نشاطات

نداء استغاثة لأجل غزة

نداء استغاثة ونصرة عاجلة …. إلى ضمائر العالم الإسلامي والإنساني كافة…

في ظل ما يشهده عالمنا من مآسٍ متكررة، تقف أمة الإسلام والعالم الإنساني أمام فاجعة تتكرر بلا رادع: إبادة جماعية من خلال القصف اليومي لتجمعات المدنيين وحصار المدنيين وتجويعهم عمداً كسلاح من أسلحة الحرب والنكاية. واستغلال هذا الجوع من أجل اصطياد الجائعين الذين يقفون أمام المؤسسات التي توزع الطعام عليهم فيستشهد المئات ويجرح الالاف وهذا جُرم لا يسكت عليه الشرع ولا يرضى عنه الضمير.

إنّ الشريعة الإسلامية تُحرّم تحريماً قاطعاً حصار الأبرياء وتجويعهم، وتُجرّم اتخاذ الجوع أداة للإذلال والإبادة، والتاريخ الاسلامي يستبطن الكثير من الشواهد على ان المسلمين لم يمنعوا المشركين من الماء حتى في اثناء الحرب. إنّ من يشارك في هذا الفعل، أو يدعمه، أو يبرّره، يتحمّل المسؤولية الشرعية الكاملة أمام الله وأمام التاريخ.

النصرة لأهل غزة ليست خياراً، بل فريضة، قال تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، وقال النبي ﷺ: “انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً”. لذلك كل من يكتفي اليوم بالتفرج هو شريك في الجريمة وما يحصل اليوم منكر واضح والحديث يقول من رأي منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه وان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.

إن واجب الأمة – شعوباً وحكومات – التحرك العاجل لنصرة المظلومين والمستضعفين بكل ما تملك من صوت وقوة ومال. واهل غزة يستصرخون الأمة والرسول (ص) يقول: “مَنْ أَصْبَحَ لَا يَهْتَمُّ بِأُمُورِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ، وَمَنْ سَمِعَ رَجُلًا يُنَادِي يَا لَلْمُسْلِمِينَ فَلَمْ يُجِبْهُ فَلَيْسَ بِمُسْلِم‏“.

الصمت خيانة، والتخاذل شراكة ضمنية في الجريمة. وكل حكام العالم الإسلامي شركاء في هذه الجريمة بصمتهم.

أين أنتم يا شعب مصر لماذا لا تسيرون بمسيرات مليونية تكسر الحصار وان لم تفعلوا ذلك سيحاسبكم الله ويلعنكم التاريخ.

إنّنا نُحمّل كل من سكت عن هذا الظلم، وخصوصاً أهل المنابر والعلم والفتوى، مسؤولية تقصيرهم أمام الله أولاً، ثم أمام أمتهم ثانياً ثم أمام التاريخ ثالثاً.

نوجّه نداءً خاصاً إلى العلماء، والمؤسسات الإسلامية، والجمعيات الخيرية: أن يتحرّكوا الآن – لا غداً – بجمع التبرعات، وتوفير الإغاثات، وكسر كل الحواجز التي تمنع وصول الغذاء والدواء. ولا يجوز شرعاً تعطيل هذه الجهود أو التواطؤ في عرقلتها.

نُناشد علماء الأمة الإسلامية قاطبة أن يكسروا جدار الصمت، ويُصدروا بيانات علنية من المجامع الفقهية ودور الإفتاء تُدين ما يحدث وتُطالب بالفعل لا الخطابات، فإن الصمت الرسمي بات طعنة في قلب الأمة.

يا أمة الإسلام، يا ضمير الإنسانية..

احذروا أن تكتب عليكم كتب السماء أنكم خذلتم المظلومين حين استنصروكم. إنّكم جميعاً – مسلمون، مسيحيون، يهود، أحرار العالم – مدعوون لرفض هذا الإجرام، فـالتجويع الجماعي لا دين له، ولا إنسانية فيه.

وختاماً، نُذكّركم أن المسؤولية أمام الله لا تسقط بالصمت، والواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني ألا نكتفي بالشجب بل ننتقل إلى التحرك الجاد، فـالدول تُسأل، كما يُسأل الأفراد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *