حبر على ورق 512
بقلم غسان عبد الله
قمح يختبئ في حلم الأرض
لا تسحق يا حجر الطاحون سنابل روحي.. انثرها للريح لطيور جائعة في الحي.. ولأطفال ما عرفوا الخبز لأيام.. لا تسحق روحي بين الحجرين.. ما فيها بعد عطاء النفس إلا حلم اليقظة من موت.. القش كما الذهب الأصفر في عين الشمس يلمع في بال الطاحون.. لكن الحنطة قمح يختبئ في حلم الأرض لحصاد لم يطلع بعد بزنود الفلاحين خضّبها الطين!!.
هل للأحلام مسافات؟
تسألني طفلتي الحلوة هل من كوّة؟!.. نفتحها كي يتسرب ضوء الشمس ونريح العتم من النوم.. هل للأحلام مسافات هل تبدأ في العين أم تبزغ من قلب مضنى.. من ساعة عمر لا تعبأ بالنبض يتباطأ بعد تخطي الأبواب عند حصار الحجّاب!!.
قلقٌ من دخان
أموت كما الشمس لكنني.. أعود فأحيا كشرق حصان.. يراوغني حلم خلّب.. ويجلدني قلقٌ من دخان.. فيا رحلة العمر لا تنتهي.. ولا تقطفي الورد قبل الأوان؟!.
لماذا؟!
لماذا تموت العنادلْ؟!.. ويمحو الغناء النباحْ.. وتزهو العناكبْ.. معلقة في الزوايا.. تمص الجراحْ.. وتبقى فرائسها والشباك بدون حراك.. ملوثة بالدماء.. تلوذ بصمت السماء؟!.
غرباء
وداعاً.. وأهلاً بعطر الوجوه.. التي تسكن الذاكرة.. إلى أين تأخذنا الباخرة.. ونحن نصارع موج الحياة.. ونغرق في المدن الكافرة.. مقيمون.. لكننا غرباء.. نقيس الصباح بلون المساء.. ونسعى إلى الموت أو للحياة.. خطانا على الدرب.. آثارنا.. وفي الأفق بعض الصدى من غناء.. تمزقه مدية الصافرة وكف على الجبهة الحاسرة.. كرف الشعاع وأيدٍ تلّوِحُ.. لا تستطيع الوداعْ.
