محليات

ترامب يهاجم حزب الله، والسلطة اللبنانية تصمت واشنطن ترعى تشكيل نظام إقليمي من دون العرب

بقلم محمد الضيقة

أوساط سياسية متابعة أكدت أنه بات بعد الاتفاقات التي عقدها ترامب مع دول الخليج خلال جولته، أن الإقليم دخل مرحلة جديدة سيكون لواشنطن اليد الطولى فيها، كانت تأمر فيه والقادة العرب ينفذون دون أي اعتراض.

وتضيف الأوساط أن الرئيس الأمريكي الذي هاجم حزب الله وأشاد بالسلطة اللبنانية، ورفع العقوبات التي كانت مفروضة على سوريا لقد التقى الإرهابي أحمد الشرع الذي يتهيأ للتطبيع مع العدو الصهيوني، ووعد الجولاني بأن سوريا على استعداد لاستقبال الشركات الأمريكية ومنحها كل ما تطلب بشأن الاستثمار في الغاز والنفط وفي كل الكنوز السورية داخل الأرض.

واعتبرت الأوساط أن عقيدة ترامب هي المال والأرباح والعنصر الأول الذي تعتمده إدارته في سياساتها الخارجية، وهو أمر يتلاقى مع إمارات الخليج المستعدة دائماً لتشارك الكثير من أرباحها مع واشنطن مقابل الحماية.

واللافت في هذا السياق أن فلسطين وقضيتها غابت عن كل اللقاءات التي عقدها الرئيس الأمريكي باعتبار أن القضية الفلسطينية ليست مهمة لأي من أمراء الخليج، حيث كرر هؤلاء الأمراء ما كان يرددوه دائماً وهو الدعوة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، هذه الدعوة تأتي من باب رفع العتب، خصوصاً في ظل زحف معظم القادة العرب على بطونهم للتطبيع مع العدو، متسائلة كيف سيقبل قادة العدو بإعطاء دولة للفلسطينيين في الوقت الذي تأمر هؤلاء السكوت عن كل المجازر التي ارتكبت في غزة، حتى أن بعض القادة قد ساعد العدو وطلب استكمال عدوانه وصولاً إلى استسلام المقاومة.

وأشارت الأوساط إلى أن لبنان قد يبقى وحيداً في المنطقة الذي يرفض التطبيع لسبب واحد فقط هو وجود المقاومة وقوى وأحزاب ما زالت متمسكة بمبادئها واعتبار الكيان عدواً لا يمكن التصالح معه، لافتة إلى أنه لو ترك الأمر للسلطة في لبنان لكانت سارت في ذات السياق الذي تسير فيه معظم الكيانات العربية التي تفككت بالكامل ولم يعد للعرب قضايا يهتمون بها.

وحذرت الأوساط من أن النظام الإقليمي الذي تعمل واشنطن على تشكيله بالتعاون مع الكيان الصهيوني سيرسم بالحروب والدم والدمار والعمليات الأمنية، وإذا لم يقلع قادة العرب عن سياساتهم الخاضعة بالكامل للإدارة الأمريكية وإذا لم يتحرك الشارع العربي من خلال قواه الحية للتصدي لهذا المشروع الجديد، فإنه سيبصر النور، وبعدها سيفقد العرب فلسطين نهائياً وسيفقدون دورهم في الإقليم وفي العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *