المنطقة أسيرة العجز الأمريكي ولا حوار حول السلاح قبل انسحاب إسرائيل وتحرير الأسرى
بقلم محمد الضيقة
تمر منطقة الشرق الأوسط في مرحلة صعبة ومعقدة، حيث باتت في دائرة مغلقة تضَّيق الخناق على كياناتها من واشنطن وربيبتها إسرائيل وحلفائهم الدوليين والإقليميين..
فالولايات المتحدة الأمريكية قد أصبحت على ما يبدو غير راغبة في التورط في حروب لا أفق لها، وهي ترى فيها مجرد استنزاف لقدراتها ولسمعتها، وتُشغلها في الوقت ذاته عن التحضير لمواجهة التنين الصيني، لذا اتخذت خياراً نحو التوجه لإجراء تسويات للملفات الساخنة خصوصاً بعد التصدع والانهيارات التي اجتاحت الكيان الصهيوني وهددت وجوده.
أوساط سياسية أكدت أن إدارة ترامب تتحرك في كل الاتجاهات التي تقود إلى تبريد الجبهات الساخنة، ففي غزة تؤكد تقارير إعلامية أن مسألة الاتفاق باتت قريبة، خصوصاً بعد الاستدعاء الأمريكي لنتنياهو، حيث من المنتظر أن ينجَز اتفاق التبادل مع حركة حماس في فترة تسبق أي تفاهم قد ينتج عن المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن.
وأضافت الأوساط كما في غزة يجري في لبنان، ومسألة الجدل الدائر حول القرار 1701 وشموله لجنوب الليطاني وشماله، لقد حسمها الرئيس جوزيف عون، واعتبر في أكثر من موقف أن القرار الدولي مضمونه مرتبط بجنوبي نهر الليطاني، أما في شماله فهي مسألة تخص لبنان والسبيل الوحيد لقضية السلاح هو طاولة حوار بين كل المكونات السياسية من أجل التوصل إلى استراتيجية دفاعية حقيقية تحمي لبنان من كل أعدائه.
واعتبرت الأوساط أن كلام رئيس الجمهورية يعبر بطريقة غير مباشرة عن الموقف الأمريكي الهادف إلى إيجاد حل لمسألة سلاح المقاومة بهدوء حتى لا تنتشر الفوضى وتخسر إدارة ترامب ما حققته من نفوذ خلال العدوان الصهيوني على معظم أطراف المحور، حيث أن السفارة الأمريكية تتدخل في كل واردة وشاردة في الشؤون الداخلية، ولم تجد طرفاً ينتقد أداءها من الحكومة أو أي طرف سياسي يدّعي أنه من السياديين.
وأشارت الأوساط إلى أن هناك إجماعاً باستثناء عملاء واشنطن من القوى السياسية من أن مسألة سلاح المقاومة تحتاج إلى معالجة هادئة ومن أن رئيس الجمهورية يحرص على التعامل بحكمة مع هذا الملف بعيداً عن المزايدات التي يلجأ إليها بعض القوى، كالقوات اللبنانية وحزب الكتائب.
وتؤكد الأوساط أن أي حركة جدية باتجاه الحوار من أجل السلاح من الصعب ترجمتها إلى واقع ما دام العدو يمارس عدوانيته ويستهدف كل المناطق اللبنانية. هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن المواطن الجنوبي فقد ثقته بالدولة التي تعجز عن تأمين حماية القرى الجنوبية ومواطنيها، وكل ما تقوم به هو تعداد الانتهاكات الإسرائيلية لقرار وقف إطلاق النار كما أنها لا تتحرك لردع العدو الصهيوني عندما يتقدم نحو قرى الحافة الأمامية، حيث يقوم بتفجير المنازل وتجريف الطرقات.
وتقول هذه الأوساط إنه في ظل استمرار العدوان الصهيوني وفي ظل الاغتيالات التي تستهدف المدنيين ولا يوجد طرف يردعه، حتى الدولة عاجزة عن ذلك يعني أنه من الصعب بل هناك استحالة أن ترضى المقاومة بأي حوار حول سلاحها، حتى لو تعرضت إلى ضغوط كبيرة من الداخل والخارج، لأنها لن تقبل بنزع ورقة قوة لبنان باعتبارها الطرف الوحيد القادر على حماية الأرض والعرض سواء في الجنوب أو شرقاً أو شمالاً.