روائع الشعر العربي 498
البحتري ـ شكوى
| قَد كُنتُ أَشكو تَمادي حُبِّها حَدَثاً | فَالآنَ أَطمَعُ في إِنصافِها نَصَفا | |
| وَلي فُؤادٌ إِذا نَهــنَهتُ صَبوَتَهُ | أَبى وَدَمعٌ إِذا كَفكَفتُهُ وَكَفا | |
| أَكادُ مِن كَلَفٍ أُعطي الحَمامَ يَداً | إِذا الحَمـامُ عَلى أَغصانِهِ هَتَفا | |
| ما باشـرَ النارَ مَشبوباً تَضَرُّمُها | مَن لَم يُضِف تَحتَ أَحناءِ الحَشا كَلَفا |
جعفر الحلي ـ الدنيا
| مـا بالُنا نَعرف الدُنيا وَفتنتها | وَالكُل تَلقاه فـي دُنياه مُفتتنا | |
| لَو تَعرف العيس أن المَوت غايَتُها | لصبغت بِدَما أَكبادها العطنا | |
| لا يَنفع المَرء لين الخز يَلبسه | إِن كانَ لا بُدَ مِن أَن نَلبس الكَفَنا | |
| وَلَيسَ يُجديهِ مَأكولٌ يَطيبه | فَفي غَدٍ فَمُه يَلقى الحَصى الخَشِنا |
دعبل الخزاعي ـ الزلفى إلى الله
| أَلَــــــــــم تَرَ لِلأَيّامِ مــــــا جَـــــــــــرَّ جَــــــــــــورُها | عَلى الناسِ مِن نَقصٍ وَطولِ شَتاتِ | |
| وَمِن دُوَلِ المُســـــــــــــتَهتِرينَ وَمَن غَدا | بِهِــــــــم طالِباً لِلنورِ في الظُلُمــــــــــــــــاتِ | |
| فَكَيفَ وَمِن أَنّى يُطالِبُ زُلفَـــــــــــــــــــةً | إِلـــــــــــــــــى اللَهِ بَعدَ الصَومِ وَالصَلَواتِ | |
| سِــــــــــــــــــوى حُبِّ أَبناءِ النَبِيِّ وَرَهطِهِ | وَبُغضِ بَني الــــــــــــــــــــزَرقاءِ وَالعَبَلاتِ |
حازم القرطاجني ـ دار المعاد
| لم يدرِ من ظنَّ الحياةَ إقامة | أنَّ الحــــــــــــياةَ تنقُّلٌ وترحُّــــــــــــــلُ | |
| في كلّ يومٍ يقطعُ الإِنسانُ منْ | دنياهُ مرحلةً ويدنو المَنْهَــــــــلُ | |
| فإذا يفارقُ دار منشأه امرؤٌ | فله إلــــــــــــــى دارِ المَعَادِ تنقل | |
| ووجودهُ الثاني يبلّغه إلـــــــى | ما لا يبلّغه الوجــــــودُ الأول | |
| يحظى السَّعيدُ به بطولِ سعادةٍ | وأخو الشَّقاوةِ للشَّقاوةِ يُنْقَلُ |
