حبر على ورق

حبر على ورق 515

بقلم غسان عبد الله

طقس القصيدة

قبل قليل من الورد‏ يعبر موج البحر مدىً من اللهفة‏ فتسيل الدّهشة من أوراقي‏ وتغمر زغبَ الأفق.. آهٍ كم أتوقُ إلى شاطئٍ عند ساحل كفّكَ ‏الرّباني أغفو لحظةً ثم أؤوبُ إلى عطركَ أزاول طقس القصيدة.

كيف

قاب صرخةٍ معلقة في التقاءٍ كهلٍ‏ ترتفع يدُ الطاحونة‏ بكل ألمٍ لا يوصف،‏ والبحر يحاول أن يلامس جرحها الأبدي‏ كيف أجسر هذه المسافة؟!‏.

سُرَّ من رأى

سُرَّ من رأى – في نقطة القلب -‏ فسحة كالبحر…‏ سُرَّ من رأى كلماتِهِ تسعى‏ في هبوب الأمل،‏ فكان شاطئٌ ليس كالشاطئ‏ وبحرٌ ليس كالبحر‏ وما كان سوى الـ “سوى”!‏.

مسافة المستحيل

بعد قليل من الورد‏ أدخل في جحيم الذاكرة؛‏ أرسم محراب الطفولات البعيدة،‏ وأعود إلى ابتهالات‏ تقطر صلوات؛‏ تفتّتُ جدار الحزن‏ أحنُّ إلى انبثاقاتِ أول ملاكٍ.. تلعثم الكلام‏.. حين ارتعاشةِ يديه، وانسكابِ ماءِ صوته في تلجلجي‏ أحنُّ‏ إلى ورد حنانه‏ يومئ…‏ هوذا حيٌّ..‏ ينبض في مسافة المستحيل‏.

عصفور

قبل كثير من الوردِ كانت التُربةُ تشدني…‏ لم يكن حزناً…‏ لم يكن فرحاً…‏ كانت زيتونةٌ‏ تهتف بالزيت:‏ باركْ ثمار هذه التربة..‏ هل كنتُ ورقاً على غصنِك،‏ جنى الثّمرْ؟!‏ لم يكن لي غصنٌ؛‏ لأمسكَك من خاصرته،‏ أتأهب في كل نائبة،‏ وآتي في استغاثات العشاق…‏ ناديتُ العصفور:‏ تقلّدْ أوسمة الصبر،‏ واشربْ قهوتَك‏ في عزّ الهبوب…‏ هِجْرتُكَ نومٌ‏ في آخرِ السفرْ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *