الصهيوني وارتكاباته بحق لبنان واللبنانيين، ما يطرح بشكل جدي حول جدوى هذه اللجنة، ويفرض على الدولة اللبنانية حركة دبلوماسية واسعة لتأمين وقف حقيقي لإطلاق النار خوفاً من انفلات الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه.
إننا في تجمع العلماء المسلمين، وبعد دراسة وافية للأوضاع على الساحتين اللبنانية والإقليمية، نعلن ما يلي:

أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام العدو الصهيوني ببث روايات كاذبة حول استخدام مرفأ بيروت لتهريب السلاح والمعدات لصالح حزب الله، ويعتبر أن هذه الإشاعات وكما أثبت وزير الأشغال العامة والنقل الأستاذ فايز رسامني هي إشاعات كاذبة تستبطن نوايا خبيثة من قبل العدو الصهيوني لاستهداف هذا المرفق المهم، ما يؤثر على الوضع الاقتصادي في البلد.

ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار العدو الصهيوني بانتهاك قرار وقف إطلاق النار والقرار 1701 من خلال استهداف مواطنين أبرياء في منازلهم، والتي كان آخرها استهداف منزل في حي الكسارة في بلدة ياطر بصاروخ أدى إلى تدمير المنزل بشكل كامل وإصابة صاحبه من ال قدوح، ويعتبر التجمع أن استمرار الوضع على هذا المنوال سيؤدي الى عودة الأمور الى حالة الحرب، وهذا ما لا يريده لبنان وعلى الدول الضامنة لتنفيذ وقف إطلاق النار إلزام العدو الصهيوني بذلك.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الصهيوني على غزة والتي أدت الى ارتفاع آلاف الشهداء والجرحى، كان آخرهم ارتقاء ثلاثين شهيداً بينهم أطفال في مجزرة في حي الشجاعية، وتزامن ذلك مع قيام العدو الصهيوني بشن حملة عسكرية في نابلس وجنين وطولكرم في الضفة الغربية وسط صمت عالمي متواطئ ومشبوه، ويدعو التجمع إلى تصاعد حالات الاعتراض في العالم، وانطلاق مسيرات في كل العواصم لتضغط الشعوب على حكوماتها لإيقاف عملية الإبادة الجماعية للفلسطينيين.

رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين العدوان الأمريكي على مديرية السبعين في العاصمة صنعاء، التي أدت بحسب حصيلة أولية إلى ارتقاء شهيدين وجريح، كل ذلك لمنع اليمن من الاستمرار في دعمه لغزة وفلسطين، الأمر الذي لا يمكن أن يحصل والدليل هو استهداف القوات اليمنية البطلة ليافا، وقطع أمريكية في البحر الأحمر، وإسقاط مسيرة MQ90 كل ذلك يؤكد أن هذا البلد لن يتراجع حتى وقف العدوان على غزة.