نشاطات

حول القمة العربية الإسلامية

 لم نكن نتوقع من القمة العربية الإسلامية أن يصدر عنها الرد المناسب على الاعتداء الصهيوني على دولة عربية وإسلامية فغاية ما يستطيع هؤلاء الحكام هو عبارات الإدانة والشجب والاستنكار، وهي لغة ممجوجة تعودناها منذ أن كانت القمم العربية والإسلامية، فهي لم تعلن يوماً حرباً على العدو، حتى لو كانت هذه الحرب دفاعية أو رداً على عدوان صهيوني. إن أقل ما كان يجب على هذه القمة القيام به هو الإعلان عن قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني من قبل الدول العربية والإسلامية التي تقيم علاقات معها، أو على الأقل تعليق هذه الاتفاقيات إلى أن يلتزم العدو الصهيوني بالامتناع عن تهديد واستباحة وضرب الدول الأعضاء في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ووقف حرب الإبادة على غزة، أما إذا رجعت إلى القمة العربية الإسلامية الشعبية، فإن كل هذه الشعوب كانت ستدعو، بل تبادر إلى حرب انتقامية تردع العدو الصهيوني، بل وتحرر فلسطين، ولكن المشكلة أننا نعيش في دول حكامها ارتهنوا لإرادة المستكبر الأمريكي وانسحقوا أمام التهديدات الصهيونية فأصبحوا لا حول لهم ولا قوة ليس لأنهم لا يمتلكون جيوشاً جاهزة للحرب، بل لأنهم جبناء وضعفاء، والكل يعرف أن جيشاً من الأسود يتحول إلى جيشٍ من الأرانب إذا قادهم أرنب والعكس صحيح، أي أن جيشاً من الأرانب يتحول إلى جيشٍ من الأسود إذا قادهم أسد، فأين الأسود في أمتي، هذه الأمة التي أصبحت عاجزة وغير قادرة على حماية نفسها لا لقوة في عدوها، بل لضعف فيها، مصداقاً للمثل القائل “يا فرعون من الذي فرعنك؟ فيرد تفرعنت ولم أجد من يردعني” فنحن اليوم بحاجة إلى موسى وعصاه التي تتحدى اليوم في غزة آلة الدمار الصهيونية وتوقع فيهم القتلى والخسائر الكبيرة، بالنهاية لن نفقد الأمل في هذه الأمة وننتظر اليوم الذي تتحرك فيه الشعوب لقيادة مصيرها بنفسها وتعلن الحرب على عدوها وتعتمد جميعها بلا فرق بين عربي وأعجمي وطائفة وأخرى ومذهب وآخر ان يكون الجامع لنا هو السعي لاستعادة العزة والكرامة للأمة جميعها بتلاوينها المختلفة والانتهاء والقضاء على الغدة السرطانية العدو الصهيوني التي ان استمر وجودها في جسمنا فإنها ستنتشر في كامل الجسم وتقضي عليه، فهلا اتحدنا للقيام بالمهمة الاساسية لأمتنا وهي استعادة ما احتله العدو الصهيوني من أراضينا، لا باللجوء إلى الشيطان الاكبر الولايات المتحدة الامريكية الذي هو الحامي والمدافع الأساسي عن الكيان الصهيوني.

إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماع هيئتنا الإدارية ودراستنا للأوضاع المستجدة في لبنان والمنطقة نعلن ما يلي:

أولاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين ان النتيجة التي تم التوصل اليها في القمة العربية الإسلامية جاءت مخيبة للآمال، وهي إن لم تخرج كما تعودناه عنها من الاستكانة والضعف والاقتصار على عبارات الشجب والإدانة والاستنكار، إلا أن الأمة كانت تتوقع ان تخرج بقرارات حاسمة ورادعة للعدو الصهيوني، وأضعف الإيمان هو ان تأخذ قراراً بقطع العلاقات الدبلوماسية مع العدو الصهيوني.

ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على استهداف سيارة على طريق تولين، وارتقاء المواطن محمد علي ياسين شهيداً من خلال قصف سيارته بواسطة مسيرة، هذه الاعتداءات المتكررة لا تلقى رداً مناسباً من الدولة اللبنانية، وبدلا من تجميع القوى باتجاه الرد على العدو الصهيوني، تتفرغ الدولة لحصار المقاومة والضغط عليها لتسليم سلاحها مصدر القوة الوحيد الذي يمتلكه لبنان.

ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار العدوان الممنهج للعدو الصهيوني على غزة، والذي يقوم اليوم بتدمير المباني بشكل تدريجي لجعل مدينة غزة صحراء بلا منازل، وفرض التهجير القسري عليهم ويدعو التجمع العالم الإسلامي بكل مكوناته إلى دعم المقاومة في غزة حتى تحقيق النصر النهائي على العدو الصهيوني، وفرض تراجعه عن قراراته المجرمة.

رابعاً: يتقدم تجمع العلماء المسلمين بأحر آيات العزاء للحكومة ووسائل الإعلام اليمنية على ارتقاء 26 شهيداً من فرسان الإعلام اليمني وصفوة قادة الرأي والكلمة بعدوان صهيوني مجرم غاشم على “صحيفتي 26 سبتمبر واليمن” بالعاصمة صنعاء، وتعتبر هذه الجريمة جريمة حرب يجب ان تبادر المنظمات الدولية المعنية بهذا الأمر لإدانتها وفرض عقوبات على الكيان الصهيوني بسببها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *