حول موضوع سلاح المقاومة
تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان وفلسطين، أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
مما يؤسف له أن يتجه النقاش الداخلي في لبنان من قبل جماعات معينة ما كانت يوماً إلى جانب المقاومة، بل إن بعضاً منها كان إلى جانب العدوان الصهيوني على لبنان في العام 1982 وساهم معه في الكثير من الأعمال الإجرامية والإرهابية كمجزرة صبرا وشاتيلا، أن يكون نقاشها منحصراً في موضوع تسليم أو نزع سلاح المقاومة، في حين أنها لا تتعرض لا من قريب أو بعيد لمسألة الاعتداءات الصهيونية على السيادة اللبنانية، إن من خلال استمرار احتلالها للنقاط الخمس على الحدود مع فلسطين المحتلة، أو من خلال القصف اليومي لعديدٍ من المناطق اللبنانية وإيقاع عدد كبير من الشهداء والجرحى، وتهديم عدد من البيوت، والتوغل مئات الأمتار داخل الأراضي اللبنانية.
نحن في تجمع العلماء المسلمين نقول لكل هؤلاء ومن يقف ساكتاً في هذا المشهد المأساوي، هل أثبت الجيش اللبناني قدرته على صدّ أي توغل للعدو الصهيوني؟ هل منع الجيش اللبناني الطائرات والمسيرات الصهيونية من الإغارة على مناطق في الداخل اللبناني، وتهديم البيوت وإيقاع عدد كبير من الشهداء والجرحى؟؟ وما شهدناه بالأمس من غارات على مناطق في جنوب لبنان وفي البقاع شرق البلاد، ارتقى خلالها أربعة شهداء خير دليل على ذلك. فكيف تطلبون من المقاومة أن تسلم سلاحها وتترك البلد نهباً للعدوان؟ ومن يضمن أن لا يقوم العدو الصهيوني بمجرد سحب أو تسليم سلاح المقاومة من الاجتياح لكل لبنان، وإقامة مستوطنات في قرى الجنوب تحدث عنها في أكثر من مناسبة، أليس هذا خيانة للوطن ووصمة عار في جبين من يفعل ذلك إلى يوم القيامة؟.
إننا في تجمع العلماء المسلمين نعتبر أي نقاش حول تحديد موعد لتسليم سلاح المقاومة الآن هو نقاش فتنوي يصب في مصلحة العدو الصهيوني، وندعو فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الحريص على السلم الأهلي والذي يجب عليه التصدي لكل محاولة إيقاع الفتنة، توجيه النقاش في داخل مجلس الوزراء بالاتجاه الذي يحفظ للوطن هيبته ويضمن حقوقه ويضع حداً للأطماع الصهيونية.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد مناقشة الأوضاع في لبنان وفلسطين نعلن ما يلي:

أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على تنفيذ عدة غارات جوية على مناطق في الجنوب اللبناني وفي البقاع شرق البلاد، ما أدى الى ارتقاء أربعة شهداء وعدد من الجرحى، وسط صمت من قبل الحكومة اللبنانية التي لم تحرك ساكناً لترينا كيف سيتم التعامل مستقبلاً مع هكذا اعتداءات، إذا كان لبنان لا يمتلك السلاح الذي يضمن أمن وسلامة وسيادة واستقلال الوطن.

ثانياً: يحذر تجمع العلماء المسلمين من أن يكون النقاش داخل جلسة الحكومة نهار الثلاثاء القادم يتجه باتجاه الإصرار على تحديد جدول زمني لسحب سلاح المقاومة، بل يجب أن يكون النقاش بأن لبنان لن يبحث أي جدول زمني قبل الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف الاعتداءات الجوية والانتهاكات البرية، وبعد ذلك يمكن النقاش حول كيفية التعامل مع هذا السلاح والاستفادة منه في الاستراتيجية الدفاعية الوطنية.

ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين تصعيد المستوطنين الصهاينة لاعتداءاتهم على المسجد الاقصى بحماية من جيش الاحتلال، خصوصاً حول ما حذرت منه محافظة المدينة المقدسة من مخطط تصعيدي خطير دعت إليه ما تسمى “منظمة الهيكل الاستعمارية” المتطرفة لاقتحام واسع النطاق للمسجد الأقصى يوم الأحد المقبل، بالتزامن مع ما يسمى في الرواية التوراتية بذكرى خراب الهيكل.

رابعاً: يدعو تجمع العلماء المسلمين دول العالم الحر للتحرك سريعاً لإيقاف المجاعة التي يعاني منها سكان قطاع غزة، والتي باتت تهدد حتى الأسرى لدى المقاومة، كما تبين من مناشدة الجندي الصهيوني الأسير روم بارسلافسكي عبر رسالة مصورة قال فيها “أرجوكم أدخلوا الطعام قبل أن أموت من الجوع، أنا على حافة الموت وأعيش في جهنم”، هذه الرسالة التي اعتبرتها سرايا القدس أنها الأخيرة قبل انقطاع التواصل مع المجموعة الآسرة.
