مسرحية ترامب عن السلام
تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة صدر عن تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
شاهدنا بالأمس على شاشات التلفزة عروضاً مسرحية تسعى لإظهار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه بطل تاريخي من أبطال الأساطير الذي جلب السلام للمنطقة، ووقف هو في وسط المسرح واستدعى رؤساء الدول وممثليها لينالوا فخر الصورة التذكارية إلى جانبه تحت لافتة كتب عليها سلام 2025 وهو بعد فشله بنيل جائزة نوبل للسلام، عوَّضه رئيس الوزراء الصهيوني بأن أهدى إليه حمامة ذهبية على أساس أنه رمز للسلام. كل هذه الخدع لم ولن تنطلي على الشعوب التي باتت تدرك أكثر من أي وقت مضى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الشيطان الأكبر، ورمز الفساد في العالم، ومناصرة لقوى الظلم وقائدة الدول المستكبرة التي تسعى لقهر الشعوب، ولن ينسى العالم المجازر التي ارتكبت في فلسطين وفي غزة تحديداً بالسلاح الأمريكي، وهو ما أعلنه دونالد ترامب بنفسه في خطابه أمام الكنيست، عندما قال أرسلنا الكثير من الأسلحة “لإسرائيل” واستخدمتها بمنطق القوة.
طبعاً استخدمتها بمنطق القوة لأنها لا تمتلك منطق الحق والعدالة، بل منطق القهر والظلم الذي يعتمد على آلات التدمير الضخمة التي استعملت في غزة في قتل أكثر من 60 ألف شهيد ومئات الآلاف من الجرحى والمعوقين، ثم يأتي ليقول ويشهد له بعض الحكام الفاسدين مثله والظالمين لشعوبهم بأنه صانع السلام ورجل السلام. إن قمة شرم الشيخ هذه تشبه إلى حد كبير قمة شرم الشيخ التي عقدت برئاسة جورج بوش الابن، والتي كانت كما قيل وقتها إنها لاقتلاع الإرهاب، وكان القصد منها ضرب حركات المقاومة تحت حجة محاربة الإرهاب الذي كان من صنيعتهم، والنتيجة كانت تطور المقاومة ونجاحها وانتصاراتها المتتالية حتى باتت تشكل محوراً قوياً خاض حروباً عظيمة كان آخرها حرب غزة التي استطاعت فيها المقاومة الانتصار من خلال إفشال المشروع الصهيو/امريكي لاجتثاث المقاومة في فلسطين تمهيداً لإجهاض القضية الفلسطينية، واليوم لن يستطيع دونالد ترامب تحقيق ما فشل في تحقيقه جورج بوش الابن، وستنهض المقاومة من جديد في كل المحور وستستعيد عافيتها، وسيكون مصير الكيان الصهيوني الزوال الذي ندعو الله أن يكون قريباً وبأيدينا، وإن لم يكن كذلك فبأيدي الأجيال القادمة.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد دراسة وافية للأوضاع في لبنان والمنطقة نعلن ما يلي:

أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار العدو الصهيوني بانتهاك السيادة اللبنانية والذي كان آخرها تحرك أربع دبابات صهيونية في موقع جل الدير والمالكية باتجاه أهالي عيترون أثناء توجههم إلى كروم الزيتون لأول مرة منذ وقف إطلاق النار، واعتبر التجمع أن على الدولة اللبنانية حماية المواطنين وتأمين وصولهم إلى أراضيهم لجني موسم الزيتون بحضور قوات الطوارئ الدولية.

ثانياً: رداً على ما يشاع أنه لا إعادة للإعمار قبل تسليم سلاح المقاومة، نعلن في تجمع العلماء المسلمين أن على الدولة اللبنانية أن تكون واضحة بالإعلان عن تجميد كل ما حصل حتى الآن، وأن لا تقدم في مسألة حصرية السلاح بيد الدولة إلا بعد تنفيذ العدو الصهيوني لالتزامه بوقف إطلاق النار والقرار 1701 وعلى رأس هذه الالتزامات الانسحاب من الأراضي التي يحتلها، وإطلاق الأسرى وبدء عملية الإعمار، وبعدها يبحث أي أمر آخر ضمن الأطر الدستورية اللبنانية.

ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام وزير الأمن الصهيوني إيتمار بن غفير على اقتحام المسجد الاقصى برفقة عشرات المستوطنين الصهاينة، في انتهاك واضح لحرمة المسجد، ويطالب التجمع الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لإجبار الكيان الصهيوني على منع تكرار مثل هذه الأعمال.

رابعاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن الإنجاز الوطني الكبير في عملية طوفان الأحرار يجب أن يستكمل بإعادة تنظيم الوضع في داخل غزة، وتوفير فرص إدخال المساعدات وإعادة بناء ما هدمته الحرب والقبض على العملاء والعابثين بأمن غزة الذين تحركهم المخابرات الصهيونية.
