آخر الكلام

وزَّعتَ نفسَكَ في الأماكنِ، واستحلْتَ مع الحياةْ.. إلى صديقي المقاوم الذي مضى شهيداً

بقلم غسان عبد الله

لي ما تكوّنهُ الحدائقُ من سماحْ.. وليَ‏ المدائنُ والأقاحْ..

وليَ انتظاري حين تشتعلُ‏ الرياحْ..

أأسيرُ منكسِرَ الرؤى؟ وأنا الذي‏ قد شعّ بي قَمَرُ الجنونْ؟!‏

لِمَنِ الكتابةُ إِنْ تساقطتِ النجومُ مع الزّهَرْ؟!‏

إن كنتَ غادرْتَ نوافذي إلى أفقكَ العالي وَظلَّ قلبي مفرداً‏..

لِمَنِ الكتابةُ.. إنْ تسامتْ مقلتاكَ مع المدى‏ أو أشعلَ القلبُ السَّفَرْ‏..

لِمَنِ الكتابةُ إِنْ تكُنْ محبوسةً بيني وبينَ دفاتري؟‏

لِمَنِ الكتابةُ إِنْ يناوشْ دكتاتورُ الجهلِ‏ قلبَ الشاعرِ؟‏

لا تستوي الكلماتُ مزهرةً بدونِكَ.. والغيابُ‏ مشوِّهٌ للروحِ..

هلْ هطلَ الخلاصُ مع المطرْ؟!‏

لِمَنِ‏ الكتابَةْ؟!‏

أشعلْتُ قلبي غابةً في لحظةِ الحبِّ العظيمِ..

والحزنُ ظلَّ بدايةَ الفرحِ الذي لا ينتهي..‏

كوّرْتُ للأحلامِ كوكبها وأشعلتُ الفضاءْ‏..

ووحيداً عانَقْتَني.. وبدأْتَني عشقَ القصائدِ للبشرْ.‏.

كانَ ازدهارُ الأرضِ أوّلَ ضوعنا.. والشعرُ‏ مبتدأَ الهتونْ..

يا خفقةَ الفرحِ المقيمِ.. هذي الحروف.. هذي الليالي..

هذي الثواني والصباحاتُ.. المساءاتُ.. الوجيبُ..

القلبُ، والفرحُ المشعشعُ في السؤالِ،‏ هذي الأزاهرُ والدعاءُ..

هذي النجومُ الراقصاتُ على ذؤاباتِ الجبالِ..

كوّنْتَ أيامَ التَّبدُّلِ، فانخطفْتُ إلى بداياتِ الكرومْ‏..

وأضأتَ ليلَ الروحِ، فابتدأتْ فضاءاتُ النّجومْ..

وزَّعتَ نفسَكَ في الأماكنِ، واستحلْتَ مع الحياةْ..

في كلِّ بيتٍ بعضَ أدعيةٍ وأحلامٍ ولونَ‏ الذكرياتْ.

وعلى صدى الألحانِ دفؤكَ يتَّقدْ..

ومعي‏ اشتعالُكَ نخلةٌ‏

أنتَ الوداعُ.. إذا اشتعلتُ‏.. أنتَ اللقاءُ إذا انطفأتُ‏..

أنتَ الملاكُ يعيشُ حالاتِ الوجودْ‏.. أنتَ التوهَّجُ حينَ تفجأني القيودْ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *