روائع الشعر العربي 512
بهاء الدين الإربلي ـ عهود
| أيا هـاجري من غير جـُرْمٍ جَنَيْتُهُ | ومن دأبُهُ ظلمي وهجــري فديته | |
| أجــِرْني رعاكَ اللهُ من نارِ جفوةٍ | وحَــرِّ غرامٍ في البُعادِ اصطَلَيْتُهُ | |
| وكن مسعفي فيما ألاقي من الأسى | فهـجْرُكَ يا كلَّ المنى مــا نويتُهُ | |
| أأظمأُ غـراماً فـي هـواك ولوعةً | ولي دمعُ عينٍ كالسَّــحابِ بكيتُهُ | |
| وحقِّكَ لا أنسى العهودَ التي مضتْ | قديماً ولا أســلو زمــاناً قضيتُهُ |
أبو أُذينة ـ العفو
| ما كل يوم ينال المــــرء ما طلبا | ولا يســـوغه المقدار مـا وهبا | |
| وأحزمُ الإنسِ مَنْ إنْ فُرصةٌ عَرَضَتْ | لم يجعلِ السببَ الموصولَ مقتَضباً | |
| وأنصفُ الناسِ في كلِّ المَـواطِنِ مَنْ | سقى المعادينَ بالكأسِ الذي شـرِبا | |
| وليس يظلمُهم مَنْ راحَ يضرِبُهـــمْ | بحدِّ ســـيفٍ به مِنْ قَبْلِهم ضُرِبا | |
| والعفــــو إلا عن الأكفَّاءِ مَكْرُمَةٌ | مَــنْ قالَ غيرَ الذي قَدْ قُلْتُهُ كَذَبا |
المحبي ـ العقلُ والهوى
| دَعِ الهــوى فآفةُ العقلِ الهوَى | ومَن أطاعَه من المجـد هَوَى | |
| وفي الغرامِ لَذَّةٌ لو سَـــلِمْت | من الهَوانِ والمَـلامِ والنَّوَى | |
| قالوا لنا الغــرامُ حِلْيَةُ الحِجَى | قُلنا لهم بل حليةُ العِقل التُّقَى | |
| وهل رأيتُم في الـورَى أذَلَّ مِنْ | مُعذَّبٍ تلْهـو به أيْدِي الهَوى | |
| أو أحَــــداً أغْبَنَ مـن مُتَيَّم | تقُودُه شَـــهوتُه إلى الرَّدَى |
أبو الأسود الدؤلي ـ الذم والمدح
| لا تَمدحَنَّ امـــــرءًا حَتّى تُجَرِّبَهُ | وَلا تَذُمَنَّهُ مِـــن غَيرِ تَجـريبْ | |
| فَمدحُكَ المَرءَ ما لَم تَبلُهُ سَــــرَفٌ | وَذَمُّكَ المَرءَ بَعدَ المـدحِ تَكذيبْ |
