
عبرة الكلمات 498
بقلم غسان عبد الله
اشتعال
تجوبُ الليلَ لا نجمٌ، ولا قمرُ ويمضي الليلُ… والسهرُ.. وأنتَ هناك مَضْيَفَةٌ لمن عبروا وما عبروا!.. تُرَقْرِقُ خَطْوَهمْ، رؤيا ويسكبُ صوتَهم، مطرُ.. تبْسط، صوبَهم، قلباً وتَنْحَرُ ثم…. تنتحِرُ!!.. هُنا الغُيّابُ خَلْفَ البابِ “لاحِسٌّ، ولا خَبَرُ!.”.. تغيبُ العامَ بعد العامِ.. ترنو صوب ديرتهمْ لُماماً، ثم ترتحلُ.. قصيٌّ ربْعُكَ الخالي ولا إنْسٌ، ولا طللُ.. همُ اغْتربوا وما غَرَبوا.. تشمَّلَ سُوْرُ دِيْرَتِهمْ بشَمْلَتِهمْ.. وراح الشوق يشتعلُ.
لو أنجَدَتِ الجِمالُ
لي ضفّتانِ على الخليجِ ونَقْلَتَانِ إلى الأريجِ ولي حُداءُ قوافلٍ عَبَرَتْ “تِهامةَ” بالحجيجِ وعرَّستْ سَحَراً على بَرَدِ الرمالْ.. حتى إذا اشْتعَلَ الضُّحى لَهَباً.. وآلْ.. ومضى العجاجُ بهودج الحُسْنِ المزمَّلِ بالرجالْ.. نَدَهَتْ قَطاةٌ: آهِ.. لو أَنْجَدْتِ، يا تلك الجِمالْ.
صبرٌ ونصر
تبقى هناك الأرضُ، والإنسانُ.. يبقى السندِيانْ.. والطفلُ.. يحفظ درسَهُ الحجريَّ عند مقالع الصُّوّانِ تحت السنديانْ… هاتي، أُمَيْمَةُ، جُرْعةَ الماء القَراحِ… وكِسْرَةَ الخبز المُقَمَّرِ.. تابعي النَّسْلَ المبارَكَ واستعيني بالزمانِ للصبر، يا أمّي، أوانٌ.. مثلما، للنصر، يا أمي، أوانْ.
لاجئون
لاجئون، مَدَى الوديانِ خيمتُهمْ مساءُ ومساؤهم سَمَرٌ ونارٌ حَوْلَ دَلَّتِهِمْ فماذا لو يُجَنُّ الجوعُ أو جُنَّ الغناءُ؟.. غَدُهُمُ.. على سَفَرٍ براري الله واسعةٌ يُغمِّزُ، من أَقاصيْها، نداءُ!. سُعداءُ يا مبعدونً تَناهَبَ همَّهم كَلأٌ، وماءُ.