حبر على ورق 510
بقلم غسان عبد الله
صرخة
باردٌ قطنُ هذا المساءْ.. فكيف سأُطْلِقُ روحي على وُسْعِها وعلى خصرها نامَ ألفُ سياجْ!!.. مظلمٌ كهفُ هذا المساءْ.. فَمَنْ لي بقليلٍ من الزَّيْتِ أكسو به عُرْيَ هذا السراجْ!!.. أنا مترَعٌ بالفراغِ أهشُّ طيورَ الغبارِ وراءَ الزُّجاجْ.. فيُطْلقُ صيَّادُها النارَ نحوي.. أموتُ وما أصعبَ الموتَ دونَ احتجاجْ!!.
وطن
دهرٌ من الأعوام نهجّي في حضرة الموت كتاب الحياة.. يلهو بنا القهر كي نتسول منكَ ابتسامة أو قبر.. يعبثُ بأشعارنا الفزع لنضلل الحرفَ عن هَدْيِ القصيدة.. يشتهينا الإسفلتُ حفاةً ليدمي دربَ عودتنا إليك.. آه يا وطناً يرابِطُ رغمَ الضغينةِ في شهقة الروح.
جهاتٌ أربع
نملكُ الدفءَ.. لكن في البردِ نكتشِفُ الحقيقةَ.. نعتليْ شُهُبَ اللغاتِ.. لكننا نتلعثم بالتاء في وصف الجريمة.. تمر بنا الأكفان والظلُّ الشامت وسياط الوصاية الكريمة.. فنوصد في الرئتين زفرتنا الضارية.. تُرى.. أنُقَسِّمُ الهمَّ رغيفاً في حضرة الحقل؟.. أو نوصد الحلق في لجَّةِ النهر؟!. وهل ضاق بسرِّ غربتنا صبر الجهات الأربع؟!.
أقنعة
عرَّشت فينا المصائبُ بعدما أسلَمْنا للمدَّعينَ سُبلَ القافلة المشرَعةْ.. سخرت منا المراكب والنوارسُ البيضاءُ.. حتى أحلنا للطغاةِ صحوَ المنارةِ وترقيعَ الأشرعة.. ساورتنا المخاوفُ حتى تَلِفَتْ بواكيرُ الحصاد.. ونَشّفت ضرع المراعي.. والذئب رسّخ ادعاءه.. تُرى متى ستسقُطُ هذه الأقنعة؟.
