براك دس السم بالعسل في مواقفه وبن فرحان يسعى لنشر الفوضى في الداخل اللبناني
بقلم محمد الضيقة
قبل أسابيع من زيارة المبعوث الأمريكي توماس براك لبيروت اشتغلت أوركسترا محلية وأخرى عربية – خليجية من أن هذا المسؤول سيضع لبنان أمام خيارات صعبة، إما تسليم سلاح المقاومة للدولة، وإما عدوان صهيوني سيضرب بيئة المقاومة في الجنوب والضاحية والبقاع..
هذه البروباغندا التي قادتها القوات اللبنانية وبعض الفضائيات المأجورة سواء في لبنان أو في بعض الدول الخليجية كان الهدف منها التهويل على المقاومة وبيئتها، إلا أن قيادة المقاومة بقيت ثابتة على مواقفها وهي الأقدر على قراءة أبعاد هذا التهويل حيث صدمت مواقف الموفد الأمريكي هذه القوى.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن تهديدات المبعوث السعودي يزيد بن فرحان من أن الآتي سيكون عظيماً إذا لم تبادر الحكومة إلى وضع ملف السلاح على طاولة مجلس الوزراء، فكما يبدو – تقول الأوساط – أن هذا التهديد هو الآخر لم يكن سوى فقاعات صابون بدّدتها مواقف الموفد الأمريكي، لافتة أن هذا الأخير حاول أن يغطي تهديداته بمواقف مرنة، ودبلوماسيته هذه لا تعني لقيادة المقاومة أي تغيير في مواقفها من واشنطن ومؤامراتها، خصوصاً أن كلام براك كان واضحاً لجهة دس السم في العسل.
وتضيف الأوساط أن الرد اللبناني الرسمي على ورقة براك الأولى لا يأتي من موقع قوة، بل من موقع الإنحناء أمام العاصفة التي حركتها مواقف بن فرحان الذي طالب من مجموعة مطالب بوقف التصنيع للمسيرات في الضاحية، إلا أن الأخطر في الموقف السعودي الذي حاول الموفد السعودي تسويقها شملت أيضاً نزع التمثيل السياسي عن ثلاث قوى لبنانية هم الجماعة الإسلامية وتيار المستقبل وحزب الله، ما يعني حسب هذه الأوساط هو شطب كل قوة سياسية لبنانية لا تعجب أو تروق للرياض التي تتصدر قنواتها الفضائية حملة التهويل على المقاومة، خصوصاً مسألة حشود التكفيريين على حدود لبنان الشرقية والشمالية التي أثبتت كل التقارير الأمنية أن هذا الانتشار العسكري السوري هو طبيعي وليس هناك انتشاراً استثنائياً، إلا أن الأوساط أكدت سواء كان هذا الانتشار عادياً أو استثنائياً فإن المقاومة قد اتخذت إجراءات أمنية على طول الحدود من بلدة القصر حتى بلدة الخريبة وهي بالمرصاد لأي اعتداء سوري وحاضرة لمساعدة الجيش اللبناني إذا طلب منها، هذه الإجراءات وفق ما تؤكده المعلومات قد أنجزت من أشهر أي منذ سقوط النظام السوري وسيطرة تنظيم النصرة وحلفائه على سوريا، وتؤكد المعلومات أيضاً أن المقاومة جاهزة إذا طُلب منها لردع أي عدوان بل أكثر من ذلك فإنها قادرة على تحرير عشرات القرى التي كان يسكنها لبنانيون وتم تهجيرهم منها على يد الإرهابيين.
وفي المعلومات أيضاً – تقول هذه الأوساط – إن التسريبات التي تم ترويجها لمدة أسابيع هي ليست تعبيراً عن الموقف الأمريكي الذي عبَّر عنه براك، بل هي مواقف الإمارات وأتباع السعودية في لبنان، وقد ظن البعض في لبنان – تقول هذه الأوساط – أن إلحاحهم ودعواتهم إلى تجريد حزب الله من السلاح سيضغط على الإدارة الأمريكية التي لا تقلق كما هو ثابت على عملائها في الداخل اللبناني.
وختمت الأوساط أن براك دس السم بالعسل من جهة، واعترف بأن حزب الله حزب لبناني كبير، ولكن من جهة ثانية أطلق يد العدو في الاستمرار في استباحة لبنان.
أما يزيد بن فرحان سعى إلى تشكيل جبهة تضم الأحزاب المسيحية وبعض الفعاليات السنية من أجل التأسيس لنشر الفوضى في الداخل، وهو أمر تؤكد الأوساط أن حزب الله وحلفاءه قادرون على إجهاض كل هذه المؤامرات.
