آخر الكلام

هو الكاف والنون.. إلى مولى الروح: سيد شهداء الأمة حسن نصر الله

بقلم غسان عبد الله

إليه أزفُّ البشائرَ‏.. وأحدسُ، أنَّ على لمسةٍ من يديه تضاءُ منارَة

كلامُ الغيابِ على قدمَيْه يسيلُ حزيناً

أشدُّ على كفِّه في الظَّهيرةْ‏.. يشدّ على لغتي في المساءِ‏

أرى الشّمس في وجهه كُوِّرَتْ‏

أراقَ على مشهدي صيفَهُ‏.. وأنا قارئُ صلواتِ الشِّتاءِ‏

أقول: أحبُّكَ مولى الروحِ/ هل قلتُ للغيمِ – هذا المفاجئِ -‏ أنّي استعدتُ حناناً بعيداً؟‏

هنا يسهر الغيمُ بين يديكَ.. وأيلول سيقرأُ في داخلي أوَّل الحزنِ…‏

هل تتفتّح فينا مغاراتُ أسرارنا النَّائياتِ؟‏

خذها إذاً همسةَ السّرّ ما بيننا،‏ كلّما ابتعدتْ عن نوافذها الحُجَرُ الشَّتويّةُ‏

وانسكبت قريةٌ من أعالي الضَّبابِ‏

خذ بيديَّ، واصعد وحشةَ الظُّلماتِ‏

هنا أوّلُ الكائنَيْنِ يضيئان فجراً‏.. فواكهَ مولىً يقطِّرُ ريحانَهُ في جراري‏

أراهُ انتشارَ الهواءِ اللَّذيذ‏ وبرداً أصابَ مصابيحَ حارتِنا،‏

ونداءً كتوماً على مشرقِ الدِّفِ والقهوةِ العربيَّةْ‏

أراهُ مرايا تذوبُ الوجوه عليها‏ فيختارُ وجهي ليصعدَ فيه‏

وأزرع بين خواتمهِ حُزماً من دموعٍ‏.. أربِّي حنيني إليه.. أجيء بروجَ وَقَار.. 

أرى الكون يحلُو به.‏. أستعيدُ بروقي بما أَشْعَلَتْ مقلتاهُ‏

بمن أستعينُ على وصفهِ؟‏.. على وصفِ أمطار هدهداتهِ في حدائق ذاكرتي؟‏

بأيّ الّرموزِ أطرّز واقعَهُ المتخيَّلَ،‏ أو حلْمَه المتشكّلَ؟‏

أيّ يدٍ تغزلُ اللّيلَ فوق منامتهِ؟‏ أيّ أجنحةٍ من دموعي تطيرُ بها في السماوات؟‏

أيّ ضلوعي سأختارُ حتَّى يعلِّقَ جبَّتَه؟‏ أيّ فيضٍ من الدَّعوات سأوقدُ حتَّى أسيِّجَ قبابهُ؟‏

أيّ ماءٍ وأيّ عبير وأيّ… جنونْ؟؟؟‏

هو الكاف والنّون في رُقُم الحُبِّ،‏ لكنْ… إذا لم أقلْ إنَّه هكذا،‏ من يكونْ؟‏.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *