روائع الشعر العربي 489
جرير ـ راح الرفاق
راح الرفاقُ ولم يرُح مَــرَّارُ | وأقام بعدَ الظاعنين وســاروا | |
لا تَبْعُـدَنَّ وكلُّ حـيٍّ هـالكٌ | ولكـلِّ مصـرعٍ هالكٍ مقـدارُ | |
كان الـخيارُ سـوى أبيه وعمه | ولكل قـوم ســــادة وخيار | |
لا يُسْلِمون لدى الحوادِثِ جارَهم | وهم لمن خشيَ الـحوادِثَ جارُ |
أبو فراس الحمداني ـ ليل
لَبِسـْنَا رِدَاءَ الليل واللَّيْلُ راضعٌ | إلى أنْ تردَّى رأسـُهُ بمشــيبِ | |
فبِتْنَا كَغُصنَيْ بانةٍ عانَقَهُمــــا | معَ الصبحِ رِيحَا شمـْأَلٍ وجَنُوبِ | |
إلى أن بـَدَا ضوءُ الصباحِ كأنَّهُ | مبادي نُصُولٍ في عِذَارِ خَضيبِ | |
فَيَا لَيْلُ قدْ فَارَقْتَ غَيْرَ مُذَمـَّـمٍ | ويا صُبْحُ قَدْ أَقْبَلْتَ غَيْرَ حَبـِيبِ |
عبد مناف بن عبد المطَّلب ـ الصبر على البلاء
قَد بَلِيَ الصَبرُ وَالبَلاءُ شَـــديدٌ | لِــفِداءِ الحَــبيبِ وَاِبنِ الحَبيبِ | |
النَبِيِّ الأَغَرِّ ذي الحَسَـبِ الثاقِبِ | وَالــباعِ وَالـــكَريمِ النَجـيبِ | |
إِن تُصِبكَ المَــنونُ فَالنَبلُ تَتَرى | فَمُصيبٌ مِنهـــا وَغَيرُ مُصيبِ | |
كُلُّ حَيٍّ وَإِن تَمَلّــى بِعُمـــرٍ | آخِذٌ مِــــن مَذاقِهــا بِنَصيبِ |
الشريف الرضي ـ هي الأيام
وَأَينَ نحورُ عَن طُرُقِ المَنايا | وَفي أَيدي الرَدى طَرَفُ الزَمامِ | |
نَوائِبُ ما أَصَخنَ إِلى عِتابٍ | يَطولُ وَلا خَدِرنَ عَلى مَلامِ | |
هِيَ الأَيّامُ تَأكُلُ كُلَّ حَــيٍّ | وَتَعصِفُ بِالكِرامِ وَبِاللـِئامِ | |
وَكُلُّ مُفارِقٍ لِلعَيشِ يَلقــى | كَما لَقِيَ الرَضيعُ مِنَ الفِطامِ |