بالصواريخ الانشطارية وإسقاط طائرات 35 F.. اليمن يرسم المعركة القاسية مع “إسرائيل”
بقلم نوال النونو
يتجه اليمن إلى المزيد من فرض خياراته الصعبة على كيان العدو الإسرائيلي في إطار المساندة المتواصلة مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية وتجويع في قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
في الأيام الأخيرة، صدرت تحذيرات عدة من القيادة السياسية والعسكرية في صنعاء، تكشف عن مؤشرات هامة للانتقال إلى مرحلة جديدة من التصعيد، مختلفة عن السابقة، ما يجعل المراقبين في حالة ترقب لما ستسفر عنه الأحداث القادمة.
في البداية، أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، زعيم جماعة أنصار الله في اليمن، في خطاب له يوم الخميس الماضي، أن “جهودنا تتجه نحو التصعيد لنصرة الشعب الفلسطيني، وستكون العمليات في المرحلة المقبلة أكثر تأثيراً”. هذا التأكيد كان مقدمة لتحذيرات متتابعة من قادة سياسيين وعسكريين يمنيين، تشير إلى أن الأيام القادمة ستشكل اختباراً صعباً للكيان الإسرائيلي، بفضل القدرات العسكرية التي يمتلكها اليمن والتي ستُستخدم ضد الاحتلال، لإجباره على إنهاء جرائمه وحصاره لقطاع غزة.
صواريخ انشطارية برؤوس حربية
وبعد يومين فقط من خطاب السيد عبد الملك الحوثي، أصدرت وزارة الدفاع اليمنية، عبر مصدر رسمي، إعلاناً يفيد بأن لديها صواريخ تم تصميمها برؤوس حربية متعددة، وأنه في حالة اعتراضها ستنفصل لتطال أهدافاً إضافية، ما يجعل أنظمة الدفاع لدى العدو الصهيوني غير فعالة.
هذا التصريح يُعَدُّ بمثابة إعلان عن دخول اليمن في مرحلة جديدة من المواجهة مع الكيان المؤقت، وهي مرحلة لن تقتصر على الإزعاج والتهييج، بل ستشهد تحولاً نحو تنفيذ ضربات مؤلمة تستهدف نقاطاً حساسة لا تستطيع الدفاعات الإسرائيلية صدها أو إعاقة سير العمليات.
كما أدلى رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي المشاط، بتصريح جديد يدعم هذه الاستراتيجية، حيث دعا جميع الشركات التي تستثمر في الكيان المحتل إلى أخذ التحذيرات اليمنية على محمل الجد، مطالباً إياها بالمغادرة الفورية، ومشيراً إلى أن الأوضاع أصبحت غير آمنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال الرئيس المشاط: “إن الشركات التي ستظل في الكيان الصهيوني بعد تحذيرنا تتحمل مسؤولية تبعات اختيارها، وتتحمل العواقب في حال حدوث أي خسائر”، موضحاً “أن حكومة المجرم نتنياهو لا تعير اهتماماً لمصالح الشركات الاستثمارية بل تغامر بسلامتها لتحقيق مصالحها”.
وأضاف الرئيس المشاط أن الأضرار قد تشمل النشاط الاستثماري لهذه الشركات سواء داخل الكيان الصهيوني أو خارجه، إذا ما بدأت قواتنا المسلحة في تنفيذ هذه المرحلة من التصعيد، مؤكداً: “لقد تلقينا استعداد بعض الشركات لنقل استثماراتها استجابة لتحذيراتنا السابقة، ونتوجه بالنصيحة لبقية الشركات بضرورة المغادرة قبل انتهاء الوقت”.
ويتضح من سياق هذه التصريحات أنها لا تأتي في إطار الاستعراض الإعلامي، وإنما لترسم ملامح الاستراتيجية اليمنية القادمة في تعاملها مع كيان العدو، وقد بدأت هذه الخطوات بالفعل من خلال تكثيف العمليات العسكرية في عمق كيان العدو، فخلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين نفذت القوات المسلحة اليمنية 5 عمليات عسكرية نوعية، طالت مطار [بن غوريون] ومناطق أخرى في تل أبيب، وأسدود، وإيلات، وذلك بالصواريخ الفرط صوتية وذو الفقار الباليستي وبالطائرات المسيرة.
ومن خلال هذه العمليات، أكد بيان للقوات المسلحة اليمنية تلاه العميد يحيى سريع بأن اليمن يتجه نحو الإغلاق الكلي لمطار [بن غوريون] بعد أن نجح في إغلاقه جزئياً، وهذه دلالة إضافية على حساسية المرحلة المقبلة، والعمليات التي يتحضر اليمن لتنفيذها في عمق كيان العدو
قدرة على التعامل مع فخر الطائرات الإسرائيلية
وعلى صعيد متوازٍ، حذّر رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، الطائرات التابعة للاحتلال الإسرائيلي التي تستخدم في العدوان على اليمن، بأنها ستصبح “مصدراً للسخرية”.
وأوضح المشاط، في تصريح أدلى به يوم الجمعة الماضي، أن “القوات المسلحة اليمنية ستتمكن من التعامل مع الطائرات الإسرائيلية المعادية دون أي تأثير على حركة الملاحة الجوية والبحرية”.
وأضاف: “ستصل إليكم، قريباً، أخبار مفرحة بشأن الطائرات المعادية المستخدمة في الاعتداء على وطننا”، مؤكداً أن الدفاعات الجوية “ستحوّل ما يُعتبر فخراً للطائرات الإسرائيلية إلى مصدر للسخرية في الأيام المقبلة”.
وتظهر هذه التصريحات بأن اليمن أصبح يمتلك قدرات متقدمة في الدفاع الجوي، قادرة على مواجهة ما يُعتبر أفضل الطائرات الإسرائيلية، مثل الطائرات من طراز “35F-“، وهذا يعمق من أزمة الاحتلال الإسرائيلي في تعامله مع الإسناد اليمني لغزة، كما يمنح اليمن ميزتين من التفوق، تتمثل الأولى في القدرة على توجيه ضربات مؤلمة داخل كيان العدو الصهيوني بالصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيّرة، بينما تتمثل الثانية في إسقاط الطائرات الحربية الإسرائيلية عند هجومها على اليمن رداً على ذلك، وهذا التكتيك العسكري من المؤكد أنه سيدفع الاحتلال الإسرائيلي لتسريع إنهاء عدوانه ورفع الحصار عن قطاع غزة.
هذه سيناريوهات ثقيلة على كيان العدو بالتأكيد، فالجبهة اليمنية التي لم يكن أحد يتوقع أن تكون بهذا المستوى، أصبحت مصدر الأمل والإلهام لأحرار العالم، لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، ووفقاً للمعطيات، فإن اليمن يتهيأ لأحداث كبيرة، وأنها كما يقول وزير الدفاع والتصنيع الحربي اليمني اللواء الركن محمد ناصر العاطفي في تصريح يوم الخميس بانتظار التوجيهات من القيادة العليا، ولا يستبعد أن تكون هذه العمليات قريبة جداً لا سيما في ظل المعاناة الإنسانية الكبيرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
