حول الاعتداءات الأخيرة على بلدات جنوبية
تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة صدر عن تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
قام العدو الصهيوني بالأمس بشن سلسلة غارات على بلدات ميس الجبل وكفرتبنيت ودبين وبرج قلاوية والشهابية، ضارباً بعرض الحائط كل الاتفاقات التي التزم بها لبنان، سواء اتفاقية وقف اطلاق النار او القرار 1701 ولم تحرك اللجنة الدولية للإشراف على الاتفاق أي ساكن، بل تبين أن وجودها هو في الأساس ليس من أجل منع العدو الصهيوني من خرق اتفاق وقف إطلاق النار، بل للتغطية على انتهاكاته وإعطائها مبررات ليست موجودة في أصل الاتفاق ولا في متن القرار 1701 ما يستدعي السؤال عن جدوى هذه اللجنة والدعوة إلى انسحاب لبنان منها والعودة إلى اللجنة الثلاثية، غير ان الحل الامثل يبقى في تأمين الموقف الوطني الموحد من هذه الاعتداءات، لا من خلال الإدانة والاستنكار، بل باتخاذ قرارات مصيرية كالإعلان عن تراجع لبنان عن كل القرارات التي اتخذها، سواء بالموافقة على مقدمة الورقة الأمريكية، أو بقرار سحب السلاح الذي اتخذ في الجلستين اللا دستوريتين واللا ميثاقيتين، والعودة جميعاً إلى تبني الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة، فهي الطريق الوحيدة لردع العدوان ومنع تمرده، وإلزامه بتطبيق القرار 1701 بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية التي يحتلها قبل وبعد اتفاق وقف اطلاق النار الأخير، والالتزام بوقف الاعتداءات الجوية والبحرية والبرية على الشعب والأراضي اللبنانية، وإعادة الاسرى، وعدم منع لبنان من إعادة إعمار البلدات التي دمرها العدو الصهيوني، واي كلام آخر لا يعبر عن السيادة الحقيقية. إن العدوان الأخير بالأمس وعدوان اليوم على سيارة أمام مدخل مستشفى تبنين هو اعتداء على كل لبنان، ويجب على اللبنانيين التضامن والتكاتف لمواجهته، خاصة بعدما أعلن الجيش اللبناني عن أكثر من 4500 خرق صهيوني منذ عام 2024 الأمر الذي يعرقل تنفيذ الخطة جنوب الليطاني، وبالمناسبة فإن المطلوب هو إيقاف تنفيذ هذه الخطة حتى الالتزام الكامل للعدو الصهيوني بالقرارات الدولية.
إننا في تجمع العلماء المسلمين نطالب فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ودولة رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام بالإيعاز إلى وزير الخارجية ليرفع شكوى إلى مجلس الأمن، ودعوته للانعقاد لاتخاذ قرارات إدانة بحق العدو الصهيوني، أولاً لاعتداءاته المتكررة على الجنوب اللبناني، وثانياً لعدم تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، وهذا أقل الواجب على الدولة اللبنانية لا الاكتفاء بالبيانات التي لا تقدم ولا تؤخر.

اننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد دراسة المستجدات على الساحتين اللبنانية والإقليمية، خاصة الفلسطينية منها نعلن ما يلي:

أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني بالأمس على الإغارة على عدة بلدات لبنانية، وتدمير مبانٍ وبيوت مدنية، وما يؤكد إصرار العدو الصهيوني على استكمال حربه وضربه للاتفاقيات التي وقعها مع لبنان، ويدعو التجمع لرفع شكوى عاجلة لمجلس الأمن على هذه الانتهاكات، وإعلان التراجع عن كل الخطوات التي اتخذتها الحكومة من خلال الجلستين اللا دستوريتين واللا ميثاقيتين حتى يلتزم العدو الصهيوني بجانبه من الاتفاق.

ثانياً: كما كان متوقعاً فقد أسقطت الولايات المتحدة الأمريكية قراراً أممياً كان سيصدر عن مجلس الأمن يتضمن مبادرة دولية لوقف إطلاق النار في غزة، ما يجعل هذه الدولة الشيطان الأكبر شريكة في الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، بل في كل الجرائم والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني.

ثالثاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لأبطال المقاومة في غزة على مواجهتهم الأسطورية للاجتياح الصهيوني لمدينة غزة، وقتلهم أربعة جنود صهاينة وجرح ثمانية أخرين بانفجار لغم جنوبي غزة، ما يؤكد الحضور الميداني للمقاومة التي أعلنت جهوزيتها لتحويل الأرض ناراً تحت أقدام الصهاينة حتى انسحابهم الذليل من غزة.

رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للعملية البطولية التي نفذتها المقاومة عند معبر اللنبي، ما أدى لمقتل مقدّم احتياط في الجيش الصهيوني ورقيب في لواء “تفيل”، وهذا ما يؤكد ان الأمة في كل بلدانها تتحين الفرص للإيقاع بالعدو الصهيوني، ولا تنفع المعاهدات التي عقدها الكيان الصهيوني مع الأردن في وادي عربة في منع الأبطال النشامى من خوضهم لمعركة الأمة في مواجهة الاحتلال الصهيوني.

خامساً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للقوات المسلحة اليمنية على هجومها الناجح بصاروخ باليستي على يافا، وثلاث مسيرات على أم الرشراش، ومسيرة على بئر السبع، ما أدى وبحسب الإعلام الصهيوني إلى إصابة مسيرة يمنية لفندق “نافيه” في “إيلات” المحتلة، وإغلاق مطار “رامون”، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة.
