محليات

بعد تراجع ملف السلاح وتقدم ملف الانتخابات ماذا عن لبنان في الحوار الإيراني- السعودي

بقلم محمد الضيقة

هذه الإيجابية كان أكثر من طرف حليف للمقاومة قد توقعها لاعتبارات كثيرة، إلا أن أبرزها كان صمود الثنائي الوطني.

أوساط سياسية متابعة أكدت أن استعادة الساحة اللبنانية للغة الحوار بين بعض مكوناتها، حيث لم يشذّ عن هذه القاعدة سوى القوات اللبنانية والكتائب وحلفائهما، وبما أن واشنطن والرياض رحبتا بخطة الجيش واعتبرتاها تشكل مدخلاً لمسألة حصر السلاح، تحرك هؤلاء نحو فتح ملف ثانٍ وهو ملف الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها العام المقبل.

وأضافت الأوساط في هذا السياق أن طهران كان لها دور حاسم في ضبط الأجندة السعودية من خلال الحوار المفتوح بين العاصمتين خصوصاً بعد انتقاله إلى حوار بين أمين عام مجلس الأمن القومي الدكتور علي لاريجاني وولي العهد السعودي محمد بن سلمان حيث حققت الاتصالات واللقاءات المباشرة بين مسؤولي البلدين تقدماً بارزاً – حسب هذه الأوساط – التي أضافت أن الرياض سلمت بالواقع الذي استقرت عليه التوازنات في لبنان عقب جلسة الخامس من أيلول، وكما يبدو أن العدوان الصهيوني على قطر قد يكون له علاقة بموقف المملكة حيث بدت من خلال المواقف التي أطلقها مسؤولوها خلال القمة العربية – الإسلامية، وفي أعقابها، تؤشر إلى أن الرياض ليست في وارد تقديم الجوائز لإسرائيل في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة.

وأشارت الأوساط إلى أن الحوار السعودي- الإيراني سيتواصل لأن أي تفاهم بين البلدين يحتاج إلى مزيد من اللقاءات حول لبنان إلا أن السؤال الذي تطرحه هذه الأوساط، هل أن واشنطن ستنسى ورقة براك نهائياً، أمْ أن صمتها سيكون مؤقتاً بانتظار ما ستسفر عنه المواجهات الدائرة في غزة.

تقول الأوساط إن ما صدر عن القوات اللبنانية وحلفائها بشأن ملف الانتخابات النيابية هو مؤشر عن أن خصوم المقاومة في الداخل والخارج، يراهنون على هذا الاستحقاق الانتخابي لإحداث خلل في التوازنات الداخلية وذلك بإحداث اختراق نيابي في البيئة الشيعية لاستخدامه في النزاع الدائر مع حركة أمل وحزب الله وخصوصاً موقع رئاسة المجلس النيابي، هذا الرهان تتشارك فيه الرياض وواشنطن مع حلفائهم في الداخل، إلا أن هذا الرهان سيكون كغيره من الرهانات الفاشلة – تقول الأوساط -، وعلى هؤلاء أن يرصدوا ويراقبوا جيداً الحشود في الذكرى السنوية لاستشهاد سماحة السيد الأسمى السيد حسن نصر الله وسماحة السيد هاشم صفي الدين حيث من المتوقع أن تكون هذه الذكرى مشابهة لجهة الحضور البشري في يوم تشييعهما قبل عام.

وتختم الأوساط، أن الهاجس الأساسي لدى الثنائي يبقى الخطر الصهيوني واستمرار الاعتداءات، خصوصاً ليس في الأفق ما يؤشر إلى أن الدولة اللبنانية عازمة جدياً في الضغط على إدارة ترامب وطلب مساعدته لوقف العدوانية الصهيونية، خصوصاً بعد انكفاء حركة الوساطات والاتصالات، ما يُبقي الباب مفتوحاً على احتمالات خطيرة مع عدو غدار كالكيان الصهيوني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *